"مودرن دبلوماسي": أزمات القرن الأفريقي تثير تحديات حرجة في المستقبل
الأزمات السياسية والأمنية المتزايدة التي تعيشها منطقة القرن الأفريقي، والتي تأتي بالإضافة إلى مشاكل المناخ والاقتصاد، تؤثر بشكلٍ حاد على مستقبل المنطقة وطبيعة العلاقات فيها.
ذكرت مجلّة "Modern Diplomacy" الإلكترونية الدولية أنّ منطقة القرن الأفريقي تعيش أزمات حادة تفرض عليها تحدياتٍ حرجة في المستقبل.
وأكّدت المجلّة أنّ الوضع في القرن الأفريقي يتدهور بسرعة بسبب الهجمات الإرهابية المتكررة والحراك المتطرف في المنطقة، وذلك في جميع أنحاء كينيا وإثيوبيا والصومال وأوغندا، كما تشكل الأزمات التي تعاني منها المنطقة تحدياً بالغ الأهمية للحكومات والمنظمات الإقليمية، وكذلك للاتحاد الأفريقي.
ويضع الإرهاب المتزايد في المنطقة تأثيراً إضافياً على الاكتفاء الاقتصادي والاجتماعي للسكان، في الوقت الذي تُعاني فيه المنطقة بأكملها من آثار تغير المناخ، وتداعيات جائحة "كوفيد-19" وارتفاع أسعار السلع، كما كانت آثار الهجمات الإرهابية المتعددة على المجتمعات في المنطقة كارثية.
اقرأ أيضاً: نزوح أكثر من مليون صومالي بسبب الصراع والجفاف والفيضانات
يُذكر أنّ تنظيمات "حركة الشباب" و"القاعدة" استمرت في ضرب أهداف مدنية وعسكرية، وذلك على الرغم من المكاسب التي حققتها القوات الموالية للحكومة الصومالية في محاربتها، مما دفع بوزيري خارجية أوغندا والصومال إلى طلب المساعدة من روسيا.
كما أنّ خيار الدعم العسكري والأمني الروسي كان مطروحاً قبل وقتٍ طويل من انعقاد القمة الأولى الأمنية في "سوتشي" الروسية عام 2019، حيث جدّد الرئيس الأوغندي، يوويري موسيفيني، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، التعاون العسكري التقني مرةً أخرى، وهو التعاون الذي يحظى بتاريخٍ طويل، منذ عام 2003.
وسلطت المجلّة الضوء على النقاش الروسي الأوغندي في عدة مجالات، سعياً لمزيد من التعاون، بما في ذلك الإمدادات الإضافية من المنتجات العسكرية الروسية والتعاون التكنولوجي في هذا المجال.
كما تقدم روسيا مساعدات إنسانية للصومال من خلال برنامج الغذاء العالمي وهياكل أخرى تابعة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى المؤسسات الخيرية غير الحكومية، والالتزام بالاستعداد لتوفير الدعم الأمني والعسكري في جهود مكافحة الإرهاب.
لفتت المجلّة إلى أنّ روسيا تولي اهتماماً كبيراً بالوضع في أفريقيا، ولا سيما بؤر التوتر فيها، وهي تُقدم استعدادها الكامل لمحاربة الإرهاب ومظاهر التطرف في المنطقة، كما تواصل تعميق مسارات التعاون في تصدير المعدات العسكرية للحكومات في أفريقيا.
كما أنّ موسكو تتعاون مع جهود الوكالات الأفريقية للنجاح في تحقيق عدّة تسويات في القرن الأفريقي، بالحديث عن إثيوبيا وجيبوتي وإريتريا وكينيا والسودان.
وأكّد مؤخراً وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، استعداد بلاده لتلبية حاجات الصومال العسكرية والتقنية، من أجل مكافحة الإرهاب، وذلك في مؤتمرٍ صحافي، عقب مباحثاته مع نظيره الصومالي، أبشير عمر هوروسي، الجمعة الماضي.