"واشنطن بوست": انسحاب بايدن الكارثي من أفغانستان قد يقلص فرصة إعادة انتخابه
صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية وصفت الانسحاب الأميركي من أفغانستان بأنّه "انسحاب الرئيس الأميركي، جو بايدن، الكارثي"، لافتةً إلى أنّه قد يقلص فرص نجاح احتمال إعادة انتخابه لدورة رئاسية ثانية.
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أنّ تداعيات الانسحاب الأميركي من أفغانستان أثرت بشكلٍ جذري على مسيرة الرئيس الأميركي، جو بايدن، وقد تلقي بنفسها بقوة على مستقبله السياسي وفرص نجاح احتمال إعادة انتخابه لدورة رئاسية ثانية.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الانسحاب الأميركي من أفغانستان، والذي قام به بايدن، قد يكلّفه الرئاسة، على الرغم مِن أنّ "أخبار الانسحاب الكارثي من أفغانستان بهتت إلى حدٍ كبير عند الرأي العام".
وأوضحت الصحيفة أنّه "بمجرد أن يقرّر الناس أنّك غير كفء أو غير لائق عقلياً، فمن الصعب للغاية أن يتغير الأمر"، في إشارةٍ إلى ترسّخ صورة سلبية للرئيس الأميركي لدى غالبية الأميركيين، مما سيُلقي بظلاله على موقفه في الانتخابات المُقبلة.
الصحيفة لفتت إلى أنّه عندما يصوّت الأميركيون العام المقبل في الانتخابات الرئاسية، لن يفكر معظمهم في مسيرة قوات طالبان إلى كابول في عام 2021، أو في الصور المروّعة التي انتشرت للأفغان المتشبثين بالطائرات العسكرية الأميركية المُغادرة، قبل سقوطهم منها، أو في 13 أميركياً قُتلوا، أو في صور الانتحاري في بوابة مطار كابول، لكنّها أكّدت أنّ تلك اللحظات الكارثية غيرت بشكلٍ لا يُمحى آراء الأميركيين بشأن رئاسة بايدن.
وشدّدت الصحيفة على أنّ بايدن يخوض الانتخابات المُقبلة "وهو الآن أحد أكثر الرؤساء الأميركيين الذين لا يحظون بشعبيةٍ منذ الحرب العالمية الثانية".
وتناولت الصحيفة أنّ شعبية بايدن لم تنخفض أبداً إلى أقل مِن 50% قبل سقوط كابول، وذلك حسب موقع "FiveThirtyEight" الأميركي، والذي يركز على تحليل استطلاعات الرأي والسياسة والاقتصاد في الولايات المتحدة، إلّا أنّ هذه النسبة تراجعت في 17 آب/أغسطس 2021، حيث انخفضت إلى أقل من 50% لأول مرة، وبعد أسبوع، تجاوز معدل مخالفيه لأول مرة نسب أنصاره، ثمّ بحلول 10 تشرين أول/أكتوبر 2021، تجاوزت نسبة معارضته 50%، حيث بقيت النسبة هكذا منذ ذلك الحين.
الصحيفة أكّدت أنّ "أداء بايدن لم يتغير في المنصب فقط"، ففي تشرين أول/أكتوبر 2021، أظهر استطلاعٌ أجرته جامعة "كوينيبياك" الأميركية، أنّ 55% من الأميركيين قالوا إنّ "إدارته غير كفؤة"، ليجد استطلاعٌ أجرته "Politico/Morning Consult"، في الشهر التالي، أنّ 48% مِن الأميركيين يعتقدون أنّ بايدن "ليس مؤهلاً عقلياً ليكون رئيساً".
وأوردت "واشنطن بوست" أنّ نسبة الأميركيين القلقين بشأن "لياقة بايدن العقلية والبدنية لمنصبه"، بلغت 68%، هذا الصيف، وذلك وفقاً لاستطلاع شبكة "NBC News" الأميركية، والذي أجرته في حزيران/يونيو الماضي.
الصحيفة لفتت أيضاً إلى أنّ معدلات شعبية الرئيس ترتفع وتنخفض، لكنّها شدّدت على أنّه "بمجرد أن يقرر الناس أنّك غير كفء، أو غير لائق عقلياً، فمن الصعب للغاية أن يتغير الأمر"، مُشيرةً إلى أنّ ذلك ما حدث مع بايدن.
وكذلك يرى الأميركيون أنّ بايدن "غير صادق"، حسبما جاء في مقال الصحيفة، مُشيرةً إلى أنّه "ليس هناك الكثير مما يمكن أن يقوله بايدن، أو يفعله لتغيير الأمور"، موضحةً أنّه عندما يقرر الناس "أنّك كذبت بشأن شيءٍ واحد، فإنّهم يفترضون أنّك تكذب بشأن كل شيء".