هجوم كييف المضاد.. "الناتو" يشكك وواشنطن "تحبس أنفاسها"
وزارة الدفاع الروسية أعلنت أنّه "منذ 4 حزيران/يونيو، فقدت القوات المسلحة الأوكرانية نحو 7500 قتيل وجريح على خط التماس فقط".
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، إنه "من غير الواضح ما إذا كان الهجوم الأوكراني المضاد سيشكل نقطة تحوّل في الصراع".
وأضاف ستولتنبرغ، خلال مؤتمر صحافي في بروكسل، اليوم الأربعاء، إنّ "وزراء دفاع الناتو سيجتمعون هذا الأسبوع للتحضير لقمّة فيلنيوس، المقرر عقدها الشهر المقبل".
وتابع: "سنلتقي بينما تشنّ أوكرانيا هجوماً مضاداً كبيراً، ولا نعرف ما إذا كان سيكون نقطة تحوّل في الحرب".
وكان ستولتنبرغ قد أشار، أمس الثلاثاء، إلى أن "الهجوم المضاد سيسمح لكييف بتعزيز موقفها في المفاوضات المستقبلية (مع روسيا)".
وأكّد خلال كلامه أنه "من السابق لأوانه الحديث، لكننا نعلم أنه كلما استعاد الأوكرانيون المزيد من الأراضي، كان موقفهم على طاولة المفاوضات أقوى".
الدفاع الروسية: تحييد 7500 جندي أوكراني خلال 10 أيام
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان، اليوم الأربعاء، أنّه "منذ 4 حزيران/يونيو، فقدت القوات المسلحة الأوكرانية نحو 7500 قتيل وجريح على خط التماس فقط، بالإضافة إلى القتلى العسكريين نتيجة استخدام أسلحة روسية دقيقة بعيدة المدى والطيران في العمق الأوكراني".
كذلك، أعلن مؤسس قوات "فاغنر" القتالية الروسية الخاصة، يفغيني بريغوزين، في بيان اليوم، أنّ قواته ستعود إلى خطوط الجبهة في 5 آب/أغسطس 2023.
وأكّد بريغوزين أنّ "الأوركسترا"، كما يلقبها، ستعود إلى المشاركة في العمليات القتالية الأمامية، ولكنه لم يحدد أين وكيف، وبالنظر إلى الخبرة السابقة لقواته، قد يكون هذا الأمر مؤثراً في تحديد موازين القوى على جبهات القتال.
ويأتي ذلك بعدما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في لقاء مع مراسلين حربيين، أنّ "كييف تعاني خسائر هائلة في هجومها المضاد على المواقع الروسية في أوكرانيا"، وصرّح بأنّ "الخسائر الروسية التي لا يمكن تعويضها أقلّ بعشر مرات من خسائر القوات المسلحة الأوكرانية"، مفيداً بأنّ الأوكرانيين "تقترب خسائرهم من مستوى يمكن وصفه بالكارثي".
وذكر أنّ "كييف خسرت 160 دبابة و360 مدرعة وهو ما يعادل نحو 25% أو 30% من المعدات التي تم تسليمها من الخارج"، بينما خسرت القوات الروسية "54 دبابة ويمكن إصلاح بعضها ومعاودة تشغيلها".
وفي المقابل، أعلنت إدارة بايدن أمس الثلاثاء، في تأكيد خسائر كييف الفادحة، أنها سترسل إلى أوكرانيا 325 مليون دولار إضافية من الإمدادات العسكرية من المخزونات الأميركية، تتضمن 25 مركبة مدرعة، بالإضافة إلى قاذفات صواريخ جافلين والمزيد من ذخائر المدفعية والدفاع الجوي، وملايين طلقات الأسلحة الصغيرة والقنابل اليدوية.
اقرأ أيضاً: بالفيديو.. دبابات "ليوبارد" ومدرعات "برادلي في قبضة القوات الروسية
"واشنطن بوست": الولايات المتحدة تحبس أنفاسها
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" ذكرت في تقرير لها أنّ "واشنطن تحبس أنفاسها مع احتدام الهجوم الأوكراني المضاد"، إذ يحتاج الرئيس الأميركي جو بايدن إلى "انتصار كبير في ساحة المعركة لإظهار أن دعمه غير المشروط لأوكرانيا قد صقل القيادة الأميركية للعالم".
وحتى الآن، يزعم المسؤولون الغربيون أنهم لا يعرفون خطط كييف العسكرية في هجومها المضاد وكيف ستستخدم الأسلحة والمساعدات المقدمة لها، وقد عبّر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن أن "النظرة إلى نتائج الهجوم هي نظرة واقعية"، ولكن في الواقع، يأمل هو والكثيرون بأن يروا نجاحاً ساحقاً.
وفي حال نجحت أوكرانيا وقدمت "النجاح الحاسم"، فهذا الأمر سيقضي على السرد الحالي للمأزق، ويضع حداً للدعوات لإعادة تقييم السياسات الحالية، ولكن في الولايات المتحدة، يوجد تردد في تحديد ما يمكن أن يشكل نجاحاً أوكرانياً ضد الدفاعات الروسية الهائلة، لكن الواضح هو أن المخاطر كبيرة.
ومن المحتمل أن يؤدي النجاح "الأقل من الساحق" إلى زيادة الضغط في الغرب لدفع كييف إلى التفاوض على تسوية إقليمية قد لا ترضيها.
الجنود الأوكرانيون يدفعون ثمناً باهظاً
وكانت الصحيفة نفسها نشرت تقريراً عن الوضع الميداني، أوضحت أنّ الجنود الأوكرانيين "يدفعون ثمناً باهظاً" في الهجوم، ونقلت عن بعضهم أنه "في غضون 20 دقيقة من تقدمهم في 5 حزيران/يونيو جنوبي فيليكا نوفوسيلكا، في منطقة دونيتسك الجنوبية الشرقية، قتل وجرح أكثر من 30 من الوحدة المؤلفة من 50 عسكرياً، وتمّ تدمير 5 آليات، خلال الساعة الأولى.
وأضاف أحد الجنود المصابين الذين نجوا من المعركة: "لقد تُركنا هناك في الميدان، من دون دبابات أو دروع ثقيلة". لقد تم قصفنا بقذائف الهاون من ثلاث جهات. لم نتمكن من فعل أي شيء".
وبحسب الصحيفة، تنذر الخسائر الفادحة للكتيبة بالتكلفة الرهيبة التي يستعد قادة أوكرانيا لدفعها - ويعتقدون أنه يجب عليهم دفعها - لمواجهة روسيا، حيث تضغط الوحدات الأوكرانية في مناطق رئيسية على طول الجبهة هي منطقة دونيتسك شرقي ليمان، وفي ضواحي باخموت، وفي مارينكا، وفي منطقة زاباروجيا جنوبي أوريخيف.
كما أكّد نائب وزير الدفاع الأوكراني حنا ماليار، أنّ "الروس يبذلون قصارى جهدهم للاحتفاظ بالمواقع التي تم الاستيلاء عليها"، مضيفاً أنّ الروس كانوا يقاومون "الهجوم وطيران الجيش" و"نيران المدفعية المكثفة".