زوغانوف: روسيا لا تقاتل الشعب الأوكراني بل الأيديولوجية النازية

يقول غينادي زوغانوف: الأمر لا يتعلق بالمواجهة مع الشعب الأوكراني. نحن نتحدث عن محاربة الفكر المفروض على هذا الشعب. نحن نساعد الشعب الأوكراني على تحرير نفسه من الأيديولوجيا النازية.

  • زعيم الحزب الشيوعي الروسي جينادي زيوغانوف
    زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زوغانوف

"الحزب الشيوعي الروسي" هو ثاني الأحزاب السياسية قوة وتمثيلًا في الاتحاد الروسي، يتحدث أمينه العام غينادي زوغانوف، في مقابلة خاصة مع المراقب السياسي الروسي المخضرم ألكسندر جاموف، في صحيفة "كومسومولسكايا برافدا"، حول جوهر العملية العسكرية الروسي الخاصة على الأراضي الأوكرانية.

فيما يلي نص المقابلة كاملاً منقولاً إلى العربية:

يقول غينادي زوغانوف: انطلقت المواجهة الهجينة ضد بلدنا منذ وقت طويل. وقد تم الإعداد لها بشكل فعال للغاية. اختيرت أوكرانيا كنقطة انطلاق لها. لقد دُهشت بما أنجز في ستراسبورغ وفي اللجنة السياسية في باريس. هناك، انغمس السياسيون الأوروبيون بكل الطرق الممكنة في النازية والفاشية والبانديرية الأوكرانية. لقد قاموا باتهامنا وانتقادنا، نحن روسيا، حول كل شيء في العالم، حتى بالنسبة إلى بيلاروسيا ويوغوسلافيا والشيشان وسوريا. دُهشت من هذا الموقف المنسق الذي كان الأميركيون يدفعونهم لاتخاذه.

لقد فعلنا كل شيء لتخليص أوروبا من الأيديولوجية النازية. لكن حتى ألمانيا لم تقدر مساعدتنا الهائلة لها. ساعدناها على التوحد وزودناها بالغاز الطبيعي الرخيص. بفضلنا، بات لألمانيا الاقتصاد الرائد في أوروبا. كيف سقطت بشكل مخجل تحت سيطرة الأميركيين؟ لقد فجروا 3 أنابيب من "تيارنا"، والألمان لم يفتحوا حتى أفواههم بشأن هذا الموضوع. إنها وصمة عار شديدة.

أعلنوا الحرب على العالم الروسي كله، على الحضارة العظيمة. لا يحتاجون إلى بوشكين أو تشايكوفسكي أو دوستويفسكي أو سوفوروف. أنا هنا لا أتحدث عن عباقرة الحقبة السوفياتية، لينين وستالين والجنرالات البارزين، مثل جوكوف وروكوسوفسكي وكونيف وفاتوتين. إنها بربرية من أعلى درجة. بشكل عام، لا يحتاج الأميركيون أو الأوروبيون إلى الروس ولا الأوكرانيين. انظر إلى وجوههم الغبية، التي تسلح النازيين الأوكرانيين بحماسة.

- يعني أنهم ضغطوا الرفّاص (الراصّور) بشكل منهجي، وكان لا بد له أن ينفلت؟ 

- في رأيي، كانت هذه العملية العسكرية الخاصة حتمية ببساطة. وكان السؤال: متى تبدأ؟ بالعودة إلى عام 2014، أصررنا على الاعتراف بالجمهوريتين (جمهوريتا الدونباس: دونيتسك ولوغانسك)، والآن تبنّى الرئيس موقفنا. لماذا أصررت على ذلك؟ أعرف أوكرانيا كمنطقتى الأم. زوجتي من هناك، ولدي 3 أشقاء عملوا هناك، وشقيق والدي الأكبر مدفون هناك. قاتل والدي خلال سنوات الحرب في أوكرانيا، وقاتل لتحرير أوديسا لمدة 4 أشهر، وأصيب بجروح خطيرة بالقرب من سيفاستوبول. كنت أعلم، ورأيت كيف استولت عصابة بانديرا على مختلف أدوات السلطة. لقد أذهلتني هذه الأيديولوجيا النازية، التي كانت تنتشر مثل الجرب، مثل الورم السرطاني، وتتفشى في المدارس والجامعات وبين الشباب وفي الأدب. كيف أخضعوا الإعلام. تعرف إلى كتبهم المدرسية، من الصف الثاني الأساسي، يثيرون الكراهية كل ما هو روسي وسوفياتي.

