للأسبوع العاشر.. مئات آلاف المستوطنين يحتجون ضدّ التعديلات القضائية لحكومة نتنياهو
مئات آلاف المستوطنين الإسرائيليّين يتظاهرون في "تل أبيب" وحيفا ومواقع أخرى في فلسطين المحتلة، رفضاً لتعديلات حكومة بنيامين نتنياهو القضائية، للأسبوع العاشر على التوالي، وسط مخاوف إسرائيلية من تداعيات استمرار الاحتجاجات وتفاقمها.
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ "نحو 200 ألف من المحتجين" يتجمعون في "تل أبيب" احتجاجاً ضدّ خطة التعديلات القضائية، التي تريد إقرارها حكومة بنيامين نتنياهو، للسبت العاشر على التوالي، بينما يتجمّع عدد مماثل من المتظاهرين في عدة مدن رئيسة أخرى.
وقالت وسائل الإعلام إنّ أكثر من 200 ألف متظاهر إسرائيلي يحتلون حالياً شارع كابلان ومحيطه في مدينة "تل أبيب" في فلسطين المحتلة، وشوارعَ أخرى، احتجاجاً على تعديلات نتنياهو القضائية.
وأفاد مراسل الميادين بأنّ "أكثر من 50 ألف متظاهر ضدّ نتنياهو نزلوا إلى الشارع في حيفا" أيضاً، كاشفاً أنّ "قدامى جنود البحرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي يتظاهرون أمام منزل وزير الأمن يوآف غالانت، ضد التعديلات القضائية".
سبعون مظاهرة "من كريات إلى إيلات"
ولاحقاً أكّدت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ "الاحتجاجات للأسبوع العاشر على التوالي ضد الحكومة الحالية تستمرّ في حالة تصاعد"، كاشفة أنّ " أكثر من سبعين مظاهرةً تم تأكيدها اليوم من كريات شمونة الى إيلات".
ولفت مراسل الشؤون القضائية في القناة 13 الإسرائيلية، باروخ قرا، أنّ "الاحتجاج الأسبوعي آخذ بالتصاعد في مقابل ما تمّ توجيهه من الافتراءات والإهانات ومحاولات نشر الأكاذيب بحق هؤلاء المحتجين".
فيما تحدث أور هيلر، المراسل العسكري في القناة، قائلاً إنه "أتى من الشمال والطريق كانت ملأى بالناس.. وعلى الأقل 120 ألف شخص أتوا إلى هنا.. إلى شارع كابلان فقط"، مشيراً إلى أنه "بالرغم من أنّ المظاهرات دخلت الأسبوع العاشر، فإن الناس هنا يستمرون في استعراض القوة".
بن غفير: لا أريد دماً في الشوارع لكن لا أريد فوضى
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، لـ"القناة الـ12" الإسرائيلية، إنه لا يريد دماً في الشوارع، لكنه لا يريد فوضى أيضاً.
وأضاف: "ليس لديّ مشكلة في أن يكون عشرات الآلاف في الشوارع، وليتظاهروا كما يريدون، لكنّ مجموعة من الفوضويين تمنع مرور سيارة إسعاف من الوصول. هؤلاء فوضويون يقطعون أهم طريق حيوي في إسرائيل ثلاث ساعات. هذا غير مقبول".
اقرأ أيضاً: أزمة الكيان.. ما أبرز معالم خطورة المظاهرات الحالية على الاحتلال؟
إيهود باراك: نتنياهو يلعب بالنار
بدوره، أكّد الرئيس الأسبق لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، إيهود باراك، لـ"القناة الـ12" الإسرائيلية، أنه "يؤيد عدم الانصياع المدني للتعليمات"، داعياً، في موازاة ذلك، إلى "عدم استخدام العنف، وعدم رفض الخدمة العسكرية"، وأضاف: "من يلعب بالنار هنا هو نتنياهو".
كذلك، حذّر طيارون في سلاح جو الاحتلال من أنه "في حال إقرار القانون، فإنّ ذلك يعني أنّ حكومة نتنياهو حولت النظام السياسي الإسرائيلي إلى ديكتاتورية".
الانقسام الحادّ يتعمق
وفي تصريح يعكس مدى حدة الانقسامات في كيان الاحتلال، علّق المستشار القانوني السابق لحكومة الاحتلال، أفيخاي مندلبلبيت، على المظاهرات، بأنه "يفضّل التصادم على تسوية سيئة ستظهر نتائجها السيئة خلال أشهر".
وخلال مقابلة لمندلبلبيت مع "القناة الـ13" الإسرائيلية، أكّد أنّ "ما يحدث يمسّ أسس النظام الأساسي الإسرائيلي"، مؤكداً أنّ "الهدف هو أن يكون هناك قضاة تابعون لائتلاف نتنياهو، ومدّعون عامون وشرطة تابعون لنتنياهو وائتلافه".
وأشار إلى أنّ "الهدف الأساس في المرحلة المقبلة، بالنسبة إلى الائتلاف الحاكم، هو أن يتم تعيين المدعي العام من جانب الحكومة"، مؤكداً: أنا أفضل التصادم الداخلي على تسوية سيئة".
هرتسوغ: مشاهد الاحتجاجات كارثة وكابوس
وكان رئيس الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، علّق الخميس، على الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها "إسرائيل" ضدّ تعديلات حكومة نتنياهو القضائية، قائلاً إنّ "مشاهد اليوم هي كارثة وكابوس، وشعبنا يتمزق. سأدفع أي ثمن كي أجد حلّاً"، مشدّداً على أنّ "التشريع بشأن التعديلات القضائية خاطئ"، وأنّ "خطة التعديلات القضائية يجب أن تلغى نهائياً".
وتناول الإعلام الإسرائيلي خطاب هرتسوغ، قائلاً إنّ "كلامه يشكل تهديداً حقيقياً، إذ إنّ تصريحه بشأن استعداده للتضحية بكل شيء، حتى إن كان ثمن ذلك الاستقالة، له عواقب بعيدة المدى".
يأتي ذلك بعد خروج أكثر من 130 تظاهرة في الكيان المحتل خلال أيام، ضد حكومة نتنياهو، إذ تدفّق منذ أيام محتجون معارضون للتعديلات القضائية، على مطار بن غوريون الرئيسي في "إسرائيل"، في محاولة لتعطيل رحلة نتنياهو إلى الخارج، والزيارة التي يقوم بها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن".
والسبت الماضي،خرج ربع مليون مستوطن في تظاهرات كبرى ضد التعديلات القضائية، وُصفت بأنها إحدى أكبر المظاهرات التي شهدها كيان الاحتلال، وتحدّث الإعلام الإسرائيلي عن وجود "160 ألف متظاهر في شوارع تل أبيب" وحدها.