نظيري للميادين: زيارة غروسي لطهران قد تساهم في استنئاف المفاوضات النووية

السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة محسن نظيري يشرح نتائج زيارة مدير عام وكالة الطاقة الدولية لطهران، وكيف بإمكانها أن تساهم في استئناف المفاوضات النووية، ويتحدث عن التهديدات الإسرائيلية بضرب المنشآت الإيرانية.

  • نظيري للميادين: زيارة غروسي إلى طهران قد تساهم في استنئاف المفاوضات النووية
    نظيري للميادين: زيارة غروسي إلى طهران قد تساهم في استنئاف المفاوضات النووية

السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة محسن نظيري يوضح طبيعة التعهّدات والاتّفاقات والتفاهمات التي حصلت مع وكالة الطاقة الدوليّة، خلال زيارة مديرها العام رافائيل غروسي لطهران، ويتحدث عن علاقة الجمهورية بالوكالة، وإمكانيّة استئناف المفاوضات النووية، في مقابلة أجراها مراسل الميادين في فيينا موسى عاصي.

كيف كانت أجواء الاجتماع الأوّلي بمجلس المحافظين ورافائيل غروسي وكيف كانت ردود الفعل على هذه الزيارة؟

الزيارة الأخيرة التي أجراها مدير عام الوكالة لطهران كانت خطوةً بغاية الأهميّة نحو التعاون المتبادل، فقد كان لدينا وقت لتبادل وجهات النظر، ووضع نماذج وطرق سوف نعمل على أساسها خلال الأسابيع والأشهر المقبلة.

مدير عام الوكالة ذكر إنجازات هذه الزيارة التي قام بها في طهران، وتمّ التطرّق إلى عدد من المسائل والقضايا أثناء الزيارة، بما في ذلك  التعاون القائم بيننا وكيفيّة استمرار هذا التعاون، إضافة إلى ما يتعلّق بالقضايا والمسائل العالقة التي يمكن للوكالة وإيران أن يعملا معاً من أجل حلّها. 

إضافة إلى هذه النقاط وهذه المواضيع، لقد أجرينا نقاشاً بشأن مواضيع أخرى كذلك، بما فيها أن يؤدي مدير عام الوكالة دوراً مهماً وحاسماً في ما يتعلّق بالتزامات الأطراف المختلفة في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة.

هل تم التفاهم بين طهران والوكالة بشأن مسألة تركيب كاميرات في المنشآت الإيرانية؟

لقد اتّفقنا مع مدير عام الوكالة أنّ بعض خطوات وإجراءات الحماية يجب اتّخاذها، لم ندخل في تفاصيل الإجراءات التي سيتمّ اتّخاذها، وسنناقش هذه الإجراءات الطوعيّة ونبدأ بتنفيذها.

إذا احتاجت الوكالة معلومات إضافيّة في إطار الالتزامات المُلزَمة قانونياً، فإنّ إيران سوف تكون من بين الأطراف التي سوف تعمل على تطبيق هذه الالتزامات في ما يتعلّق بإجراءات السلامة. نحن سوف نعمل مع الوكالة من أجل تطبيق هذه الأهداف وإذا كان بإمكاننا اتّخاذ إجراءات إضافيّة طوعيّة سوف ننظر في هذا الموضوع.

ما حقيقة ما تحدّثت عنه الوكالة وبعض الصحافة الغربية بأنّ إيران تخصّب اليورانيوم بنسبة 84%؟

لقد كان من المربك للغاية أنّ بعض الأشخاص في مجلس محافظي الوكالة لا يقرأون بالتحديد الكلمات الموجودة في التقارير الصادرة عن مدير عام الوكالة، إذ توضّح التقارير أنّ الإنتاج هو بنسبة 60%.

نحن لم نخصّب لغاية 84% و83.7%، الأمر يتعلّق بالجزيئيّات وهي تتقلّب وهذا أمرٌ طبيعيٌ للغاية، هنالك حالات حصلت في ما يتعلّق بتقلّب جزيئيّات وهذه ليست المرّة الأولى، هذا التقلّب على مستوى الجزيئيّات لا يعني أنّه تمّ تخصيب اليورانيوم لغاية 84% أو 83.7%. الأمر مختلف للغاية. علينا أن نفرّق أن التخصيب لغاية 84% أو أكثر أو الإنتاج في المرحلة الأخيرة بنسبة 60% أو حتى أكثر. 

