بلينكن في "إسرائيل": التخطيط للحرب مع حليف في أزمة

لقد شكل نتنياهو حكومة يمينية متطرفة، برئاسة "حزب الليكود"، الحزب التقليدي لليمين الإسرائيلي، ولكن بمشاركة الأحزاب الفاشية المتمركزة بين مستوطني الضفة الغربية والأحزاب الدينية المتطرفة.

  • بلينكن في
    بلينكن في "إسرائيل": التخطيط للحرب مع حليف في أزمة

 نشر موقع "WSWS"  مقالاً تحت عنوان "بلينكن في "إسرائيل": التخطيط للحرب مع حليف في أزمة"، قال فيه إنّ الأحداث الأخيرة تزعزع استقرار النظام الإسرائيلي، وتشكك في قدرته على العمل كمعقل رئيسي للإمبريالية الأمريكية في الشرق الأوسط.

فيما يلي النص المنقول للعربية: 

تمحور اللقاء بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين كبار أول الأسبوع الجاري، حول الأزمة السياسية الأمنية المتصاعدة في الأراضي المحتلة، والعمليات العسكرية المشتركة ضد إيران.

من الواضح أن نتنياهو أراد أن يكون التركيز الرئيسي على البند الثاني من موضوعي المحادثات. مع ذلك، لم يستطع بلينكن إغفال قلق واشنطن المتزايد بشأن الظروف السياسية المتفجرة التي تتراكم في كل من الأراضي الفلسطينية، وداخل الدولة اليهودية نفسها.

القلق الأميركين جدي ومبرر، فالأحداث الأخيرة تزعزع استقرار النظام الإسرائيلي، وتشكك في قدرته على العمل كمعقل رئيسي للإمبريالية الأميركية في الشرق الأوسط. وما تتابع الزيارات الاستثنائية لكبار المسؤولين الأميركيين إلى تل أبيب، إلا انعكاس لمخاطر عميقة تحدق بالدولة اليهودية.

لقد شكل نتنياهو حكومة يمينية متطرفة، برئاسة "حزب الليكود"، الحزب التقليدي لليمين الإسرائيلي، ولكن بمشاركة الأحزاب الفاشية المتمركزة بين مستوطني الضفة الغربية والأحزاب الدينية المتطرفة، التي تسعى ليس إلى قمع الفلسطينيين فقط، وأيضاً القطاعات الأكثر علمانية بين السكان اليهود.

ويسعى نتنياهو من خلال ذلك، إلى منع استمرار محاكمته بتهم الفساد التي تلاحقه منذ سنوات، وان يمنعها أيضاً عن حلفائه الرئيسيين في الحكومة، عبر سلسلة من التغييرات في الهيكل القضائي الإسرائيلي، التي من شأنها إلغاء استقلال القضاء ومبدأ فصل السلطات.

"إسرائيل"  بلا دستور

ليس لدى "إسرائيل" دستور مكتوب، أو ضمانات للحقوق الديمقراطية الأساسية، ونتنياهو وغيره من المسؤولين، يسمون "إسرائيل" بشكل رسمي بأنها "دولة قومية للشعب اليهودي" فقط. وهذا يتطلب تقليص عدد الفلسطينيين في بلادهم، ومعاملتهم كـ "مواطنين" من الدرجة الثانية، وإنتهاك حقوقهم كافة بحماية قوانين الفصل العنصري الإسرائيلية.

مع ذلك، ثمة نسبة من الجمهور في هذه الدولة، ترفض تقييد القضاء بوصفه خط الدفاع الأخيرعن "الحقوق الديمقراطية". وفي الأسبوع الماضي تظاهر عدد ضخم وصل إلى 100000 شخص في تل أبيب، للتنديد بسياسات ائتلاف حكومة نتنياهو اليمنية.

أشار بلينكن صراحة إلى هذه الاحتجاجات في تصريحاته العامة، وهو خرق غير عادي للموقف الدبلوماسي التقليدي بأن الشؤون الداخلية لبلد ما هي شؤونه الخاصة. ومن الواضح أن هذا لم يكن بدافع الاهتمام بالحقوق الديمقراطية بشكل عام. 

هناك عامل آخر مزعزع للاستقرار، كرس له بلينكن بعض تعليقاته العامة، وهو موجة العنف في الضفة الغربية والقدس، التي أثارتها غارة إسرائيلية على مدينة جنين في الضفة الغربية، خلفت 10 ضحايا من الفلسطينيين. كذلك شن المستوطنون الإسرائيليون هجمات متفرقة على الفلسطنيين في جميع أنحاء الضفة الغربية. و ذكرت بعض التقارير أنه تم تسجيل ما يصل إلى 150 حادث عنف خلال عطلة نهاية الأسبوع الفائت.

خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نتنياهو، دعا بلينكن إلى إنهاء العنف، الذي يقصد به أفعال الفلسطينيين. ولم يشر بالطبع إلى المجزرة الإسرائيلية في مدينة جنين، التي أشعلت الغضب الفلسطيني. ومن المتوقع أن يتنمر على السلطة الفلسطينية لاستعادة التعاون الرسمي مع قوات الأمن الإسرائيلية في إجراءات القمع. 

ومن المرجح أن تكون المحادثات المغلقة بين بلينكن ونتنياهو قد غيبت الأزمة الداخلية الإسرائيلية، ومنحت اهتماما أكبر بكثير للعدوانية المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة ضد إيران. ولا شك أن هناك تخطيطا نشطا لمزيد من العدوان، بعد هجوم يوم السبت على مدينة أصفهان، أطلقها عملاء إسرائيليون على ما يبدو من داخل إيران. 

البنتاغون، أعلن أن الجيش الأميركي لم يكن له دور في الالعتداء المذكور، ولكن كما علقت صحيفة "جيروزاليم بوست" المحافظة، هل يمكن أن يكون للولايات المتحدة لها تدخل استخباراتي أو سيبراني في الهجوم على أصفهان؟".

اقتربت إدارة بايدن من الموقف الإسرائيلي في أعقاب اندلاع الحرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ضد روسيا في أوكرانيا. وبحسب ما ورد اعتمدت روسيا على الطائرات بدون طيار الإيرانية الصنع كسلاح فعال ضد الأهداف الأوكرانية، على الرغم من أن إيران تدعي أن الطائرات بدون طيار تم توفيرها قبل اندلاع الحرب الأوكرانية بفترة زمنية طويلة.

ربط أحد مساعدي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الهجوم الإرهابي الإسرائيلي واستخدام روسيا الطائرات الإيرانية في أوكرانيا. كانت هناك تكهنات كبيرة في وسائل الإعلام الأمريكية، بأن إدارة بايدن تبحث عن وسائل لتعطيل إنتاج الطائرات الإيرانية بدون طيار أو الانتقام من طهران بسبب تحالفها الفعلي مع روسيا.

في وقت سابق من الشهر الماضي، أجرت الولايات المتحدة وإسرائيل أكبر مناورات عسكرية مشتركة على الإطلاق، شارك فيها 7,500 جندي وتشمل قوات جوية وبحرية وبرية. وأعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي أن هذه التدريبات موجهة في المقام الأول ضد إيران، التي وصفها بأنها التهديد الأمني الرئيسي للمصالح الأميركية في الشرق الأوسط و"إسرائيل".

نقلها إلى العربية: حسين قطايا