إعلام إسرائيلي: تحذير: "تنازلات للبنان تعكس ضعفاً خطراً"
الخبير في شؤون الشرق الأوسط ولبنان إيلي كرمون يقول إنّ نجاح حزب الله في مسألة الحدود البحرية سيمنح قوة ردع تجاه إسرائيل.
الخبير في شؤون الشرق الأوسط ولبنان إيلي كرمون يتحدث مع القناة السابعة الإسرائيلية عن تداعيات المفاوضات مع لبنان والاتفاق النووي الإيراني.
فيما يلي النص المنقول للعربية:
وزير الأمن بيني غانتس يقول إنّ الخلاف مع لبنان حول التنقيب عن الغاز يمكن أن يتدهور إلى حرب والأمور مرهونة برد حزب الله على الاتفاق الذي يُنسج. في مقابلة مع القناة السابعة، إيلي كرمون، الخبير في شؤون الشرق الأوسط ولبنان، تطرق إلى تداعيات اتفاقٍ كهذا خلفه وفوقه تخيّم إيران بأذرعها.
وقال كرمون عن مضمون الاتفاق إنه حتى الساعة "غير واضحٍ كلياً ما الذي يجري، لكن يتبدّى أنه سيكون هناك تنازل إسرائيلي حيال حجم المنطقة التي ستُنقل إلى مسؤولية لبنان، وكذلك حيال نقل منصة كاريش نحو الساحل أكثر. إنه تنازل مهم من ناحية إسرائيل".
في واقعٍ كهذا يبقى السؤال "هل أن حزب الله سيقرر أن هذا كافٍ بالنسبة لهم ويمكنهم تقديم الموضوع أمام الجمهور اللبناني على أنه نتيجة لتهديداتهم وردع إسرائيل، أم أنه جزء من مناورة أوسع ترتبط بالمصالح الإيرانية نحو التوقيع على الاتفاق النووي".
"كله منسّق مع طهران 100%"، يحدد كرمون الذي يذكّر بأن "إيران حاولت في العامين الأخيرين مساعدة لبنان بواسطة حزب الله. أرسلوا سفن وقود عن طريق سوريا وقالوا إنهم مستعدون بذلك لمساعدة الاقتصاد اللبناني، لكن هذا لم يجرِ على ما يرام. للإيرانيين مصلحة في الوضع اللبناني الداخلي من أجل الظهور كمخلّص للبنان بواسطة حزب الله".
كرمون يرى في اتفاق الغاز منصة يمكن للإيرانيين، إذا أرادوا، استغلالها من أجل إنتاج عدم استقرار يضغط على الغرب المتحمس حول الاتفاق النووي المهم أكثر للإيرانيين. في هذا السياق يذكّر بأنه في 2006، عندما فرضت عقوبات على إيران، طلب الإيرانيون إحداث معركة صغيرة في جنوب لبنان مع إسرائيل، لكن بدل معركة صغيرة تطورت حرب كبيرة، حرب لبنان الثانية.
الإيرانيون اعتقدوا حينها أن الوضع السياسي في إسرائيل مريح لهم، على الأقل في تلك المعركة الصغيرة، حيث كان إيهود أولمرت حينها رئيس حكومة جديد، ووزير الأمن عمير بيرتس، وُصف بأنه لا يفهم في الأمن وصورة المنظار المغلق ساهمت في ذلك، وهذا الواقع بدا للإيرانيين كدليل على أنها الساعة المناسبة لمعركة صغيرة، وهو ما لم يحدث.
"هنا، يمكن أن يكون نفس الوضع"، يقول كرمون ويشير إلى دلالة على مجازفات أكثر تعقيداً بدأت تأخذها إيران على عاتقها: "قبل عدة أسابيع، الولايات المتحدة نجحت في إحباط محاولة قتل لبولتون، المستشار الأمني لترامب، وبومبيو، وزير خارجية ترامب.
أي أن الإيرانيين مستعدون لأخذ مخاطر أكبر من الماضي". في واقعٍ كهذا بالتأكيد من الممكن أن يحاول الإيرانيون إنتاج حادثة حول اتفاق الغاز من أجل دفع أهدافهم الأكبر.
"من الممكن أن تهدف الخطوة إلى تحقيق إنجازٍ لحزب الله وللإيرانيين في موضوع الحدود البحرية، لكن قد يكون هذا الهدف الأول وإذا نجح الأمر فإن هذا سيمنح قوة ردع تجاه إسرائيل نحو استمرارية تكون فيها تهديدات أكثر أهمية. أضف، يُطرح السؤال ما إذا كان الإيرانيون مستعدون لشن حرب فيما من يخوض الحرب من أجلهم هو حزب الله، وكذلك من خلال حوالى 150 ألف صاروخ يغطّون كل إسرائيل، وكذلك من خلال قوة "رضوان"، قوة برية يمكنا ن تعمل وتحقق إنجازًا في شمال إسرائيل، لكنهم يعلمون ان هذا قد يكون حربًا يمكن ان نستغلها من أجل ضرب البنية التحتية النووي في إيران. مشكلة إسرائيل هي اننا نسمع من قادتنا ومن المستوى العسكري ان إسرائيل عليها ان تتعامل عسكريًا مع البنية التحتية النووي الإيرانية بعد سنة وسنتين. توجد هنا لعبة هشة جدًا ومن الصعب معرفة النوايا الحقيقية للإيرانيين" بحسب كرمون.
ويشير أيضاً إلى أن "هذا التنازل يمكن أن يُفسّر على أنه نقطة ضعف لنا وللأميركيين الذين يضغطون لتنازل وسيُفسّر على انه نقطة ضعف أمام حزب الله".
كما سألناه حول النقطة التي تثيرها المعارضة في إسرائيل التي تذكّر رئيس الحكومة ان تنازلًا عن أرضٍ "سيادية إسرائيلية" يستلزم منذ سنة 2019 أغلبية 80 عضو كنيست. ألا يمكن لهذه الحقيقة ان تورّط حكومة إسرائيل، التي قد تتوصل إلى توافقات مع لبنان لكن لن يكون بإمكانها التوقيع عليها بصورة نهائية طالما لم تحصل على موافقة كهذه.
"إنها مناورة للمعارضة التي تحاول إحراج الحكومة"، يقول كرمون الذي يعتقد انه بالفعل "لا يمكن لهذا ان يكون مشكلة. الحكومة يمكنها القول انها مستعدة لقبول الشروط لكن التوقيع سيكون فقط بعد الانتخابات لأنه ربما تتغير الحكومة وسيكون هناك حاجة لنقاشٍ إضافي. يقولون انه من الصحيح إنجاز الاتفاق لغاية سبتمبر/أيلول، وربما لأنهم يقولون ان "كاريش" سيكون جاهزًا للتشغيل، لكن ربما كل الموضوع يؤجّل إلى ما بعد الانتخابات. هذا يتطلب قرار المستشارة القضائية للحكومة، إذا كان بالإمكان التقدّم في مفاوضات برؤوس أقلام وإبقاء القرار النهائي بعد إقامة حكومة مستقرة جديدة".
"القصة الآن هي مع حزب الله"، يقول كرمون الذي يعتقد أن "سياسة الحكومة والجيش عندما تنازلنا عن تصفية خلية حزب الله التي هددت جنودنا فقط لأننا قتلنا عنصراً من حزب الله في سوريا، هذه كانت مسلكية مذلّة. فهذا اننا لا نطلق النار عليهم لأننا لا نريد مفاقمة الوضع لكن هذا منح حزب الله وإيران شعورًا بأنه يمكنهم مفاقمة التهديدات".