في جلسة الإحاطة قبل الاجتماعات، إذا ما تابعنا النقاشات، أوضح المدير العام هذا الموضوع. على الجميع أن يعرف ويعي أنّ المنتَج النهائي الموجود في الأسطوانات هو تخصيب بنسبة 60% ولا يوجد أيّ اختلاف هنا، ومن المؤسف أنّ البعض وعن قصد يحاول أن يقول أنّ التخصيب وصل إلى نسبة 83.7% والأمر غير صحيح.

هل تريدون تصنيع أسلحة نووية؟

من المثير للاهتمام أن نرى أنّ هذا النوع من الأسئلة يتمّ طرحه عن قصد. نحن أطراف في معاهدة عدم الانتشار، وإذا أراد طرف أن ينسحب من التزاماته لا يجب أن يقبل بإجراءات إضافية.

إيران من بين الأطراف التي تقوم بتطبيق اتّفاق الضمانات الشاملة وتدابير التوعية في إطار خطة العمل الشامل المشتركة، وإذا أراد طرف أن ينسحب من التزاماته عليه أن يقوم بذلك. لقد فتحنا نحن منشآتنا لمفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذا يُظهر كيف نتعاون مع الوكالة كأطراف في معاهدة عدم الانتشار.

برأينا، على الجميع أن يضع جانباً اختيار الردع النووي. نحن قد نلتزم منع تطوير أسلحة الدمار الشامل، فبرأينا كما تعرفون أنّ هذا الأمر حرام. إضافة إلى ذلك، لدينا التزاماتنا في إطار معاهدة عدم الانتشار ومن الواضح للغاية في أيّ اتّجاه نحن نسير.

لم يحصل أي تحوّل أو أي تغيير. أكثر من 15 تقريراً صادر عن الوكالة يُظهر أنّه لا يوجد أي تحويل نحو قدرات عسكرية، ومن المؤسف أنّ هكذا أمور يتمّ طرحها في وسائل إعلام. الأمر مؤسفٌ للغاية.

أنا أعمل منذ أربعين عاماً على مسألة عدم الانتشار، مَن يرغب في الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار عليه أولاً أن يمهّد الطريق، وعليه أن يتّخذ خطوات إلى الوراء. إيران دائماً كانت تتخّذ خطوات نحو الأمام للالتزام أكثر بمعاهدة عدم الانتشار، بوصفنا طرفاً مسؤولاً في هذه المعاهدة، وهذا كلّ شيء.

هل تعتقد أنّ هذه الإيجابية التي عاد بها غروسي ستُقنع الدول الغربية بعدم تقديم مشروع قرار يناهض إيران؟

برأينا أنّ مجلس محافظي الوكالة يجب أن يستمر، أن يعمل وفق الأطر الفنّية والتقنية، ولكن الأمر ليس سيّان دائماً. لسوء الحظ وللأسف أنّ السياسة في بعض الأحيان تأتي قبل التفسير الفنّي الذي قام مدير عام الوكالة بتقديمه. نرى أنّه لم يكن هنالك أي تحوّل عن المسار، الأمور كانت دائماً تسير على المسار الصحيح وبالتالي يمكننا أن نحاول أن نجد حلول إيجابية، وفي هذا الإطار يمكننا أن نعتقد فعلاً أنّ مجلس محافظي الوكالة سوف يتّخذ إجراءات وخطوات إيجابية لتعزيز التعاون الذي بدأ بيننا، ونحن نتوقّع فعلاً أن يتّخذ مجلس المحافظين موقفاً مسؤولاً من شأنه أن يساعد المدير العام وإيران أن يخطوا خطوات إلى الأمام.

لنرَ، الأمر الآن بيد المحافظين وعليهم أن يقرروا، ولكن في نهاية المطاف ما هو مهم هو أنّه على مجلس المحافظين أن يعمل في إطار الجو الإيجابي الموجود.

