مبادرات التضامن مع ضحايا الفيضانات تتجاوز الانقسام السياسي في ليبيا
تواصل وصول المساعدات إلى مناطق شرقي ليبيا التي ضربتها الفيضانات والسيول، وتزايدت المبادرات التضامنية مع الضحايا، في تجاوزٍ واضح للانقسام السياسي الذي تعيشه البلاد بين شرقها وغربها.
تزايدت مبادرات التضامن الشعبي في ليبيا إثر كارثة الفيضانات والسيول التي ضربت مدناً شرقي البلاد، وأسفرت عن دمارٍ هائل وأعدادٍ كبيرة من الضحايا في مدينة درنة بشكلٍ خاص.
أوضح مدير مركز "تدريب وتطوير المرأة" في مدينة طرابلس، غربي ليبيا، محمد كمور، لوكالة "فرانس برس"، أنّه تمّ تعليق العمل في المركز لتوفير مساعدات لأبناء مدينة درنة، حيث فقد آلاف الناجين كل ما يملكونه بسبب الفيضانات، وقد جرفت الفيضانات أبنية وأحياء برمتها.
وأشار كمور إلى أنّ النساء في المركز تعمل على "خياطة وإعداد ملابس وأكفان لإرسالها على وجه السرعة إلى درنة التي دمرتها الفيضانات الكاسحة قبل حوالى أسبوعين تقريباً".
ليبيا | آلاف المنازل المتصدعة والمنهارة لم تعد صالحة للسكن بسبب السيول.
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 23, 2023
تقرير: مراد الدلنسي#الميادين #ليبيا #إعصار_دانيال #تضامناً_مع_ليبيا pic.twitter.com/zIx4F940TR
وكشف أنّ المركز أرسل حتى الآن 1300 زي مدرسي، إضافةً إلى مئات الملابس والأكفان إلى المدينة البالغ عدد سكانها قرابة 100 ألف نسمة، موضحاً أنّ المتدربات في المركز يعملن على إعداد الدفعة الثانية مِن المساعدات، مُشدّداً في حديثه على أنّ "الأولوية الآن لأخواتنا و إخواننا في المنطقة الشرقية".
وأكّد مدير المركز أنّ حاجات المنكوبين في درنة تُرسل إليه عبر جمعياتٍ خيرية مقرّها شرقي البلاد، وذلك رغم الانقسامات السياسية التي تعيشها ليبيا منذ سنوات بين شرقي البلاد وغربها.
وأثارت الفيضانات المدمرة موجة تضامنٍ تجاوزت الانقسامات السياسية والقبلية التي تعمّقت في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي، عام 2011، حيث تتنافس على السلطة في البلاد حكومتان، الأولى تتخذ من طرابلس في الغرب مقراً لها، ويرأسها عبد الحميد الدبيبة، وتحظى باعتراف الأمم المتحدة، وأخرى في شرقي البلاد الذي ضرب الإعصار "دانيال" مدناً فيه، يرأسها أسامة حمّاد، وهي مكلّفة من مجلس النواب، ومدعومة مِن المشير، خليفة حفتر.
في تطورات جديدة، سياج عازل حول المنطقة المنكوبة في درنة وإخلاؤها من السكان #ليبيا#تضامنا_مع_ليبيا#اعصار_دانيال#درنة#الميادين_Go pic.twitter.com/yIk5cX7bI6
— Almayadeen Go الميادين (@almayadeengo) September 22, 2023
وفي السياق ذاته، قال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا، يان فريديز، الخميس، "رأينا أشخاصاً يأتون من كل المناطق الليبية، حتى من سبها في الجنوب، أناس أتوا مِن تلقاء أنفسهم"، وذلك لدى عودته من زيارةٍ استمرت ثلاثة أيام.
وتكثر المساعدات الموجّهة إلى الناجين، خصوصاً في وقتٍ اضطر فيه أكثر من 43 ألف شخص إلى النزوح من المناطق المتضررة، حيث أصبحوا مِن دون أي موارد، لكنّ أصحاب مطاعم وتجاراً وحرفيين رصّوا الصفوف في مناطق مختلفة مِن البلاد في سبيل المساعدة، وذلك بالوسائل المتوافرة.
كما تشهد وسائل التواصل الاجتماعي دعواتٍ واسعة لإيواء النازحين مِن المناطق المتضرّرة، حيث تفاعل متطوعون كُثر مع دعوات تقديم المساعدة للنازحين، كما اقترحوا المساعدة ناشرين أرقام هواتفهم، إضافةً إلى إطلاق حملات إلكترونية بوسومٍ عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمطالبة بتوفير مساكن لأهل مدينة درنة.
وتقول السلطات الليبية إنّها تواجه صعوبات في الاستجابة للحاجات العاجلة للناجين، حيث أقرّت مراتٍ عديدة بأنّ حجم الكارثة يتجاوز قدراتها.
"لم تكن الدولة الليبية مستعدة لكارثة بهذا الحجم، ومن استطاع من المواطنين يقومون بتأمين مساكن للنازحين".
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 21, 2023
الناشط السياسي، أحمد التواتي، لـ #الميادين#ليبيا #إعصار_دانيال #تضامناً_مع_ليبيا pic.twitter.com/GTHUA5noJe
وفي الوقت ذاته، يستمر وصول المساعدات الدولية إلى ليبيا، فقد أقامت دول ومنظمات إنسانية دولية عدة، جسوراً جوية لنقل المساعدات.
وكانت لجنة الإشراف على عمليات الإغاثة، التي شكلتها حكومة شرقي ليبيا، أعلنت، السبت، حصيلةً غير نهائية لوفيات الفيضانات والسيول التي سبّبها إعصار "دانيال"، مُشيرةً إلى أنّ الأرقام مرشحة للارتفاع.
مِن جهتها، الأمم المتحدة تحدّثت بشأن ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في المدينة إلى 11 ألفاً و300 وفاة، وفقاً لحصيلةٍ غير نهائية كانت أعلنتها، وهي الأرقام التي نفى الهلال الأحمر الليبي صحتها.