"معاريف": "الجيش" يخفي خسائره.. هناك ما لا يقل عن 3500 معوّق في صفوفه
صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تتحدث عن إخفاء "الجيش" لخسائره وتقول إن ما يعلنه منذ 7 أكتوبر قليل عمّا يكشفه الواقع، وتتناول الوضع في الشمال وتقول إنّ أكثر من 100 بيت تضرر في المطلة.
صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تتحدث عن الفوضى التي يعيشها الاحتلال، وتنتقد الحكومة الإسرائيلية ورئيسها، بنيامين نتنياهو، حيث لم يكن الوضع أسوأ مما هو عليه اليوم، ولا فرصة للانتصار، مشيرةً إلى أن شعبة التأهيل في وزارة الأمن الإسرائيلية لن تتمكن من معالجة آلاف المصابين، الذين يفوق عددهم ما هو معلن.
فيما يلي النص مترجماً إلى العربية بتصرف:
لن يتمكن موظفو شعبة التأهيل في وزارة الأمن من التعامل مع آلاف المصابين الذين يزدادون في الحرب، وهم أنفسهم سيجدون صعوبة في تجاوز البيروقراطية، التي ستجنّد كل قوتها لمكافحتهم.
"الجيش" الإسرائيلي خسر خمسة قادة ألوية، أكثر مما خسرت حماس، فلماذا تنفعلون؟ لكن بالإضافة إلى القتال في غزة – وربما في الأساس – تدور هنا معركة على وعي جمهورنا. معركة على الأحاسيس، والتي بحسبها رغم العار، نحن "جيش" قوي يضرب على الرأس.
صحيح أننا جمهور غبي، لكن هناك حدوداً للغباء الجماهيري، عندما يسمع قادته، يناورون بين قوات "الجيش" الإسرائيلي، من أجل الحصول على صورة ممنتجة مع خوذة ودرع.
غزة والشجاعية كان يجب أن يكونا "بلاطة باطون". ألوية في الاحتياط لديهم خبرة في إدارة معارك يقولون هذا بصوت مرتفع. لكننا نراكم خسائر قاسية في تطهير كل مبنى وفتحة نفق. قادة في الاحتياط لا يوافقون على الطريق، مع مسار وقت القتال، ويزعمون أن هذا يمكن أن يستغرق وقتاً طويلاً جداً، والتوقف في الميدان يحصد خسائر. تبين أن حماس استغلت الهدنة من أجل تفخيخ مبانٍ، والنتائج نراها في كل يوم.
السعي لتحقيق صورة الانتصار من أجل رئيس الحكومة لا ينجح. لم يعودوا يتحدثون عن الأسرى، بل يتحدثون عن تقويض، انهيار – ولا يتحدثون عن متى يعودون إلى البيت.
رئيس الأركان، بالتعاون مع السياسة، يتعهد لمستوطني الشمال بأنهم سيعودون إلى البيت. إلى أين؟ أي بيت؟ في المطلة، مستوطنة صغيرة، تضرّر أكثر من 100 منزل من بين نحو 650 في المستوطنة. وقعت أيضاً إصابات مباشرة من صواريخ ضد الدروع، وكذلك نتيجة نيران "الجيش" الإسرائيلي والحركة على الأرض. كل الطرقات دُمّرت. جنود احتياط اللواء والمدرعات في المستوطنة يقيمون في منازل السكان وفي مبانٍ عامة. فكيف بالضبط سيعود السكان إلى البيت؟ إلى أين؟ هل هناك أحد في حكومة بيبي توصل إلى تسوية تسوية سياسية مع حزب الله كي يسحب قواته إلى شمالي نهر الليطاني؟
سكان خط المواجهة مبعثرون في البلد، لاجئون يعلنون أنهم لن يعودوا ويمنحون "الجيش" الإسرائيلي كل الوقت المطلوب من أجل ضمان أمنهم الشخصي. الصدمة هي بالفعل لديهم. إنهم يختبرونها في كل يوم، ويسألون أنفسهم ماذا كان سيحدث في "إسرائيل" لو أن حزب الله يسيطر على مستوطنات خط الحدود، مثلما سيطرت حماس النقب الغربي.
الزراعة في الشمال تلفظ أنفاسها الأخيرة، بسبب البيروقراطية في الأساس. ضريبة الممتلكات (المسؤولة عن التعويضات) لم تأت بعد إلى المنطقة بسبب تهديد ضد الدروع. القطاف ليس كل شيء، يجب البدء بإعداد الأرض للموسم التالي.
