لقاء في مصر يجمع رئيسي أركان "إسرائيل" والسعودية.. ماذا في التفاصيل؟
صحيفة "وول ستريت جورنال" تنقل عن مسؤولين من الولايات المتحدة والمنطقة أنّ واشنطن عقدت اجتماعاً سرياً لكبار المسؤولين العسكريين من "إسرائيل" ودول عربية.
أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية بأنّ الولايات المتحدة عقدت اجتماعاً سرياً لكبار المسؤولين العسكريين الإسرائيلين وقادة عسكريين من دول عربية في آذار/ مارس الفائت، في مدينة شرم الشيخ المصرية.
ونقلت الصحيفة في تقريرٍ، عن مسؤولين من الولايات المتحدة والمنطقة، أنّ واشنطن عقدت هذا الاجتماع مع الأطراف الأخرى "لاستكشاف كيف يمكنهم التنسيق ضد قدرات إيران الصاروخية والطائرات بدون طيار".
وأوضح التقرير أنّ "المحادثات التي لم يكشف عنها من قبل، والتي عقدت في شرم الشيخ في مصر، كانت هي المرة الأولى التي يلتقي فيها مثل هذا النطاق من كبار الضباط الإسرائيليين وعرب تحت رعاية عسكرية أميركية، لمناقشة كيفية مواجهة تهديد مشترك".
وقال المسؤولون للصحيفة إنّ "الاجتماع جمع كبار الضباط العسكريين الإسرائيلين والسعودية وقطر ومصر والأردن، وجاء في الوقت الذي تكون فيه إسرائيل وجيرانها في المرحلة المبكرة من مناقشة التعاون العسكري المحتمل"، حيث "أرسلت الإمارات والبحرين مسؤولين لحضور الاجتماع، مثل الولايات المتحدة التي بعثت الجنرال فرانك ماكنزي، ثم قائد القيادة المركزية الأميركية".
مشاركة سعودية
ووفق صحيفة "وول ستريت جورنال" جمع "لقاء شرم الشيخ" رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، واللواء فياض بن حامد الرويلي، رئيس أركان القوات المسلحة السعودية، كما شارك الفريق الركن سالم بن حمد النابت الذي يقود القوات المسلحة القطرية، وكذلك كبار القادة من الأردن ومصر، حيث أرسلت البحرين، التي نادراً ما يسافر قائدها العسكري، والإمارات العربية المتحدة، ضباطاً أقل رتبةـ في حين أن "الكويت وعمان لم تنضما إلى المحادثات".
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أنّ "تم وضع العديد من اللبنات الأساسية لنظام دفاع جوي إقليمي محتمل"، إذ "اشترت المملكة العربية السعودية ما يصل إلى 22 بطارية باتريوت أميركية مضادة للصواريخ"، وفقاً لمسؤول أميركي، وهي "بصدد الحصول على بطاريات دفاع منطقة عالية الارتفاع، وهي نظام أميركي آخر مضاد للصواريخ يعرف باسم ثاد".
"تعاون عسكري"
وبحسب تقرير "وول ستريت جورنال"، فإنّه لعقود من الزمان، "لم يكن مثل هذا التعاون العسكري يُعتبر ممكناً، إذ سعى القادة الأميركيون في الشرق الأوسط إلى تشجيع الدول العربية على تنسيق دفاعاتها الجوية دون إشراك إسرائيل".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ "هناك عاملاً يدفع إلى توسيع التعاون العسكري، وهو رغبة الدول العربية في الوصول إلى تكنولوجيا الدفاع الجوي الإسرائيلية والأسلحة في وقت تحوّل فيه الولايات المتحدة أولوياتها العسكرية نحو مواجهة الصين وروسيا".
ولفتت إلى أنّه "مع ذلك، فإن المناقشات بين دول الشرق الأوسط حول التعاون في مجال الدفاع الجوي، لا يزال أمامها طريق طويل لتقطعه ولا تزال حساسة من الناحية الدبلوماسية".
وفي بيان له، لم يقر الكولونيل جو بوتشينو، المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، باجتماع شرم الشيخ، لكنه قال إنّ القيادة "تحافظ على التزامها الراسخ بزيادة التعاون الإقليمي وتطوير هيكل دفاع جوي وصاروخي متكامل لحماية قواتنا وقوات الشركاء الإقليميين".
وأوضحت الصحيفة أنّ "المتحدثين باسم إسرائيل والدول العربية -باستثناء الإمارات العربية المتحدة- رفضوا التعليق أو لم يردوا على طلبات التعليق على الاجتماع"، في حين أنّ "دولة الإمارات العربية المتحدة لم تعلق على المحادثات، بل تناولت موضوع التعاون بشكلٍ واسع".
ونقلت الصحيفة عن الإمارات بياناً قالت فيه: "دولة الإمارات العربية المتحدة ليست طرفاً في أي تحالف عسكري إقليمي أو تعاون يستهدف أيّ دولة بعينها"، علاوةً على ذلك، فإنّ "الإمارات العربية المتحدة ليست على علم بأي مناقشات رسمية تتعلق بأي تحالف عسكري إقليمي من هذا القبيل".
"التوصل إلى اتفاق"
هذا و"جاءت محادثات شرم الشيخ في أعقاب مناقشات سرية في مجموعة عمل منخفضة المستوى بين ممثلين من دول الشرق الأوسط ناقشت سيناريوهات افتراضية حول كيفية التعاون لاكتشاف التهديدات الجوية والدفاع عنها، ضمت مجموعة العمل رئيس التخطيط في القيادة المركزية آنذاك، الميجر جنرال سكوت بنديكت"، بحسب ما ذكرت "وول ستريت جورنال".
وأَضاف تقرير الصحيفة، وفقاً لأشخاص مطلعين على المحادثات: "في محادثات شرم الشيخ رفيعة المستوى، توصل المشاركون إلى اتفاق من حيث المبدأ بشأن إجراءات الإخطار السريع عند اكتشاف تهديدات جوية".
وفي الوقت الحالي، "سيتم تنفيذ هذه الإشعارات عبر الهاتف أو الكمبيوتر ولكن ليس من خلال مشاركة البيانات الرقمية عالية السرعة على غرار الجيش الأميركي"، كما "ناقش المسؤولون الكيفية التي يمكن بها اتخاذ القرارات بشأن القوات التي ستعترض التهديدات الجوية"، بحسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على الاجتماع قولهم إنّ "هذه التفاهمات لم تكن ملزمة"، و"الخطوة التالية هي تأمين دعم القادة السياسيين لتقنين ترتيبات الإخطار وتحديد مصلحة قادة الشرق الأوسط في توسيع التعاون".