صربيا وكوسوفو.. توتر وإغلاق حدود ودعوات إلى تجنب التصعيد

كوسوفو تؤجل تنفيذ قرار إلزام الصرب الحصول على تراخيص لإدخال سياراتهم إلى أراضيها، ودعوات إلى التهدئة وتجنّب التصعيد.

  • صرب يقطعون الطريق احتجاحاً على قرار كوسوفو (وسائل التواصل الاجتماعي).
    صرب يقطعون الطريق احتجاحاً على قرار كوسوفو (وسائل التواصل الاجتماعي).

على خلفية إغلاق نقطتي عبور حدوديتين بين صربيا وكوسوفو، وقطع مواطنين صرب طرقاً، وإطلاق النار على الشرطة احتجاجاً على صدور أمر بتغيير اللوحات المعدنية الصربية للسيارات المتوجهة إلى كوسوفو، في غضون شهرين، أعلنت كوسوفو، اليوم الاثنين، تأجيل تطبيق القانون مدة شهر.

ويُلزم القانون الجميع، بمن فيهم الصرب الذين يعيشون في كوسوفو، الحصول على بطاقة هوية من إصدار البلد، واستبدال لوحات السيارات الآتية من صربيا المجاورة بأخرى من إصدار كوسوفو.

وسبق أن أعلنت الحكومة الكوسوفية أن على المسافرين القادمين من صربيا، اعتباراً من 1 آب/أغسطس الحالي، تبديل وثائقهم بأخرى شخصية جديدة لدخول كوسوفو والخروج، صادرة من بريشتينا (عاصمة كوسوفو)، وصالحة لمدة 3 أشهر.

رئيس مجلس وزراء كوسوفو، ألبين كورتي، حمّل الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، أمس الأحد، مسؤولية تصاعد التوتر ونشوب صراع محتمل بين الجيش الصربي وشرطة كوسوفو.

فيما قال الرئيس الصربي فوتشيتش، في وقت سابق، إن سلطات جمهورية كوسوفو، المعلنة من جانب واحد، ستتسبب بحظرها على صرب كوسوفو التراخيص الصادرة عن القيادة الصربية بأزمة في الإقليم.

ورفضت وزارة الدفاع الصربية، الأحد، تقارير تحدثت عن "نشر جيشها في كوسوفو وميتوهيا والاشتباك مع شرطة كوسوفو.. وحضت على عدم نشر معلومات مضللة".

وقالت الوزارة في بيان إن "الجيش الصربي لم يتجاوز الخط الإداري، ولم يدخل إقليم كوسوفو وميتوهيا بأي شكل من الأشكال".

وكانت شرطة كوسوفو قد أغلقت، الأحد، الخط الإداري لحركة الركاب والنقل عند نقطتي عبور برنياك ويارين في شمالي الإقليم، بسبب إغلاق الطرق المودية إلى نقطة التفتيش وحضّت المواطنين على استخدام معابر أخرى.

"الناتو" جاهز للتدخل 

البعثة الدولية برعاية حلف شمال الأطلسي (الناتو) في كوسوفو أعلنت من جهتها، استعدادها للتدخل في حالة وجود ما يهدد الاستقرار في شمال البلاد.

وقالت البعثة في بيان، اليوم الاثنين، إن "الوضع الأمني لا يزال متوتراً في المناطق الشمالية لكوسوفو . وأنها تراقب الوضع عن كثب وتقف على أهبة الاستعداد للتدخل في حال تهديد الاستقرار".

وكانت الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للإدارة الموقتة في كوسوفو، كارولين زيادة، قد حضت على تجنّب مزيد من التصعيد في البلاد واستعادة حرية الحركة.

ودعت "الجميع إلى معالجة المشكلات بحسن نية بالحوار الذي ييسّره الاتحاد الأوروبي من أجل تعزيز الاستقرار والأمن للجميع".

روسيا تدعو إلى احترام حقوق الصرب

في المقابل، رأت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن التطورات الأخيرة في كوسوفو دليل على "إخفاق بعثة الوساطة التابعة للاتحاد الأوروبي".

ودعت "بريشتينا ووراءها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى وقف الاستفزازات واحترام حقوق الصرب في كوسوفو".

ووصفت زاخاروفا قرار بريشتينا تطبيق قواعد الاستبدال القسري لوثائق الصرب الشخصية، وأرقام تسجيل الصرب المحليين، اعتباراً من الأول من آب/أغسطس بأنه "خطوة نحو طردهم من كوسوفو".

وتابعت: "يعرف قادة كوسوفو أن الصرب لن يقفوا مكتوفي اليدين عندما يتعلّق الأمر بهجوم مباشر على حرياتهم، وهم يصعدون عمداً من أجل إطلاق سيناريو عسكري، بالطبع، بلغراد هي أيضاً هدف للهجوم الذي يريد منه الغرب تحييدها بشكل إضافي بأيدي ألبان كوسوفو".

وبعد 14 عاماً من إعلان كوسوفو استقلالها عن صربيا، ما زال نحو 50 ألف صربي يعيشون في شمالي البلاد يستخدمون اللوحات المعدنية والوثائق الصربية رافضين الاعتراف بالمؤسسات التابعة للعاصمة بريشتينا. ويعترف أكثر من100 دولة ليس من بينها صربيا وروسيا بكوسوفو دولة مستقلة.

اخترنا لك