أمير عبد اللهيان: جادون بالتوصل إلى اتفاق جيد..والكرة في ملعب واشنطن
وزير الخارجية الإيراني يؤكد أنّ بلاده لن تتردد في التوصل إلى اتفاق نووي "جيد وقوي ومستدام"، ويقول إن "الكرة في ملعب واشنطن".
أكّد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، خلال مقابلة مع وكالة "إيرنا" الرسمية الإيرانية، أنّ طهران جادّة في التوصل إلى اتفاق، وأنها لن تتردد في التوصل إلى اتفاق "جيد وقوي ومستدام".
وبشأن المفاوضات النووية، صرّح الوزير الإيراني أنّه "خلال الأشهر الماضية، حاول وزراء خارجية بعض الدول نقل رسائل من الولايات المتحدة وبالعكس"، مشيراً إلى أنّ "وزير الخارجية العراقي هو أحد هؤلاء".
وتابع: "نحن جادون في التوصل إلى اتفاق، ولن نتردد في التوصل إلى اتفاق جيد وقوي ومستدام"، مؤكداً: "سنواصل جهودنا، ولن نغادر طاولة المفاوضات، وعلى الجانب الأميركي أن يظهر الآن، هل لديه الشجاعة اللازمة لاتخاذ قرار بهذا الشأن أم لا؟".
وتابع: "نحن الآن في مرحلة يتحدث فيها الجانب الأميركي عن حسن النية، وأنّ لديهم الإرادة اللازمة للتوصل إلى اتفاق، ولكن من المهمّ بالنسبة إلينا أن تتمّ ترجمة هذه النيات الحسنة على أرض الواقع"، مضيفاً أنّ "الكرة في ملعب الجانب الأميركي الآن ويجب عليه أن يقرر، لقد تمّ التفاوض بشكل كافٍ".
وأكّد أمير عبد اللهيان أنه "من المهم بالنسبة إلينا هو أننا لا نتفاوض من أجل التفاوض فقط، بل نتفاوض من أجل الوصول إلى النقطة التي سيتمّ فيها رفع العقوبات، وسنكون قادرين على الاستفادة من المصالح الاقتصادية للاتفاق النووي"، مشدداً على أنه "لا نريد أن نلدغ من الجحر مرتين، لذا نحن بحاجة إلى الحصول على مستوى من التأكيد يمنحنا الثقة".
مستمرون في مباحثاتنا مع السعودية
وبخصوص المفاوضات مع السعودية، قال أمير عبد اللهيان: "لقد أنهينا الجولة الخامسة من محادثاتنا في بغداد، وقد تمّ تنفيذ أجزاء من الاتفاقات التي توصلنا إليها هناك والبعض الآخر لم ينفّذ".
وأكّد أن "هناك مقترحاً للبدء في محادثات على مستوى سياسي وعلني مع السعودية في بغداد، وقد قبلنا ووافقنا على هذه الفكرة بشكل عام".
وأضاف: "عندما تكون الرياض مستعدّة لإعادة فتح سفارتها في طهران، وإعادة العلاقات مع طهران إلى حالتها الطبيعية فإننا سنرحب بها، وستستمر مباحثاتنا وفق الشروط للوصول إلى هذه النقطة".
لدينا تعاون دفاعي مع روسيا.. لكننا مع السلام في أوكرانيا
وبشأن الحرب في أوكرانيا، وما يثار عن بيع طائرات إيرانية مسيرة إلى روسيا، أوضح وزير الخارجية الإيراني، أنه "ليست لدينا سياسة تسليح طرف ضد الآخر في حرب أوكرانيا، ونحن نواصل جهودنا لإحلال السلام والاستقرار والهدوء في أوكرانيا".
وأضاف: "لدينا تعاون دفاعي مع روسيا، لكنّ إيران لا تقبل أيّ عمل من شأنه توسيع الحرب، وتكثيف ظروف الحرب في أوكرانيا".
وكان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، قال في مقابلة أجرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أمس الخميس، إنّ "إيران ليست مكاناً للانقلابات العسكرية ولا للثورات الملونة. الشعب الإيراني واعٍ، وهناك فرق بين الاحتجاج و إثارة الاضطرابات والشغب".
وأشار إلى أنّ سلطات بلاده "تصغي إلى مطالب الشعب"، لكنها "تتصرف وفقاً للقوانين مع من يثيرون الشغب، والذين هم تحت تأثير جهات أجنبية"، معتبراً أنّ "ما حدث في إيران مؤسف للجميع".
وأكد أنّ "السلطات في إيران ملتزمة بالكشف عن ملابسات الحادثة، لكنها لن تسمح بأنّ يتأثر أمن إيران بتحريض وسائل الإعلام الأجنبية والسياسات الخارجية"، لافتاً إلى أنّ "الجمهورية الإسلامية تتقبل الاحتجاجات والاعتراضات لكن بوسائل سلمية، وتتصدى لأي أعمال شغب وزعزعة للأمن".
وتابع: "إذا كانت أميركا قلقة على الشعب الإيراني، فلتعلموا أنّه توفي آلاف الأطفال الإيرانيين بسبب العقوبات على الأدوية، ولم تتعاون أميركا لإرسال أدوية لأطفال مرض الفراشة"، مضيفاً أنّ الولايات المتحدة "رفضت إرسال لقاح لإيران خلال وباء كورونا، وكانت تضغط على دول أخرى لكي لا تزود إيران باللقاحات".