ما الدور الحاسم الذي يمكن أن يلعبه الكرد في انتخابات تركيا؟
موقع "سي أن أن" الأميركي يتحدث في تقرير عن الدور الحاسم الذي يمكن أن يلعبه حزب "الشعوب الديمقراطي" الموالي للكرد في الانتخابات المقبلة في تركيا.
ذكر موقع "سي أن أن" الأميركي أنّ "الحزب التركي الموالي للكرد، برز كصانع ملوك في الانتخابات المقبلة في البلاد، حيث لعب دوراً حاسماً قد يقلب التوازن بما يكفي لإزاحة الرئيس رجب طيب إردوغان، الذي استمر حكمه لعقدين من الزمن".
ولفت الموقع، في تقرير، إلى أنّ "حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للكرد أعلن الشهر الماضي أنّه لن يطرح مرشحه الرئاسي، في انتكاسة رئيسية للرئيس التركي وزعيم حزب العدالة والتنمية".
وأوضح محللون أنّ هذه الخطوة "تسمح لمؤيدي حزب الشعوب الديمقراطي بالتصويت لمنافس إردوغان الرئيسي، كمال كليجدار أوغلو"، بحسب التقرير.
وأضاف التقرير: "إنّها مفارقة للرجل التركي القوي، الذي أمضى النصف الأفضل من العقد الماضي في قمع الحزب بعد أن بدأ في تقطيع قاعدة ناخبيه، فزعيم حزب الشعوب السابق صلاح الدين دميرتاش مسجون منذ نحو 7 سنوات، ويواجه إغلاقاً محتملاً من قبل محكمة للاشتباه في تواطئه مع حزب العمال الكردستاني والجماعات التابعة له، لكن نفوذه قد يحدد مع ذلك مسار السياسة التركية".
وتابع أنّ "كليجدار أوغلو، الذي يمثل كتلة المعارضة لتحالف الأمة السداسية، هو أقوى مرشح لخوض المنافسة ضد إردوغان منذ سنوات".
وفيما لم يعلن حزب الشعوب الديمقراطي بعد ما إذا كان سيضع ثقله والتصويت لمصلحة (كليجدار أوغلو)، يقول المحللون إنّ "حزب الشعوب بات صانع الملوك في الانتخابات".
وبيّن تقرير "سي أن أن" أنّ "حزب الشعوب الديمقراطي يعرف أنّ موقفه هو مفتاح نتيجة تصويت الشهر المقبل، لكنّه أيضاً في وضع حرج".
وفي السياق، قال نائب الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي وعضو في البرلمان من محافظة ديار بكر ذات الأغلبية الكردية، هيسار أوصوي، إنّ الحزب "يريد أن يلعب اللعبة بحكمة، وعليه أن يكون حذراً للغاية".
وأوضح أنّ الحزب يريد تجنب "مناخ سياسي ملوث" حيث تكون الانتخابات مستقطبة "بين خطاب قومي متطرف قبيح للغاية ضد كليجدار أوغلو وآخرين."
إقرأ أيضاً: تركيا توقف مساعدات مالية لحزب "الشعوب الديمقراطي" الكردي
يذكر أنّ الكرد هم أكبر أقلية في تركيا، ويشكلون ما بين 15% و 20% من السكان، وفقاً لمجموعة حقوق الأقليات الدولية.
وتتهم السلطات في تركيا حزب "الشعوب الديمقراطي" بـ"الارتباط بحزب العمال الكردستاني المصنّف منظمة إرهابية"، في حين ينفي الحزب التهم الموجهة إليه، ويؤكد أن القضية بأكملها عبارة عن "عملية سياسية".
وسبق أن طلبت النيابة العامة من المحكمة الدستورية في آذار/مارس 2021 حظر حزب "الشعوب الديمقراطي"، ثالث أكثر الأحزاب تمثيلاً في البرلمان، والذي يتّهمه الرئيس رجب طيب إردوغان بأنّ له صلات مع "الإرهاب".
ويتعرض حزب "الشعوب الديمقراطي" لحملة منذ عام 2016، عندما أوقف زعيمه صلاح الدين دميرتاش وحُكم عليه بعد ذلك بعامين، بالسجن 4 سنوات ونصف السنة، كما أوقف العشرات من مسؤولي الحزب وأنصاره.
يُشار إلى أنّ أعضاء اللجنة العليا وافقوا بالإجماع، في 26 آذار/مارس الماضي، على طلبي ترشيح إردوغان وكليجدار أوغلو. ومن المقرر إجراء الانتخابات العامة والرئاسية في تركيا في 14 أيار/مايو المقبل.
وكان إردوغان قد وصف الانتخابات القادمة في بلاده بأنّها ستكون "تاريخية ومفصلية".
وأظهرت استطلاعات رأي جديدة أنّ مرشح المعارضة كليجدار أوغلو يتقدم على إردوغان بأكثر من 10 نقاط مئوية قبل انتخابات 14 أيار/مايو.
كما أظهر استطلاع للرأي نشرته "أكسوي ريسيرش"، أُجري في 8 آذار/مارس، أنّ كليجدار أوغلو يتقدّم على إردوغان بنسبة 55.6% و44.4% توالياً.
ولا شك في أنّ الزلازل كان لها تأثير في شعبية حزب "العدالة والتنمية"، إذ ظهر في استطلاع أجرته شركة "Metropoll" أنّ 34.4% من الناس ألقوا باللوم على الحكومة في الخسائر خلال الزلزال، فيما ألقى 26.9% باللوم على المقاولين، ثم البلديات ثالثاً (15.4%).