ليفربول بطلاً لأوروبا... إفرح يا صلاح

فعلها محمد صلاح وسجّل هدفاً في نهائي دوري أبطال أوروبا ليُساهم في قيادة ليفربول للتتويج باللقب بفوزه على توتنهام 2-0. هو اللقب الأهم حتى الآن في مسيرة صلاح والأول له مع ليفربول، وهو اللقب الذي انتظره جمهور "الريدز" منذ 14 عاماً.

سجّل محمد صلاح الهدف الأول في النهائي (أ ف ب)

هنا مدريد. هنا "واندا ميتروبوليتانو". هنا نهائي دوري أبطال أوروبا. الأجواء لا تُصدَّق. لاعبو ليفربول وتوتنهام يدخلون إلى أرض الملعب. أين محمد صلاح؟ كل الأنظار على صلاح، كل القلوب مع صلاح. نجمنا المصري يرفع يديه ورأسه عالياً يدعو ربه بالتوفيق في ليلة للتاريخ.
إنها الثانية 24. السنغالي ساديو ماني يمرّر كرة عرضية تصطدم بيد الفرنسي موسى سيسوكو. الحكم كان قريباً. يُطلق صافرته محتسباً ركلة جزاء. ما هذه البداية؟ يتقدّم صلاح للكرة. يضعها مكانها. يرجع خطوات للوراء. القلوب تخفق في القاهرة والاسكندرية والاسماعيلية وبور سعيد والمنصورة وكل مدن مصر والوطن العربي وصولاً إلى مدينة ليفربول. صلاح في موقف لا يُحسد عليه. كل الآمال والأحلام معلّقة عليه. يخطو خطوات ويسدّد الكرة قوية تعانق الشباك... إفرح يا صلاح.
هكذا، وبعد ثوانٍ قليلة، وجد صلاح نفسه مسجّلاً، بطلاً للنهائي. هدف مبكر لم يكن يحلم به نجمنا المصري. إنه السيناريو الأفضل لليفربول والأسوأ لتوتنهام.
إذاً المباراة بدأت بأفضلية لليفربول 1-0. بات توتنهام مطالباً بالتعويض والعودة بالنتيجة مبكراً. الهدف انعكس طبعاً ارتياحاً لدى لاعبي "الريدز" وعلى العكس كان له مفعول سلبي على لاعبي "السبيرز" وهذا ما تُرجم بالتسرع في إنهاء الهجمات والتمريرات الخاطئة رغم أن توتنهام كان أكثر سيطرة واستحواذاً على الكرة في الدقائق التالية من الشوط الأول مقابل تراجع ليفربول واعتماده على الهجمات المرتدة عبر السريعين صلاح وماني. وبالفعل فإن هجمات توتنهام رغم استحواذه لم تحمل خطورة على عكس فرصتين لليفربول بتسديدة ترينت ألكسندر- أرنولد بمحاذاة القائم الأيمن في الدقيقة 16 وتسديدة أندرو روبرتسون الصاروخية التي تألّق الحارس الفرنسي هوغو لوريس في إبعادها في الدقيقة 38.
عموماً لم يرق الشوط الأول لمستوى نهائي "التشامبيونز ليغ" حيث انحصر اللعب في وسط الملعب لينتهي بالنتيجة التي بدأ بها: 1-0 لصلاح.

بدأ الشوط الثاني كما انتهى الأول باستحواذ لتوتنهام دون فعالية مع استمرار تراجع ليفربول واعتماده على المرتدات. هذه المرتدات التي كادت تثمر هدفاً ثانيأ في الدقيقة 68 عندما انطلق ماني ولعب الكرة لصلاح الذي تركها لجيمس ميلنر إلا أن تسديدة الأخير مرّت بمحاذاة القائم الأيسر. "الضربة القاضية" كانت قريبة.
الدقائق تمرّ، ولا جديد. توتنهام يسعى يائساً دون جدوى للتسجيل. المباراة تقترب من نهايتها. توتنهام يتقدّم أكثر للأمام. إنها الدقيقة 79، فرصة خطيرة لـ "السبيرز". الكوري الجنوبي سون هيونغ – مين يسدّد كرة قوية يتألّق الحارس البرازيلي أليسون في إبعادها لتعود إلى مواطنه لوكاس مورا الذي يسدّدها لكن أليسون يتمكّن من الإمساك بها.
مجدداً فرصة خطيرة لتوتنهام في الدقيقة 84 بتسديدة من ركلة حرة للدنماركي كريستيان اريكسن لكن أليسون يتألّق في إبعادها. بدا أن اللقب يريد ليفربول.
بالفعل هذا ما تأكّد بعد دقائق، إذ على عكس مجريات المباراة في الدقيقة 87 تمكّن ليفربول من تسجيل الهدف الثاني عبر البديل البلجيكي ديفوك أوريجي. إنتهى كل شيء. الحكم بعدها يطلق صافرة نهاية المباراة. ليفربول بطلاً لأوروبا. الفريق الإنكليزي العريق يستعيد زعامة القارة بعد انتظار 14 عاماً. المدرب الألماني يورغن كلوب يكسر نحسه أخيراً بعد خسارته نهائيين في البطولة مع ليفربول نفسه وبوروسيا دورتموند لتكون "الثالثة ثابتة". وفي النهاية، والأهم... إفرح يا صلاح.