لماذا يتردد حلفاء واشنطن بشأن مشاركتهم الفعلية في التحالف البحري في البحر الأحمر؟
وكالة "رويترز" تتناول تردّد حلفاء الولايات المتحدة بشأن مشاركتهم الفعلية في "التحالف الدولي" في البحر الأحمر، وتشرح أسباب ذلك.
تناولت وكالة "رويترز"، في تقرير، تردّد حلفاء الولايات المتحدة بشأن مشاركتهم الفعلية في "التحالف الدولي" في البحر الأحمر، والذي أُطلق عليه اسم تحالف "حارس الازدهار"، رداً على الهجمات اليمنية الداعمة لقطاع غزة في المنطقة.
ففي وقتٍ أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن أمله في تقديم "رد دولي حازم" على هجمات القوات المسلحة اليمنية على السفن الإسرائيلية أو تلك التي تبحر إلى "إسرائيل" عبر البحر الأحمر من خلال إطلاق قوة بحرية جديدة، أعلن العديد من الحلفاء، بعد أسبوع فقط من الإطلاق، أنّهم "لا يريدون الارتباط بها علناً أو على الإطلاق"، بحسب "رويترز".
وقد أصدر اثنان من حلفاء أميركا الأوروبيين الذين جرى إدراجهما كمساهمين في عملية "حارس الازدهار"، هما إيطاليا وإسبانيا، بيانات تبدو وكأنّهما ينأيان بأنفسهما عن القوة البحرية.
وكان "البنتاغون" قد أعلن أنّ "القوة البحرية" هي "تحالف يضم أكثر من 20 دولة"، ولكن ما يقرب من نصف تلك الدول "لم تعترف حتى الآن بمساهماتها، أو تسمح للولايات المتحدة بالقيام بذلك، مع العلم أنّ هذه المساهمات يمكن أن تتراوح من إرسال سفن حربية إلى مجرد إرسال ضابط أركان"، وفق "رويترز".
وعلى الرغم من أنّ بريطانيا واليونان ودول أخرى قد احتضنت العملية الأميركية علناً، إلاّ أنّ العديد ممّن ورد ذكرهم في الإعلان الأميركي، الذي ذكر 12 اسماً من أصل 20 دولة فقط، سارعوا إلى القول إنّهم "ليسوا مُساهمين بشكل مباشر".
وبحسب الوكالة، فإنّ "إحجام بعض حلفاء الولايات المتحدة عن ربط أنفسهم بالجهود جزئياً يعكس الإنقسامات التي أحدثتها أحداث غزة، وسط محافظة بايدن على دعم قوي لإسرائيل حتى مع تزايد الانتقادات الدولية بشأن هجومها".
اقرأ أيضاً: التحالف الدولي ضد اليمن: نكسة لاستراتيجية بايدن العالمية
وفي شرحها لأسباب ذلك، أوضحت "رويترز" أنّ "الحكومات الأوروبية تشعر بقلق بالغ من أن ينقلب جزء من ناخبيها المحتملين ضدها"، إذ يُساعد الغضب الشعبي بشأن الهجوم الإسرائيلي على غزة في تفسير بعض تردد القادة السياسيين.
في هذا السياق، قال ديفيد هيرنانديز، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "كومبلوتنسي" بمدريد، إنّ "الرأي العام الأوروبي ينتقد بشكل متزايد إسرائيل ويشعر بالقلق من الانجرار إلى صراع".
وأظهر استطلاع للرأي، أجرته مؤسسة "يوغوف" مؤخراً، أنّ أغلبية كبيرة من الأوروبيين الغربيين - خاصةً إسبانيا وإيطاليا - "تعتقد أنّ إسرائيل يجب أن توقف العمل العسكري في غزة".
إضافةً إلى ذلك، هناك أيضاً قلق من أن "تُصبح الدول المشاركة عرضةً لردٍ يمني"، إذ قال مصدر مطّلع على كواليس الإدارة الأميركية لـ"رويترز"، إنّ "هذا الخطر - وليس الخلافات بشأن غزة - هو الذي يدفع بعض الدول إلى الابتعاد عن هذه الجهود".
ويبدو أنّ هذا هو الحال بالنسبة إلى الهند، التي من غير المرجح أن تنضم إلى تحالف واشنطن البحري، وفقاً لمسؤول عسكري هندي كبير، مشيراً إلى أنّ "الحكومة تشعر بالقلق من أنّ التحالف مع الولايات المتحدة قد يجعلها هدفاً أكبر".
يُشار إلى أنّه بعد تنفيذ صنعاء لتهديداتها، باستهداف السفن الإسرائيلية أو السفن المتجهة إلى "إسرائيل" في البحر الأحمر، ما لم يدخل قطاع غزة حاجتُه من الغذاء والدواء، ردّت واشنطن عبر وزير الدفاع، لويد أوستن، بإطلاق ما أسمته عملية "حارس الازدهار"، تحت مظلة القوات البحرية المشتركة وقيادة "فرقة العمل 153" التابعة لها، بزعم "حماية البحر الأحمر"، إلا أن الهدف الأساسي لواشنطن هو حماية "إسرائيل" كما أكدت صنعاء.
وفي حين وافقت 20 دولةً على المشاركة في التحالف البحري، فإنّ جزءاً صغيراً منها سيوفّر فعلياً سفناً للتحالف، أو أصولاً رئيسيةً أخرى من أجل المساعدة، وذلك وفقاً لما أورده موقع "The War Zone" الأميركي.
وحذّرت صنعاء الولايات المتحدة وشركاءها من مغبة عسكرة البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن، والإضرار بأمن الملاحة الدولية، خدمةً للكيان الإسرائيلي المحتل.
وأكّد وزير الدفاع في حكومة صنعاء، محمد العاطفي، أنّ موقف اليمن بشأن البحر الأحمر ثابت، مشدّداً على أنّ القوات المسلّحة اليمنية في جاهزية عالية وعلى أهبة الاستعداد القتالي للتعامل مع كل الخيارات والفرضيات المحتملة.
وجددت صنعاء تأكيدها أكثر من مرة أنّ استهدافاتها تطال السفن الإسرائيلية وتلك المتوجهة إلى موانئ الاحتلال، مشددة على ضمانها لأمن الملاحة البحرية الدولية.
وقد شكَّلت جبهة اليمن، منذ إعلان صنعاء رفضها المطلق للعدوان الإسرائيلي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مرتكزاً مهمّاً في معادلة المواجهة الدائرة ضمن ملحمة "طوفان الأقصى"، أطلقت خلالها القوات المسلحة اليمنية سلسلةً من العمليات العسكرية في البحر الأحمر، وتحديداً في مضيق باب المندب، ضد السفن وقوافل الشحن المتجهة إلى "إسرائيل"، فارضةً حصاراً بحرياً على ميناء "إيلات" وكيان الاحتلال، مكبدة بذلك "إسرائيل" خسائر اقتصادية فادحة.