من حيّ الفقراء إلى العالميّة.. مارادونا أسطورة لا تموت
مارادونا خرج من حي فقير يملأه الفقر المدقع ووصل إلى العالمية بعد أن كان شغله الشاغل كرة القدم.
نشأ دييغو أرماندو مارادونا في "فيلا فيوريتو" منذ 6 عقود. في هذا الحيّ الذي كان يفتقر إلى الكثير من المقومات الأساسية للحياة الحديثة، ولد الابن الخامس لعائلة مكوّنة من 8 أبناء؛ 3 أولاد و5 فتيات. وحالياً، تسكن عائلة أخرى في المنزل الذي رحل عنه مارادونا في عمر 18 عاماً، عندما وقّع أول عقد مع أرجنتينوس جونيورز.
حيّ "فيوريتو" معروف بتواضع سكّانه وتضحياتهم، لكنّ أكثر ما يتميزون به هو الفرح، وهو ما كان مارادونا يعكسه عن الحي الذي يسوده الفقر المدقع وانعدام الأمن وغيرهما من المشاكل التي اعتاد وجيرانه التعايش معها.
الشّغف بالمستديرة بدأ باكراً مع سنواته الأولى. وينقل عنه أنّه عندما أُهديَ كرة قدم، ظلّ يخبئها إلى جانبه عندما ينام لمدة 6 أشهر خوفاً من سرقتها. عندها، أدركت والدته أنّ هدفه هو كرة القدم ليس إلّا.
كانت هذه اللعبة واحدة من النشاطات القليلة التي يستطيع الأطفال ممارستها في حي مليء بالتحدّيات الاجتماعية التي تربّى في إطارها، وكانت عوامل الفشل أكبر بكثير من عوامل النجاح في السنوات الأولى من عمر "الطفل الذهبي".
قصّة نجاح مارادونا تكاد لا تصدّق. من حيّ فقير، خرج إلى العالميّة، لكنَّه لم ينسَ أين ولد وأين نشأ. يتذكّره أهالي الحي ويتذكرون كلّ قصصه طوال سنوات. في هذا الحيّ، انضمّ إلى فريق قريته عندما كان في التاسعة من عمره، وقد تميّز بمراوغته المتقنة وتمريراته الدقيقة ولعبه المثير للإعجاب.
الطّفل الذي كان والده عامل طوب، خرج من رحم المعاناة المرّة، وأصبح نجماً لامعاً في سماء كرةٍ تشغل محبّيها على امتداد العالم. ترك دييغو بصمته، سواء من حيث الإبداع الكرويّ أو الإثارة الكرويّة المطبوعة باسمه فقط. وقد عبّر والده عن فخره بما فعله ابنه قائلاً: "إنّه يمنحني فخراً لا ينكسر، لأنّ الطّفل الّذي خرج من الطين لكي يتذكّره العالم كلّه، لا يقدّر بثمن".