فوضى الهروب.. الاحتلال يقرّ بأنّ لا مكان يتّسع بعد للمستوطنين الفارّين
الإعلام الإسرائيلي يتحدّث عن وجود صعوبات وفوضى في إخلاء مستوطنات الشمال، فيما استُنفِدت غرف الفنادق لدى الاحتلال، وسط إجلاء مئات آلاف المستوطنين، جنوباً وشمالاً.
أكدت وسائل إعلام إسرائيلية وجود فوضى في عمليات إجلاء المستوطنين من المستوطنات شمالي فلسطين المحتلة، وسط "الكثير من الصعوبات اللوجيستية".
وشدّد مراسل "القناة الـ12" الإسرائيلية في الشمال، غاي فارون، على أنّ "كل المناورات التي حصلت طوال السنوات في الجبهة الداخلية في هذا السياق انهارت"، مشيراً إلى الفشل في إيجاد أماكن لنقل المستوطنين في وقت الحرب.
وقالت القناة إنّ جميع غرف الفنادق في "إسرائيل" امتلأت بالذين فرّوا من المستوطنات، مشيرةً إلى أنّ المزيد سيجري نقلهم.
وأضاف فارون "أنّنا لسنا في حرب ناشطة في الشمال، ولكن يوجد حوادث طوال الوقت"، مؤكداً أنّ الأمر "لا يدار جيداً".
وقالت "القناة الـ 12" إنّ "إيلات قد تنهار تحت العبء"، إذ وصل إليها 60 ألف مستوطن، منذ أن أطلقت المقاومة الفلسطينية ملحمة "طوفان الأقصى"، في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الحالي.
وأضاف الإعلام الإسرائيلي أنّ استعدادات تجري في "إيلات" من أجل إنشاء مستوطنة خيام.
بسبب عدم توفر غرف فنادق خالية.. لن يتم الإخلاء في عسقلان
وعلى الرغم من قرار حكومة الاحتلال إجلاء مستوطنين من عسقلان، أعلنت السلطات الإسرائيلية في المدينة المحتلة "أنّه لا يوجد إجلاء، بسبب عدم توفر غرف فنادق خالية"، وفق ما أوردت "القناة الـ12"، مشيرةً إلى أنّ المستوطنين "غاضبون جداً".
ووفقاً لرئيس "سلطة الطوارئ القومية" في وزارة أمن الاحتلال، استُنفِدت غرف الفنادق لدى الاحتلال، على الرغم من أنّ الإخلاء لم ينتهِ بعد.
واستنفد مستوطنو "كريات شمونة" وحدهم كل الفائض الموجود لدى الاحتلال، بحسب ما قال المسؤول لـ"القناة الـ12"، مشيراً إلى أنّه "من أصل 56 ألف غرفة فندق في إسرائيل، 40 ألفاً منها متاح ومناسب، لعدم وجوده على الحدود الشمالية أو على الحدود الجنوبية".
وتحدّث رئيس "سلطة الطوارئ القومية" عن إجلاء نحو 120 ألف مستوطن، من الشمال والجنوب.
وقالت "القناة الـ12" إنّ 61 ألف مستوطن تم إجلاؤهم حتى الآن من الشمال، حيث أُجلي 23 ألف مستوطن من "كريات شمونة"، و27 ألفاً من المستوطنات المحاذية للسياج.
أما في الجنوب، فأُجلي 40 ألفاً، حيث تم إجلاء 17 ألف مستوطن من مستوطنات غلاف غزة، و23 ألفاً من المستوطنات التي تقع على مسافة 4 إلى 7 كلم من القطاع.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ 200 ألف مستوطن في الجنوب "خارج منازلهم".
بدوره، أشار معلق الشؤون العسكرية في "القناة الـ12"، نير دفوري، إلى أنّ "إخلاء مستوطنات من مسافة 5 كلم عن الحدود الشمالية، وأخرى في الجنوب"، متسائلاً: "ماذا سيحصل إذا انضمت مناطق أخرى الآن؟".
وقالت القناة إنّه "لن يكون هناك مناطق آمنة، إذا قرّر الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، مع قواته دخول الحرب"، وأضاف معلّق الشؤون العربية فيها، أوهاد حامو، أنّ أعداداً ضخمةً من المستوطنين، "من نهاريا وكيلومترات كثيرة جنوبيها، سيضطرون إلى الإخلاء".
يأتي ذلك فيما تستمر المقاومة الفلسطينية باستهداف مستوطنات الاحتلال والمدن المحتلة، ضمن ملحمة "طوفان الأقصى"، في حين تعجز قوات الاحتلال عن السيطرة على مستوطنات غلاف غزة، تزامناً مع استهداف المقاومة الإسلامية في لبنان - حزب الله المواقع التابعة لـ"جيش" الاحتلال، على طول الحدود اللبنانية - الفلسطينية، رداً على اعتداءات الاحتلال.
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أنّ إخلاء المستوطنات شمالي فلسطين المحتلة "يجري بمستوى منخفض"، قائلةً إنّ المستوطنين في الشمال "يهاجمون الحكومة الإسرائيلية على خلفية الإخلاء".
وهاجم رئيس مجلس مستوطنات الجليل الأعلى، غيورا زالتس، حكومة الاحتلال بقوله إنّ "إخلاء مستوطنة كريات شمونة صحيح ومهم، لكنّ حدث الإخلاء يُدار بمستوى منخفض، وبطيء جداً، ومرهق جداً، وهو في الأساس يربك الجمهور كثيراً".
ويستمر التصعيد على الحدود اللبنانية - الفلسطينية وسط تعمّق الخوف الإسرائيلي من توسّع المعركة، فيما وصفت وسائل إعلام إسرائيلية هذا التصعيد بـ"الحرب الحقيقية"، معربةً عن خوفها من أنّ "ما نشهده اليوم مجرد برومو لفيلم سيئ".