مسؤولون أمنيون إسرائيليون: وزارة الداخلية غير مستعدة لسيناريو "توسّع الحرب" شمالاً
المسؤولون الإسرائيليون كشفوا أنّ "إسرائيل" لن تستطيع توفير استجابة ناجعة للمستوطنين من الحدود الشمالية إلى خطّ حيفا، ولا سيما أنّهم سيبحثون عن ملجأ من الصليات الصاروخية التي سيطلقها حزب الله من الشمال نحو "إسرائيل".
كشفت مصادر أمنية إسرائيلية، اليوم الخميس، أنّ وزارة الداخلية في كيان الاحتلال لم تُنفّذ أيّ سيناريو لحماية المستوطنين في حال اندلع أي قتال في الساحة الشمالية (عند الحدود مع لبنان)، كما أنّها "لم تُخصص موارد للاستعداد للسيناريو".
وقالت المصادر إنّ "إسرائيل" لن تستطيع توفير استجابة ناجعة للمستوطنين من الحدود الشمالية إلى خطّ حيفا، ولا سيما أنّهم سيبحثون عن ملجأ من الصليات الصاروخية التي سيطلقها حزب الله من الشمال نحو "إسرائيل".
وأشارت مصادر إسرائيلية كبيرة مُطلعة لصحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية إلى أنّه سيكون من الصعب كثيراً على وزارة الداخلية الإسرائيلية استيعاب مستوطنين سيفرّون من المناطق المقصوفة إذا لم تقم بكلّ الاستعدادات المطلوبة، على الرغم من وجود خطّة "فندق ضيوف" (خطة تتمثل بضرورة إخلاء الشرائح الضعيفة، وفي بعض الحالات إجلاء عائلات من المستوطنين بأكملها من المناطق التي تُواجه تهديداتٍ كبيرة وتتعرض لإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون) التي أُعدت لهذا السيناريو بالضبط.
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة ولبنان في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أُطلق نحو 17 ألف قذيفة صاروخية نحو الأراضي الفلسطينة المحتلة "إسرائيل"، قُرابة 3000 منها أُطلقت من لبنان، مضيفة أنّه يوم أمس الأربعاء أطلق حزب الله نحو 60 قذيفة وصاروخاً، استهدف 60 منها "ميرون"، وهي وحدة مراقبة الحركة الجوية.
ووفقاً للسيناريو المُحدّث الذي تفترضه المؤسسة الأمنية والعسكرية، إذا اندلع القتال في الشمال، فإنّ حزب الله قد يطلق بين 3000-5000 قذيفة صاروخية يومياً نحو "إسرائيل".
وتشير التقديرات إلى أنّ نحو 1000 من تلك القذائف سيكون سقوطها "فعالاً"، كما أنّ القذائف التي سيطلقها حزب الله سيكون 90% منها في حدود 40 كيلومتراً، والباقي سيتمّ إطلاقه إلى الوسط، وهذا يعني أنّ المستوطنات من خطّ الحدود إلى منطقة حيفا الحضرية، بشكلٍ أو بآخر، ستتلقى غالبية النيران.
"إسرائيل" تخشى إصابة البنى التحتية
في ضوء تحديث السيناريو المرجعي، خصصت سلطة الطوارئ الوطنية في وزارة الأمن 2 مليار شيكل لشراء مخزون استراتيجي يضمّ مواد تعقيم، ومعدّات طبية، وأعلافاً للمواشي، ومنتجات خاماً للغذاء، وقمحاً، وأكياس نوم، وخياماً، وخزانات مياه، لكن تكمن خشية المؤسسة الأمنية والعسكرية في كيان الاحتلال من الأضرار المحتملة في البنى التحتية، بما في ذلك قطاع الطاقة والخليوي والنقل والنظام الصحي، وغيرها.
ووفقاً لمسؤولين كبار مُطلعين على الأمر، فإنّ الغالبية العظمى من الوزارات الحكومية - النقل والتعليم والاقتصاد والاتصالات والطاقة وغيرها - أدركت أنّ عليها تسريع استعداداتها بشكلٍ كبير لاحتمال نشوب حرب في الساحة الشمالية (عند الحدود مع لبنان).
ويُشير مسؤولون أمنيون إلى أنّ معظم الوزراء أخذوا الأمور على محمل الجد وأجروا مناورات حربية لتقدير وتحسين حالة استعداد وزاراتهم إلا أنّ وزارة الداخلية الإسرائيلية، برئاسة الوزير موشِه أربل لا تُجري "لعبة حرب" أو تُخصص الموارد اللازمة في حال جرى تصعيد للقتال في الشمال.
وانتقدت مصادر إسرائيلية رفيعة استهتار أربل، وقالت إنّ عليه أن "يفهم حجم المشكلة، ويتحقق مما إذا كانت هناك ثغرات، وكيف يُمكن تقليصها؟".
بدوره، ردّ وزير الداخلية لصحيفة "إسرائيل هيوم" قائلاً: "لم تتواصل معي وزارة الأمن أبداً حول هذا الموضوع، لا جهات رسمية ولا مجهولة تعرف نفسها على أنها مسؤولة في المؤسسة الأمنية والعسكرية".
وقبل أيام، أوصى قادة كبار في المؤسستين الأمنية والعسكرية في كيان الاحتلال الإسرائيلي حكومة بنيامين نتنياهو بعقد صفقة تهدئة شاملة في قطاع غزّة، وفي الجبهة الشمالية مع حزب الله.
ونظّم المئات من مستوطني شمال فلسطين المحتلة، قبل يومين، وقفاتٍ احتجاجية عند التقاطعات الرئيسية في الجليلين الأعلى والغربي، احتجاجاً على عدم وجود خطة للشمال، وانعدام الأمن، وغياب الميزانية، وانهيار أصحاب الأعمال والمزارعين.