"نيويورك تايمز": الاستخبارات الأميركية لم تتوصل لنتائج قاطعة بشأن مصدر "كورونا"
لقد مر أكثر من 18 شهراً منذ أن تم الإبلاغ عن الحالات الأولى لمرض غامض يشبه الالتهاب الرئوي في ووهان. لكن العالم لم يقترب بعد من فهم كيف بدأ الوباء.
قدمت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية آفريل هينز تقريراً طال انتظاره إلى الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الثلاثاء الماضي حول أصول وباء فيروس كورونا، لكن لم يتم التوصل إلى استنتاجات قاطعة.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن وكالات التجسس الأميركية لم تحدد بعد ما إذا كان المرض ناتجاً عن تسرب عرضي من مختبر صيني أم أنه ظهر بشكل طبيعي من انتقال من حيوان إلى إنسان. في الوقت الحالي، التقرير مصنف سرياً ولكن من المحتمل أن تتوفر أجزاء منه قريباً.
وقد أمر بايدن بإعداد التقرير كجزء من إعطاء الوكالات فرصة لفحص البيانات المتعلقة بتفشي الوباء الذي نشأ في مدينة ووهان في الصين بشكل كامل. ويؤكد غياب الاستنتاجات على صعوبة تحديد مصدر الفيروس، وخاصة في ظل رفض الصين مواصلة التعاون مع التحقيقات.
لقد مر أكثر من 18 شهراً منذ أن تم الإبلاغ عن الحالات الأولى لمرض غامض يشبه الالتهاب الرئوي في ووهان. لكن العالم لم يقترب بعد من فهم كيف بدأ الوباء.
وكتبت مجموعة من العلماء، الذين يدرسون أصول الفيروس لمصلحة منظمة الصحة العالمية، يقولون إن "النافذة تغلق بسرعة" لجمع الأدلة الحاسمة. وقالوا إن هناك حاجة ماسة لدراسات عينات الدم ومزارع الحياة البرية في الصين.
وقد حذر الخبراء من أن المزيد من التأخير قد يجعل من المستحيل استعادة الأدلة الحاسمة حول الأيام الأولى للوباء. وكتبوا في افتتاحية في مجلة "نيتشر" العلمية "يقولون إن النافذة تغلق بسرعة على الجدوى البيولوجية لإجراء التتبع الدقيق للأشخاص والحيوانات داخل الصين وخارجها".
وقد حذر الخبراء مراراً من أن العثور على الأصول الدقيقة للوباء قد يكون مهمة للعلماء أكثر منها للجواسيس.
ويبرز غياب الاستنتاجات أيضاً التحديات التي يطرحها رفض الصين التعاون مع التحقيقات الدولية في أصل فيروس كورونا.
وزعمت الصحيفة أن بكين، المتوترة من التركيز على تسرب مختبري محتمل، فهي تروّج لنظريات المؤامرة التي تلقي باللوم على الولايات المتحدة، حيث بدأت كنظرية هامشية تم دفعها من قبل الحزب الشيوعي الحاكم، تشير إلى أن فيروس كورونا قد هرب من مختبر عسكري أميركي في ولاية ماريلاند.
واستشهد متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية بادعاءات لا أساس لها من أن فيروس كورونا ربما يكون قد تسرب لأول مرة من فورت ديتريك بولاية ماريلاند. وروّجت وسائل الإعلام الحكومية لأغنية راب لفرقة "هيب هوب" صينية وطنية روجت لنفس الادعاء، مع كلمات: "كم عدد الحبكات خرجت من مختبراتك؟".
كما عاقب المسؤولون الصينيون الصحافيين الذين تحدثوا عن إخفاقات البلاد في التعامل مع تفشي ووهان.
وقد سافرت تشانغ زان، وهي صحافية صينية تبلغ من العمر 37 عاماً، إلى ووهان في الأيام الأولى للوباء وتحدت جهود الحكومة لتصوير استجابتها الأولية على أنها كفؤة ورعاية. وسُجنت بتهمة "إثارة الخلافات وإثارة المتاعب"، وهي تهمة غامضة غالباً ما تستخدم لاستهداف المعارضة.
وزان مريضة جداً حالياً بسبب إضرابها عن الطعام. وقالت في آخر فيديو لها قبل اعتقالها: "إن طريقة الحكومة في إدارة هذه المدينة كانت مجرد ترهيب وتهديدات. هذه حقاً مأساة هذا البلد".
نقله إلى العربية: الميادين نت