لكن من المهم جداً أن مدير عام ديوان رئيس الحكومة، يوسي شيلي، أقام استديو لنفسه، بكلفة ملايين الشواكل، كي يبشّر الأمة بإنجازاته، التي هي في الواقع إخفاقاته، لأنه من الصعب السجال مع الواقع.
الأميركيون يخصصون لنا وقتاً للقتال. حتى لو نكرت طغمة الأصفار الواقع، لا نصدّقها. في الولايات المتحدة بدأ عام انتخابات، في تشرين الثاني/نوفمبر 2024 سيُنتخب رئيس جديد. لا أحد في الإدارة الأميركية سيسمح لبيبي وشركائه بجرجرة القتال إلى نيسان/أبريل أو مايو/أيار – وقادة الميدان في "الجيش" الإسرائيلي يقولون إنه لا يمكن تحديد الوقت بـ"ساعة توقف" (تايمر).
ومرة أخرى أكرر السؤال: ماذا يحدث مع الأسرى؟ الأخبار عن موت أسرى يومياً، سواء في 7 تشرين أول/أكتوبر أو بعده، ليست جيدة للعائلات خصوصاً، وللجمهور عموماً. ربما بدل المناورة بين القوات لالتقاط صور حملة، فليعلن رئيس الحكومة للجمهور ما الذي يحدث هنا، وكيف يتقدمون مع إعادة الأسرى، قبل تحقيق صورة انتصار عاطفية وقول إن رئيس الحكومة غير مذنب، وإنه أراد ... بشدة، لكن خرّبوا له خططه.
لم يسبق أبداً أن كان وضعنا أسوأ، لكن من الممكن أنه سيكون أسوأ بكثير.
الحرب لم تنته بعد، والناطق باسم "الجيش" الإسرائيلي يعترف بأن هناك أكثر من 2000 جريح. لكن في منظمة معاقي "الجيش" الإسرائيلي، التي تحصل بنفسها على المعطيات وفق نوع الإصابة، يقولون إن هناك ما لا يقل عن 3500 معوّق جديد في "الجيش" سيحتاجون إلى معالجة شعبة التأهيل في وزارة الأمن.
رئيس منظمة معوّقي "الجيش"، عيدان كلايمان، الذي أُصيب إصابة بالغة في غزة قبل 31 سنة، يقدّر أنه في العدد النهائي لمصابي الحرب سيكون هناك نحو 10 آلاف معوّق. هذا الرقم يتضمن المصابين بصدمة معركة، الذين وصلوا إلى غلاف غزة في 7 تشرين أول/أكتوبر، والذين تعرضوا لمشاهد رهيبة وأُصيبوا بصدمة، حتى لو كانوا يؤدون عملهم الآن في خدمة نظامية أو دائمة أو احتياط. لكن كل صدمة لها ما بعد الصدمة.
شعبة التأهيل في وزارة الأمن تضم 200 موظف اعتنوا لغاية الحرب بـ60 ألف معوّق للمؤسسة الأمنية والعسكرية. البيروقراطية سببت خراباً بالنسبة للمعوقين، أيضاً بعد إصابتهم، واللجان الطبية فاقمت الصدمة. كل سياسي ثرثر بعد أن أضرم إيتسيك سعيديان النار في نفسه، قبل عامين ونصف، وتعهد بتحسين الوضع، بمن فيهم بيني غانتس. إذن توجد وعود، لكن الواقع هو أنه لا تزال هناك معارك معوقين مع المؤسسة.
الفوضى البيروقراطية هي كارثة أكبر بكثير من الكارثة الأمنية التي ضربت "إسرائيل" في 7 تشرين أول/أكتوبر. أنا أشعر بانقباض في صدري، لأنه في الواقع الجاف، العديم الحساسية بالخسارة الهائلة، لم نعد نستطيع أن ننتصر. بعد الهزيمة التي تلقيناها في 7 تشرين أول/أكتوبر ليس لنا أي فرصة للانتصار، يمكننا الانتقام على مقتل الإسرائيليين في غلاف غزة والمقاتلين الذين سقطوا وجُرحوا في إعادة احتلال مستوطنات الغلاف كحد أقصى.
أنا أتابع تصريحات السياسيين وأراهم منهمكين بكل شيء سوى رفاه عناصر المؤسسة الأمنية والعسكرية ومئات آلاف المستوطنين الذي نُقلوا من مساكنهم في الغلاف و"سديروت" ومستوطنات خط المواجهة في الشمال. بالنسبة لهم، المقتلعون هم عبء، في الأساس مالي، لأن ضائقتهم النفسية لا تعنيهم. يجب الاهتمام بطلبة العلوم الدينية، طهارة العائلة، نوى الاستيطان وكل الهراءات التي لا تتقاطع مع احتياجات الجمهور خلال حرب شاملة.