لواء إسرائيلي سابق: دخول رفح كان خطأً مأسَوياً.. وانهيار "إسرائيل" مسألة وقت
مفوض شكاوى الجنود السابق لدى حكومة الاحتلال، واللواء السابق في احتياط "الجيش"، إسحاق بريك، يؤكد أنّ الدخول الإسرائيلي لمدينة رفح "لم يكن مفيداً لإسرائيل، بل كان خطأً مأسَوياً".
أكّد مفوّض شكاوى الجنود السابق لدى حكومة الاحتلال، اللواء إسحاق بريك، أنّ "دخول رفح لم يكن مفيداً لإسرائيل، بل على العكس من ذلك، كان خطأً مأسَوياً، أبعدها عن العالم، وعن السلام مع مصر، وسيُفقدها القدرة على إعادة الأسرى إلى الأبد".
وتحدث بريك، الذي يحمل رتبة لواء سابق في احتياط "الجيش"، عن لقاءاته مع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مُشدّداً على أنّه شرح له مراراً لماذا لا يجب دخول رفح، وأن الأخير "أوهمه بأنّه بات مقتنعاً بالأسباب"، مضيفاً أنّه "ما إنّ غادر الاجتماع، حتى فكر نتنياهو في حكمه كرئيس حكومة، لا في مصالح إسرائيل".
وفي مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، قال بريك إنّ "الجيش الإسرائيلي ينشر الأوهام، ويرمي الرمال في عيون الإسرائيليين، ولا يقول الحقيقة".
وأكد وجوب وقف القتال، مضيفاً: "نحن جيش صغير غير قادر على القضاء على حماس، ومن المؤكد أننا سنواجه مشكلة إذا بدأنا حرباً شاملة".
"يقودونكم مثل الغنم إلى الذبح"!
وكتب بريك، اليوم، مقالاً في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، مؤكّداً أيضاً عدم قدرة "الجيش" الإسرائيلي على الانتصار على حماس وحزب الله، مُضيفاً أنّ "وضعنا يزداد سوءاً مع كلّ يوم تستمر فيه الحرب".
وقال إنّ انهيار "إسرائيل" مسألة وقت فقط، مفسّراً ذلك بأنّها "قد تخسر إذا اندلعت حرب إقليمية أيضاً"، ولافتاً إلى أنّ قادتها، في المستويبن السياسي والعسكري، والذين يقودون الحرب في غزة، لا يريدون الاعتراف بالحقائق الصعبة التي يتحملون مسؤوليتها، بل يريدون مواصلة القتال بأي ثمن من أجل استمرار جلوسهم في كراسيّهم، فترةً قصيرة أخرى.
وفي هذا الصدّد، قال: "يجب إيقافهم، فهم يقودون الإسرائيليين مثل الغنم إلى الذبح. هذه مجموعة خرجت عن عقلها تماماً، وخرجت عن السكة".
وقبل أيام، أكّد العقيد في احتياط الاحتلال الإسرائيلي، ميخال ميلشتاين، أنّ رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، "لم يتغير، ولم يُغيّر مواقفه، ولم تؤثر فيه العمليات العسكرية الأخيرة في رفح".
وذكر عضو "الكنيست" السابق، عوفر شيلح، أنّ المشكلة في معركة رفح هي أنّها "لا تمنح التقدم لإسرائيل في أي شيء نحو أهداف الحرب، والقضاء على التهديد الأمني ضدها من قطاع غزة، وإعادة الأسرى".
من باطن الأرض، من تحت الأنقاض ومن بين الصخور يصطادونهم.. كمائن المقـ.ـاومة النوعية تواصل ضرب "إسرائيل" بقوة #غزة #الميادين_Go pic.twitter.com/Nsv1q8h4bC
— Almayadeen Go الميادين (@almayadeengo) May 21, 2024
يأتي ذلك، بينما تواصل المقاومة الفلسطينية تكبيد الاحتلال الخسائر الفادحة، في مختلف محاور القتال، ولاسيما في رفح جنوباً، حيث تحتدم المعارك.
واليوم، أعلنت كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، استهداف 3 جنود إسرائيليين بقذيفة مضادة للأفراد، تمت إصابتهم بصورة مباشرة، في جوار بلدية الشوكة في مدينة رفح، جنوبي القطاع.
بدورها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أنّ مجاهديها استهدفوا تجمعاً لجنود الاحتلال وآلياته في محيط منطقة العبد جبر في مخيم يبنا، جنوبي مدينة رفح.
واستهدفت سرايا القدس أيضاً، بالاشتراك مع كتائب القسّام، آليتين عسكريتين إسرائيليتين بقذائف من طراز "تاندوم" و"آر بي جي"، شرقي رفح، جنوبي القطاع.
وأعلنت استهدافها بعشرات القذائف من الهاون الثقيل جنود الاحتلال وآلياته في محيط "موقع القوس" في مخيم يبنا، جنوبي مدينة رفح.
وأمس، أقرّ "جيش" الاحتلال الإسرائيلي بمقتل 3 جنود من الكتيبة الـ"50" لواء النخبة "ناحال"، وإصابة 26 آخرين، بينهم 7 حالاتهم حرجة، خلال المعارك مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وكشفت إذاعة "جيش" الاحتلال تفاصيل الكمين الذي تعرّضت له الكتيبة الـ"50"، في لواء "ناحال"، في رفح، وذكرت أنّ القوات دخلت مبنىً تم إطلاق صاروخ مضاد للدروع منه في اتجاه الآليات. ولحظة دخول القوات، تم تفجير عبوة ناسفة مزروعة داخل المبنى، أدت إلى انهياره.