طهران تحمّل واشنطن مسؤولية أيّ اعتداء إسرائيلي على برنامجها النووي
إيران ترد على تصريحات أميركية تحدّثت عن ضرورة الحيلولة دون امتلاك إيران سلاحاً نووياً، وترى أن الموقف الأميركي يؤكد "مسؤولية واشنطن عن الأعمال الصهيونية ضد منشآت إيران النووية".
ردّ أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، على حديث مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سولفيان، حول حرية "إسرائيل" بالعمل ضد برنامج إيران النووي.
وقال شمخاني في تغريدة له عبر 'تويتر" أمس الجمعة، إن "الموقف الأميركي يؤكد مسؤولية واشنطن عن الأعمال الصهيونية ضد أشخاص ومنشآت إيران النووية".
قال جاك سوليفان؛ في حال أقدمت #ايران على تصنيع قنبلة نووية، ستدعم امريكا اي قرار اسرائيلي لمواجهة تلك الخطوة. هذا الإعتراف يعني ان #أمريكا كانت وما تزال مسؤولة حتى الآن عن كافة الهجمات الإرهابية للكيان الصهيوني على الأشخاص والمنشآت النووية الإيرانية، وعليها تحمل تبعات ذلك.
— علی شمخانی (@alishamkhani_ir) May 5, 2023
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي، قال الخميس، في كلمة أمام معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إن "بلاده أوضحت لطهران أنها لن تسمح لها بامتلاك أسلحة نووية، وأنها ستقوم بكل الإجراءات اللازمة لمنعها، بما في ذلك الاعتراف بحرية إسرائيل في اتخاذ الإجراءات اللازمة".
كذلك ادّعى سولفيان أن بلاده "ستتخذ الإجراءات الضرورية كافة للحيلولة دون امتلاك إيران سلاحاً نووياً".
اقرأ أيضاً: لوموند: "التقدم الحتمي" للبرنامج النووي الإيراني يحرج الغرب
الوضوح الإيراني مقابل الضباب الإسرائيلي
الجدير بالذكر أن إيران صرّحت غير مرة، أنها تملك القدرة التقنية لإنتاج قنبلة ذرية، لكنها لا تنوي ذلك، كذلك نفت إيران في وقت سابق تخصيب اليورانيوم بنسبة تفوق 60% مؤكدة سلمية برنامجها النووي، وذلك بعد تقرير نشرته وكالة "بلومبرغ" اتهمت فيه طهران بالعمل على أنشطة نووية غير سلمية.
وكان مركز الأبحاث الأميركي "Responsible Statecraft" سلّط الضوء في وقت سابق على التغطية الإعلامية المنحازة باللغة الإنكليزية، والتي تسعى لتُرسّخ في أذهان المشاهدين أنّ إيران تسعى لامتلاك أسلحة نووية.
ويطرح المركز أمثلةً عديدة على التغطية المُنحازة تجاه النووي الإيراني، فيقول إنّه على مدى السنوات الـ 12 الماضية، ذكرت وسائل الإعلام الناطقة باللغة الإنكليزية كلمة "إيران" أو "الإيرانية" جنباً إلى جنب مع كلمة "نووي" أو "ذري" بمعدّل 1.46 مرّة لكلّ مليون كلمة من ورق الصحف.
وأضاف المركز : "يبدو أنّ وجود برنامج نووي مارق مثل الحاصل في إسرائيل، أو وجود خطر على المدن الأميركية من قبل كوريا الشمالية لا يكفي لاحتلال عناوين الصحف، أما إيران، فيمكن خوض حرب كاملة ضدها من أجل برنامجها النووي".
في المقابل، أقرّ رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود باراك بوضوح بحقيقة امتلاك "إسرائيل" أسلحة نووية.
ومن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي أكّدت في وقت سابق امتلاك "إسرائيل" للسلاح النووي أو السعي إليه، ما قاله رئيس حكومة الاحتلال الأسبق دافيد بن غوريون مخاطباً العلماء اليهود المهاجرين من ألمانيا: "أريد منكم أن تهتموا منذ الآن بالأبحاث الذرية، وبإنجاز كلّ ما يمكن إنجازه من أجل تزويد الدولة اليهودية المنشودة بأسلحة نووية".
وتحدّت "إسرائيل" سابقاً، بشكل سافر قرار مجلس الأمن رقم 487 الصادر في حزيران/يونيو 1981، والذي طلب منها أن تخضع على نحو عاجل جميع مرافقها النووية لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
كما أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في 18 أيلول/سبتمبر 2009، قراراً يدعو "إسرائيل" إلى التوقيع على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وفتح منشآتها للتفتيش الدولي، لكن من دون أن تلقى أيّ اهتمام إسرائيلي.
وبشكل شبه يومي، يهاجم مسؤولو كيان الاحتلال، النووي الإيراني على الرغم من سلميته، فيما تكشف التقارير باستمرار امتلاكه للأسلحة النووية والقنابل الذرية، وهو ما يتغاضى عنه الغرب، فيما يدعو الإعلام الغربي واشنطن إلى عدم التغاضي عن النووي الإسرائيلي.