"وول ستريت جورنال": خفض النفط مؤشر على أن ابن سلمان لم يعد مهتماً بإرضاء واشنطن
"وول ستريت جورنال" تعلّق على خفض السعودية إنتاج النفط بشكل مفاجئ، وتعتبره مؤشراً على أن ولي العهد السعودي لم يعد مهتماً بإرضاء الولايات المتحدة.
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن خفض السعودية إنتاج النفط بشكل مفاجئ هو مؤشر على أن ولي العهد محمد بن سلمان لم يعد يكترث بإرضاء الولايات المتحدة التي أغضبتها الخطوة.
وأضافت الصحيفة أنّ خفض السعودية وحلفائها لإنتاج النفط أظهر أنّ "ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مستعدّ لتنحية مخاوف الولايات المتحدة جانباً لمتابعة سياسة طاقة وطنية تهدف إلى تمويل تحول مكلف لمملكته".
جاءت خطوة الرياض، يوم أمس الأحد، مفاجأة بعدما أخبر وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان محللي الصناعة في شباط/فبراير أن السعودية سوف تتسامح مع انخفاض أسعار النفط إلى نحو 65 دولاراً أو 70 دولاراً للبرميل.
وبحسب محللين ومسؤولين سعوديين مطلعين على الأمر، كان خام برنت، المعيار الدولي، يتجه نحو الانخفاض منذ أواخر العام الماضي بسبب مخاوف من الركود العالمي، إذ اقترب من 70 دولاراً للبرميل الشهر الماضي.
وبحسب الصّحيفة، فإنَّ الخطوة فُسرت بأن السعودية ستفعل ما بوسعها لإبقاء أسعار النفط عند مستويات تعود بالفائدة على مصالحها الوطنية وتدعم سياسة "السعودية أولاً".
وأشارت إلى أنّ هذه الخطوة تحمل مؤشرات على أن ولي العهد السعودي لم يعد مهتماً بإرضاء الولايات المتحدة، وأنه يسعى للحصول على عوائد في مقابل أي شيء يمنحه لواشنطن.
ولفتت إلى أن سبب إقدام السعودية على خفض الإنتاج هو الرغبة في دفع تكاليف مشاريع التنمية العملاقة في الداخل السعودي، ومنها منتجع على البحر الأحمر بحجم بلجيكا، مع فنادق على طراز جزر المالديف تحوم فوق الماء، ومدينة "نيوم" العالية التقنية التي تبلغ تكلفة إنشائها 500 مليار دولار، وهي أكبر 33 مرة من مدينة نيويورك.
وأشارت إلى أن قرار ولي العهد جاء مدفوعاً بتحذيرات شقيقه وزير الطاقة من أن أسعار النفط قد تنخفض إلى ما دون 50 دولاراً للبرميل، الأمر الذي يعرض خطط الإنفاق الضخمة في السعودية للخطر.
وتوقعت الصحيفة أن يكون لخفض إنتاج النفط تداعيات سياسية كبيرة، بما في ذلك زيادة التوترات الكبيرة بالفعل بين السعودية والولايات المتحدة.
وقالت إن السعودية "التي كانت ذات يوم شريكاً موثوقاً به للولايات المتحدة، تضع سياسة للطاقة على خلاف مصالح واشنطن لأكثر من عام، ويؤدي خفضها الأخير لإنتاج النفط إلى رفع أسعار النفط، بما يساعد روسيا على تأمين أسعار أفضل لخامه".
وأمس، ذكرت مجلة "نيوزويك" أنّ "السعودية والولايات المتحدة تسيران على مسار تصادمي مرةً أخرى، كما يبدو، بعد قرار خفض إنتاج النفط الذي يشكّل ضربةً جديدة للعلاقة المتوترة بين واشنطن والرياض، بعد اقتراب الأخيرة من روسيا والصين في ظل إدارة الرئيس بايدن".
يأتي ذلك بعدما أعلنت دول السعودية والإمارات والكويت وعمان والعراق وروسيا والجزائر، أمس الأحد، خفض إنتاجها النفطي طواعية بأكثر من مليون برميل.
وعقب القرار، قال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، إنّه لا يعتقد أنّ تخفيضات دول في "أوبك+" منطقية في هذا التوقيت، "نظراً إلى عدم اليقين في السوق".