ما هو الموقف الإيراني في حال اتّخذت الدول الغربية موقفاً جديداً ضد إيران؟

لطالما قلنا وكررنا أنّه سيكون غير مثمر أن نتّخذ خطوات سلبية في إطار هذه الأجواء الإيجابية. لسوء الحظ هكذا اتّجاه سلبي وهكذا خطوات سلبيّة لن تسمح لنا أن نعمل معاً، إيران هنا تحتفظ بحقّها في اتّخاذ الاجراءات المناسبة للردّ تجاه أي خطوات سلبية يتّخذها الأطراف الآخرون.

إلى أي حدّ إيران مستعدّة للتعاون مع وكالة الطاقة الدوليّة؟

طبعاً، سوف نستمرّ بالتعاون مع الوكالة.

التعاون مع الوكالة واضح، نحن نتعاون في إطار اتّفاق الضمانات الشاملة، التعاون الدولي، وكل المجالات التي علينا أن نعمل فيها مع الوكالة. نحن مستعدون للعمل في هذا المجال وفي أي مجال آخر يتعلّق بإيجاد حلول للمسائل العالقة، وكيفيّة المضي قدماً والتعاون وتعزيز التعاون وإقامة كذلك ربّما اتّفاقيات مع الدول الأطراف. قد تساعدنا الوكالة على إعادة إحياء الاتّفاقيات، بالأخصّ أعني هنا خطّة العمل الشامل المشتركة.

هل يمكن أن تؤسس النتائج الإيجابية التي تحدث عنها رافائيل غروسي بعد زيارته طهران لإعادة استئناف المحادثات بين إيران وبين مجموعة أربعة زائد واحد هنا في فيينا؟

برأينا هذه الخطوات الإيجابية من شأنها أن تساهم، وآمَل أنّ كل الأطراف بما في ذلك مجلس المحافظين الاستفادة من هذا الجو الإيجابي الذي يساعدنا في التوصّل الى تفاهم. لنكن صريحين، قد يكون هنالك محاولات للتأثير في هذا الجو الإيجابي ودفعه ليخرج عن مساره، ولكننا نعمل للإبقاء على هذا الجو الإيجابي.

في نظري علينا أن نكون حذرين جميعنا، لنتفادى هكذا أمور سلبيّة من شأنها أن تؤثّر في الأجواء الإيجابية. يجب أن يكون هنالك فعل إرادة من قبل كل الدول، وأن يكون هنالك تعاون بدلاً من مواجهة.

ما الذي دفع رافائيل غروسي إلى الحديث عن مسألة التهديدات الإسرائيلية لضرب المنشآت الإيرانية؟

هذا ليس بأمرٍ جديد بالنسبة إلينا، "إسرائيل" دائماً ما تهدّد المنشآت الإيرانية السلمية. إذا عدنا للسجلّات، نذكر كم مرّة هاجمت بها "إسرائيل" الدول الأخرى، هم دائماً ما يرغبون في تهديد البلدان وكذلك تهديد المنشآت السلمية، بما في ذلك المنشآت الموجودة في دول الشرق الأوسط.

موقف غروسي إزاء هذا الموضوع في ما يتعلّق بالتهديد وضرب المنشآت السلمية، هو فعلاً موقفٌ يأتي في إطار معاهدة عدم الانتشار، إذ يتعهّد الجميع بعدم التهديد بضرب أو بضرب المنشآت النووية السلمية. هذا الموقف الصادر عن مدير عام الوكالة يأتي في إطار هذا التعهّد، وعلينا دائماً أن نتذكّر أنّ المدير العام بقوله هذا عبّر صراحةً أنّ أي تهديد بضرب المنشآت النووية السلمية غير مقبول، ولكن موقف "إسرائيل" أمرٌ معروف، هم دائماً ما يستخدمون هذه النبرة، نبرة التهديد ضدّ الدول الأعضاء، وهذا يُنذر بالخطر، وعلينا أن نكون متنبّهين.

اخترنا لك