مرندي للميادين نت: إيران لن تسمح بربط الملف النووي بالحرب في أوكرانيا
مستشار الوفد الإيراني المفاوض محمد مرندي يقول للميادين نت إنّ "طهران تنتظر الرد الأميركي بما يخص العودة للاتفاق النووي".
أكد مستشار الوفد الإيراني المفاوض محمد مرندي اليوم الخميس، أنّ "لقاءات الجمهورية الإسلامية وروسيا لها تأثير مهم جداً على علاقات البلدين".
وأوضح مرندي خلال لقاء خاص مع الميادين نت، أنّه تمّ "تقوية هذه العلاقات خلال الأشهر الأخيرة خصوصاً في ظل نية البلدين تفعيل ممر (شمال - جنوب) الدولي، وقيام روسيا باستثمارات داخل إيران في مجال الغاز النفط".
أما فيما يتعلق بالاتفاق النووي، أشار مرندي إلى أنّ "روسيا تقف مع المطالب المحقة للجانب الإيراني، وأنّ الحلّ هو قيام الولايات المتحدة بخطوات إيجابية لحلّ هذه المسألة".
وأوضح مستشار الوفد الإيراني، أنّ الحرب في أوكرانيا "لم يكن لها أي تأثير على المحادثات النووية".
وأشار إلى أنّ بلاده ترى على رغم من "مخالفتها لهذه الحرب"، بأنّ "المقصر الرئيس والمسبب لها هو الناتو، الذي قام بالكذب على روسيا وبدأ بالتوغل والتمدد نحو الشرق، وقاد انقلاباً داخل أوكرانيا ودعم النازيين المتطرفين وقتل العديد من الروس الأوكرانيين".
وأوضح مرندي إنّ إيران "تتعامل مع روسيا ولا تعترف بالعقوبات المفروضة عليها"، مؤكداً أنّها "تعتبر الملف النووي منفصل تماماً عن الحرب في أوكرانيا ولن تسمح بربط هذين الملفين ببعضهما".
اقرأ أيضاً: موسكو وطهران توقِّعان مذكرات تفاهم جديدة.. ماذا تضمنت؟
تأثير "إسرائيل" على الموقف الأميركي هو أقل بكثير مما يعتقده البعض
ومع عودة رئيس حزب "الليكود"، بنيامين نتنياهو إلى رئاسة حكومة الاحتلال، والضغط الإسرائيلي على واشنطن من أجل تغيير مسارها تجاه الاتفاق النووي، قال المستشار الإيراني للميادين أونلاين إنّ "تأثير وأهمية إسرائيل هو أقل بكثير مما يعتقده البعض".
وتابع: "رأينا ذلك خلال المفاوضات، فإذا أراد الأميركيون أن يتخذوا قراراً حول الاتفاق النووي، فإنهم سيفعلون ذلك بغضّ النظر عن أي شيئ، وحدث ذلك في المحادثات السابقة عندما لم تصغِ الولايات المتحدة لإسرائيل"، لافتاً إلى أن هذا "يدل عن ضعف التأثير الإسرائيلي".
وأضاف مرندي أنّه "حتى وإن كان لها نفوذ في الداخل الأميركي، فإنّ وجود نتنياهو في السلطة سيعرّي كل ادعاءات الإدارة الأميركية وإسرائيل".
اقرأ أيضاً: التحديات الداخلية والخارجية التي تنتظر الحكومة الإسرائيلية الجديدة
الظروف الجديدة في أوروبا والعالم تصب في مصلحة إيران
وعن دور الاتحاد الأوروبي في الضغط للعودة إلى الاتفاق النووي، لفت مستشار الوفد الإيراني إلى "محاولة تقرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الأميركي جو بايدن، من الرئيس الفنزويلي مادورو".
وقال مرندي إنّه "على الرغم من أنّ أوروبا لم تكن تعترف بالرئيس الفنزويلي وقامت بتشكيل حكومة فنزويلية في الخارج، لكنها تحاول الآن التقرب بسبب حاجة أوروبا للنفط والغاز".
وأضاف "لذلك بطبيعة الحال الظروف الجديدة في أوروبا والعالم تصب في مصلحة إيران فيما يتعلق بالعلاقات الإيرانية الأوروبية".
وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ "الولايات المتحدة تدرس تخفيف العقوبات المفروضة على فنزويلا، حتى تتمكن شركة شيفرون من ضخ النفط في البلاد".
هل ستؤثر العقوبات الجديدة عل مسار المفاوضات؟
ولفت المستشار الإيراني للميادين نت إلى أنّ "كل العقوبات التي أعلن عليها الغرب مؤخراً على إيران، لن يكون لها أي تأثير"، قائلاً: إن "جميع المنظمات والهيئات المستهدفة هي على لائحة العقوبات منذ زمن طويل، وأنّ تكرار هذه العقوبات ليس لديه أي فائدة".
وشدد مرندي على أنّه "إذا حدث وتمّ التوصل إلى اتفاق فسيتم رفع جميع العقوبات المفروضة على إيران".
وكشف المستشار الإيراني أنّ "المفاوضات أنجزت وانتهت، ونحن الآن مختلفين حول عدة كلمات في نص الاتفاق فقط وعلى إغلاق الملف النووي الإيراني في الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأكد المستشار الإيراني أنّ إيران لن "تتراجع أبداً أي خطوة إلى الوراء"، موضحاً أنّ "أميركا كانت تريد التوقيع على الاتفاق في آخر يوم من المفاوضات، وأنّ النص الأوروبي الأخير الذي تمّ عرضه على الجانب الإيراني كان يلبي المطالب الإيرانية".
وتابع: "لكننا أضفنا عدة ملاحظات، وقبل جوزيب بوريل بالملاحظات، وقال إنّها منطقية، لكن الأميركيين تأخروا بالرد، وكان ردهم بعيداً عن الموضوع الرئيسي، فلمسنا فيما بعد أنّ أولوياتهم انتقلت إلى الانتخابات الأميركية".
الملف الداخلي الإيراني منفصل عن الملف النووي
وعن الموقف الإيراني من التدخل الأميركي في الأحداث الداخلية الأخيرة وتأثيره على مجريات الامباحثات النووية، قال مرندي: "نحن ننتظر، وإذا أراد بايدن العودة فعليه فقط حلّ بعض المشكلات المتعلقة ببعض الكلمات فقط، ولا داعي للمفاوضات من جديد"، مضيفاً أنّ "الملفات الأخرى منفصلة عن الملف النووي، ويمكن البحث فيها بشكل منفصل".
بدورها، ردّت وزارة الخارجية الإيرانية، في ـ31 تشرين أول/أكتوبر الماضي، على تصريحات منسّق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض، جون كيربي، والتي قال فيها إنّ "الولايات المتحدة لا تسعى لجولة جديدة من المفاوضات مع إيران بشأن الاتفاق النووي".
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إنّ "المواقف السياسية التي تتخذها واشنطن تتباين عن الرسائل التي تبعث بها إلينا. لكن هناك نشاطاً فعالاً فيما يتعلق بالاتفاق النووي، ولا يوجد جمود سياسي في نقل الآراء".
اقرأ أيضاً: أمير عبد اللهيان يكشف تلقّي طهران رسالة أميركية بشأن الاتفاق النووي