- هذه كلها تعابير شائعة. أحياناً، يصعب عليك أن نفهم شيئًا لا يمكننا رؤيته بأم أعيننا ونسمعه بآذاننا.

- سمعنا ورأينا كيف بدأت مواكب المشاعل النازية، عندما أعلنوا بانديرا شريك الفاشيين بطلًا. فكر في الأمر: حارب الآباء والأجداد النازيين، وكان بانديرا أكثر كلابهم شراسة وبطشاً، فقد أعدم آلاف الروس والأوكرانيين واليهود. ذبح ما يقرب من 100 ألف بولندي في فولهينيا (فولين) وحدها. والآن تمت ترقية آكل لحوم البشر هذا، ورفاقه من قطاع الطرق من "منظمة القوميين الأوكرانيين" و"جيش التمرّد الأوكراني" (منظمتان متطرفتان محظورتان في روسيا) إلى مرتبة الأبطال الوطنيين!

وفي المقابل، أولئك الذين يحملون النجمة الحمراء وشريط القديس جاورجيوس فوق أوسمتهم وميدالياتهم، تبين فجأة أنهم أعداء! وبالطريقة نفسها، بدأت السلطات الأوكرانية ومفكروها ومروجوها يبثون بين الناس أن عدوهم هو الشعب الروسي. هذا في أوكرانيا، حيث وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة غالوب، يعتبر 83 في المئة من المواطنين اللغة الروسية لغتهم الأم!

قامت السلطات نفسها، بشكل منهجي، بتخريب اتفاقيات مينسك للسلام مع دونباس، وفي الوقت نفسه نقلت جيشها إلى نماذج الناتو، الذي زودها بالسلاح وأنشأ التحصينات، وأعدت لعدوان جديد ضد السكان الذين طالت معاناتهم في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين. لذلك، نحن، الحزب الشيوعي الروسي، دعمنا بنشاط العملية العسكرية الروسية الخاصة التي أعلنها الرئيس، لحماية الشعب الروسي في الدونباس.

لكن يجب أن أؤكد أن الأمر لا يتعلق بالمواجهة مع الشعب الأوكراني. نحن نتحدث عن محاربة الفكر المفروض على هذا الشعب. نحن نساعد الشعب الأوكراني على تحرير نفسه من الأيديولوجيا النازية وممارسات بانديرا، وذلك لإنقاذهم من هذه الكراهية الشرسة.

- هل سننجو من هذه المواجهة مع الغرب المتآلف؟

- قطعاً. لأننا إلى جانب الحقيقة والعدالة. لكن علينا أن نستثمر في النصر. يتطلب النصر أقصى تعبئة وتماسك المجتمع. كما تتطلب التعبئة في المجال المادي تطوير الإنتاج وتطوير أحدث التقنيات. العاصمة الأميركية، البغيضة والمروعة، رعت هتلر ذات مرة. واليوم تقوم بالاستثمار عبر الحرب مع روسيا، ما يؤجج العدوى النازية في أوكرانيا وأوروبا. لكننا سنصمد. في الماضي، كانت الدبابات ذات الصلبان العنكبوتية تزحف على جسد بلدنا السوفياتي العظيم. نحن نعرف كيف نتعامل معهم.

- أوافقك الرأي. في المناسبة، قبل أيام، أثناء استقبال الرئيس (فلاديمير بوتين) لكم، بدأ حديثه بتهنئة الحزب الشيوعي الروسي بالذكرى الثلاثين لتأسيسه.

- لقد تلقينا التهنئة من قبل 132 دولة، واستقبلنا وفوداً من أوكرانيا ودول البلطيق وكازاخستان وبكين وصولاً إلى هافانا. إنه حدث مهمّ. يقدّرون حزبنا ويحترمونه.

 

 

نقلها إلى العربية: عماد الدين رائف