"هآرتس": العملية في غزة غير لازمة وعديمة الجدوى
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقول إنّ "العملية في غزة، كما كثيرات قبلها، كانت حرب خيار عديمة الجدوى أو الفائدة أو الرؤية السياسية".
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تتحدّث عن فشل العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث وصفته بعديم الجدوى، وتشير إلى الأهداف السياسية التي كان يريد تحقيقها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من استمرار العدوان على القطاع.
وفيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:
أمس ليلًا تحقق وقف للنار بين "إسرائيل" وحركة الجهاد الإسلامي، وجولة القتال من 5 أيام يبدو أنّها انتهت. هذه أخبار جيدة، لكن ليس فيها ما يُلغي الحاجة إلى بحث جدوى عمليات كهذه، التي تقف على النقيض من كل التصريحات الطنّانة لرئيس الحكومة ووزير الأمن وقادة المؤسسة الأمنية والعسكرية. الحقيقة المرة هي أنّه أيضاً هذه المعركة بين "إسرائيل" والجهاد، كما كثيرات قبلها، كانت حرب خيار عديمة الجدوى أو الفائدة أو الرؤية السياسية. لم يكن ينبغي شنّ هذه العملية في المقام الأول.
عملية "درع وسهم"، شبيهةً بسابقاتها، وسمت أهدافاً وغايات أو إنجازات تُستخدم من أجل تبرير جولة قتال إضافية. سرعان ما استُنفدت هذه الأهداف، بعد اليوم الأول، والحديث أصلاً عن إنجازات قصيرة المدى.
في الواقع، استمرار القتال خدم في الأساس أهدافاً سياسية: العملية حافظت على الائتلاف (الحاكم) موحداً، لأنّها مكّنت الحكومة من التساوق مع الجناح المتطرف، الخطير ومشتهي الحرب، الوزير إيتمار بن غفير، الذي هدد بالاستقالة منها إذا لم تكن متطرفة بما يكفي بالنسبة إليه.
أضف أنّ العملية ضغطت على غدد الوحدة المسدودة للشعب ومكّنت رئيس الحكومة من قمع الاحتجاج ضده، وتعبئة الشروخ في الشعب بلاصق الطوارئ، واستبدال مظاهر رفض الخدمة بفرحة التجنّد وإنساء الوعي الجماهيري محاولة الانقلاب، الذي قادته حكومته المنفلتة العقال إلى مدة قريبة.
عدا عن استفادة الائتلاف الذي كان يوشك على التفكك، القتال أدّى إلى قتلٍ ودمارٍ لا لزوم لهما، أيضاً للإسرائيليين، لكن في الأساس لسكان غزة. في "إسرائيل"، حصدت العملية حياة واحدة وسُجّلت إصابة 35، وبحسب مكتب المفوض الأعلى لحقوق الانسان في الأمم المتحدة، قُتل في غزة 32 شخصاً، بينهم 7 أطفال، وجُرح 106.
القبة الحديدية وبقية منظومات الدفاع ضد الصواريخ هي ذات أهمية أمنية من الدرجة الأولى، لكنها تمكّن أيضاً الحكومة من مواصلة جولات القتال، ووضع المدنيين في خطر، وتأجيج الكراهية وسط أجيالٍ من الفلسطينيين.
ينبغي أن نأمل أن تتصرف الحكومة في الأيام القريبة، سيما عشية "يوم القدس الإسرائيلي"، بعقلانية وتبذل جهوداً صادقة للتهدئة وتجنّب جولة أخرى كهذه لا لزوم لها.