لافروف يزور جنوب أفريقيا الأسبوع المقبل لبحث العلاقات المشتركة
وزارة خارجية جنوب أفريقيا تؤكد أنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيزور بريتوريا الأسبوع المقبل لبحث العلاقات المشتركة بين البلدين والتمهيد لعقد القمة الروسية الأفريقية الثانية الصيف المقبل.
أعلنت وزارة الخارجية في جمهورية جنوب أفريقيا، اليوم الثلاثاء، أن وزيرة الخارجية ناليدي باندور ستستقبل، الإثنين المقبل، نظيرها الروسي سيرغي لافروف، لإجراء محادثات ثنائية وبحث قضايا مشتركة.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية أنه " من المقرّر أن تستضيف وزيرة العلاقات الدولية والتعاون، ناليدي باندور، وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، يوم الإثنين 23 كانون الثاني/يناير، في بريتوريا لإجراء محادثات ثنائية".
ويأتي ذلك تأكيداً لتصريحات لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، بأن وزير الخارجية لافروف "سيقوم في الفترة من كانون الثاني/يناير إلى شباط/فبراير من العام المقبل، بزيارتين إلى القارة الأفريقية تتضمنان زيارة ثماني دول، بما في ذلك المغرب".
وأوضح بوغدانوف كذلك أنه "من المقرر هناك أن تجري اتصالات ثنائية مع وزراء خارجية الدول العربية، بما فيها طبعاً، دول شمالي أفريقيا العربية".
وكان الكرملين قد أعلن مؤخراً أنه سيكرّس الشهر الجاري والمقبل لتنظيم القمة الروسية الأفريقية الثانية، كما أعلنت مؤسسة "روس كونغرس" الروسية، المسؤولة عن تنظيم المؤتمرات، الإثنين الماضي، أنّ "القمة الروسية الأفريقية الثانية ستعقد 26 إلى 29 تموز/يوليو المقبل".
وأكّد بيان المؤسسة أنه "تمّ التخطيط لجدول أعمال مزدحم لعام 2023، إذ ستُعقد في الفترة من 26 إلى 29 تموز/يوليو القمة والمنتدى الاقتصادي الروسي الأفريقي الثاني".
اقرأ أيضاً: بوتين: روسيا والدول الأفريقية تستطيع تعزيز الأمن والاستقرار في العالم
الزيارة الثانية لأفريقيا خلال 6 أشهر
وكان وزير الخارجية الروسي أجرى، في تموز/يوليو الفائت، جولة رسمية على مجموعة من الدول الأفريقية شملت مصر وإثيوبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو، ناقش لافروف خلالها الأجندة الدولية والإقليمية لروسيا والتعاون الثنائي الروسي الأفريقي، مؤكداً أنّ بلاده "لديها علاقات طويلة الأمد وجيّدة مع أفريقيا، منذ أيام الاتحاد السوفياتي".
وأوضح لافروف أن "موسكو تعمل بنشاط في السنوات الأخيرة على استعادة موقعها في القارة"، مشيراً إلى أن "هذا النهج تشاركها فيه الدول الأفريقية".
وكان رئيس الاتحاد الأفريقي ورئيس السنغال، ماكي سال، أكد أنّ "العقوبات المفروضة على روسيا أدت إلى حرمان الدول الأفريقية من الحصول على الحبوب والأسمدة، الأمر الذي أدّى إلى تفاقم الوضع في مجال الغذاء".
بريتوريا تسلّمت رئاسة مجموعة "بريكس"
وتأتي زيارة لافروف إلى جنوب أفريقيا في موازاة تسلّم بريتوريا مهام رئاسة مجموعة "بريكس" من الصين مطلع العام، والتي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، ومن المتوقع أن تستضيف قمة لـ"بريكس" في آب/أغسطس المقبل.
وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا، الذي سيرأس اجتماعات قادة "بريكس" حتى نهاية العام، إن المجموعة عليها أن تلعب دورا مهما في قيادة عملية على صعيد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، تهدف لإنشاء آليات جديدة لتطوير واتخاذ القرارات، من أجل إقامة نظام عالمي أكثر شمولا وعدلا واستدامة.
اقرأ أيضاً: روسيا في أفريقيا.. تمدّد في مساحات الأطلسي
وكان لافروف أكّد في وقت سابق أنّ روسيا "دعت جميع الدول الأفريقية للمشاركة في القمة"، وذلك بعكس الولايات المتحدة، التي امتنعت عن دعوة بعض الدول التي شهدت انقلابات عسكرية إلى قمة "الولايات المتحدة-أفريقيا، التي جرت في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
ومن جانبه، أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق، أنّ "التعاون مع الدول الأفريقية استراتيجي وطويل الأجل"، وأنّ "تنمية العلاقات مع دول القارة ومنظماتها الإقليمية هي إحدى أولويات السياسة الخارجية الروسية".
واستضافت مدينة سوتشي الروسية، في تشرين الأول/أكتوبر 2019، قمة "روسيا - أفريقيا" الأولى برئاسة مشتركة للرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والمصري عبد الفتاح السيسي، رئيس الاتحاد الأفريقي آنذاك، كما استضافت كذلك المنتدى "الروسي الإفريقي"، في خطوة هي الأولى من نوعها على هذا المستوى في تاريخ العلاقات الروسية الأفريقية.
في المقابل، قالت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، سابرينا سينغ، إنّ البنتاغون يلاحظ ارتفاع "حضور روسيا في شمالي أفريقيا".
كما كشفت واشنطن، في آب/أغسطس الفائت، عن إعادة صياغة شاملة لسياستها في أفريقيا جنوبي الصحراء، بحيث تعتزم "مواجهة الوجود الروسي والوجود الصيني، وتطوير أساليب غير عسكرية ضد الإرهاب"، مؤكدةً أنّ "للولايات المتحدة مصلحة كبيرة في ضمان إبقاء المنطقة مفتوحة ومتاحة للجميع، وأنّ الحكومات والشعوب يمكنها بنفسها اتخاذ خياراتها السياسية".