"إسرائيل هيوم": ارتفاع في عدد طلبات المساعدة النفسية في غلاف غزة

وسائل إعلام إسرائيلية تتحدث عن ارتفاع عدد الحالات التي تعاني من الأمراض النفسية في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.

  • "إسرائيل هيوم": موجة الطلبات الكبيرة تأتي تحديداً في فترة الهدوء

نشرت صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية تقريراً للكاتب الإسرائيلي إيليا يغروف بشأن ارتفاع عدد طلبات المساعدة النفسية في غلاف غزة، وفيما يلي نص التقرير منقولاً إلى العربية:

تحديداً في أيام هدوء، المصاعب المكبوتة ترفع رأسها بصورة ما بعد الصدمة، رغم الإعلانات عن "سنة هادئة": ارتفاع بنسبة 25% في عدد المعالَجين نفسياً في المستوطنات المحاذية للقطاع.

في زيارته لمجلس "إشكول" ومستوطنات الغلاف في الأسبوع الماضي، أشار رئيس الحكومة المنصرف نفتالي بينيت، وليس للمرة الأولى، إلى "الهدوء"، بحسب قوله، الذي يتمتع به سكان الغلاف في العام الأخير. وبالفعل، عدد القذائف الصاروخية التي أُطلقت نحو "إسرائيل" تقلّص بصورة دراماتيكية منذ عملية "حارس الأسوار"، لكن في كل ما يرتبط بالهدوء النفسي لسكان الغلاف فحصُ "إسرائيل هيوم" يكشف واقعاً مختلفاً كلياً.

"أنا مسرور بأن مرّت عليكم سنة آمنة، هادئة، سنة طبيعية. أتمنى وأعتقد أن السنوات القادمة أيضاً ستكون آمنة وطيبة"، قال بينيت لمضيفيه. غير أنّ ارتفاعاً مهماً في عدد طلبات العلاج في مراكز المِنعة (النفسية)، تحديداً في العام الأخير، يفيد بمّا بعد الصدمة أكثر مما يفيد بهدوء، على الأقل نفسياً.

بحسب معطيات وزارة الصحة، في العام منذ عملية "حارس الأسوار" سُجّل 3569 طلب مساعدة في مدينتي "سديروت" وعسقلان وفي مستوطنات المجالس المحلية "شاعَر هانيغِف"، "إشكول" و"حوف أشكالون" (ساحل عسقلان)، مقابل 2831 طلب مساعدة في العام الذي سبق العملية. أي أنه ارتفاع بنسبة 25% في حجم طلبات المساعدة من مراكز المِنعة، وهذا لا يشمل الطلبات التي قُدّمت خلال العملية نفسها.

من المهم الإشارة إلى أن كل قصف، أيضاً الذي ينفّذه الجيش، يمكن أن يشكّل حافزاً لطلب مساعدة من مركز المِنعة. النفس لا تعرف دائماً التمييز.

وتوضح بيلا بن غيرشون، رئيسة قسم الصدمة النفسية والتوحد في وزارة الصحة، أنّ "هناك طفرة في الأعداد بعد أوضاعٍ حربية، وكل أمر هو صاعق، وناس تضرروا في الماضي يتوجهون مرة أخرى إلى المراكز. في غلاف غزة لم تكن هناك فعلاً فترة اطمئنان أو هدوء، كل صفارة إنذار تجلب معالَجين جدد".

موظفو مراكز المِنعة يعملون على مدار الساعة من أجل تقصير مدة انتظار العلاج، لغاية أسبوعين، وبهذا يفتخرون بوجهٍ خاص. الطلبات نفسها، أحياناً تكون فقط من أجل طمأنة وتدخّل حد أدنى، لكن أحياناً نفس طالب المساعدة يشعر أن هذا أيضاً غير كافٍ له، أو أن الموظف في مركز المنعة يشعر أنّ هناك حاجة لتدخّلٍ عميق، ويُستدعى المعالَج إلى لقاءٍ إضافي.

كثرة الطلبات يفسّرونها في الغلاف بعلم السكان أنّها مجرد مسألة وقت حتى يتحول المكان مرة أخرى إلى ساحة معركة. "نحن نقيم في كفر عزة، جنة عدن على الأرض، لكن في لحظة واحدة من صافرة إنذار جنة عدن تتحول إلى جهنم. هذا يمكن أن يحدث في جولة قتال أو في بعد ظهرٍ روتيني، الذي يتحول إلى كل شيء عدا عن روتيني"، توضح هيلا ساغي فرانكل، مؤلفة كتاب "جوقة مشاعر طفلي".