"رويترز": باحثون يكتشفون انتشار برامج تجسس إسرائيلية الصنع في أرمينيا
باحثون يؤكّدون استخدام برنامج "بيغاسوس"، الإسرائيلي الصنع، للتجسس على مسؤولين وصحافيين وحقوقين في أرمينيا، ويطالبون بمنع بيع مثل هذه البرامج في مناطق النزاع.
كشفت وكالة "رويترز"، في تقريرٍ نشرته، أنّ برنامج التجسس، "بيغاسوس"، المُصنَّع من جانب شركة "أن أس أُو" الإسرائيلية، استهدف 12 صحافياً وعاملاً في منظمات غير حكومية ومسؤولاً أرمينياً.
وذكرت الوكالة أنّ هذا يُعَدّ أول استخدامٍ موثّق لـ"بيغاسوس" في نزاعٍ عسكري دولي، خلال المواجهات المسلحة، التي دارت بين أذربيجان وأرمينيا بشأن منطقة ناغورنو كاراباخ، المتنازع عليها بين الجانبين، عام 2020.
اقرأ أيضاً: الرئيس الأذربيجاني: بوادر جادة لتطبيع العلاقات مع أرمينيا
وتعرّض نحو 12 صحافياً وعاملاً في منظمات غير حكومية ومسؤولاً أرمينيا لعملية اختراق هواتفهم الخاصة، بواسطة برنامج "بيغاسوس" للتجسس، والتابع لشركة "أن أس أُو" (NSO) الإسرائيلية، في أثناء النزاع مع أذربيجان، وفق تقريرٍ صدر، اليوم الخميس، عن منظمة "أكسيس ناو" (Access Now) الحقوقية.
وقال الباحثون في "أكسيس ناو"، والذين اكتشفوا حالات التجسس، إنّهم يعتقدون أن أذربيجان المجاورة مسؤولة على الأرجح عن نشاط القرصنة، مُرجعين ذلك جزئياً إلى "الأدلة الكثيرة" على أنّ الحكومة الأذرية استخدمت سابقاً نظام "بيغاسوس" ضد خصومها المحليين.
ونفت السفارة الأذرية في لندن، في بيانٍ لها، "مثل هذه الممارسات"، مؤكدةً أنّ حكومة أذربيجان "رفضت الاستخدام المزعوم لبرامج التجسس على أعلى مستوى".
يُذكر أنّه بين المُستهدفين مسؤولة حقوق الإنسان الأرمينية، كريستين غريغوريان، وعدد من الصحافيين في إذاعة "أوروبا الحرة"، وممثل عن الأمم المتحدة، بالإضافة إلى الناطقة باسم وزارة الخارجية الأرمينية، في أثناء النزاع، آنا نغداليان.
وشدّدت "أكسيس ناو" على ضرورة "وقف بيع مثل هذه البرامج ما دامت لا تتوافق مع القانون الدولي"، كما كتبت في تقريرها أنّ "تزويد سلطات أي من البلدين ببرنامج بيغاسوس للتجسس، في سياق نزاعٍ عنيف، ينطوي على مخاطر كبيرة في المساهمة في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وحتى جرائم حرب وتسهيلها".
يُذكر أنّ عدة دعاوى قضائية تمّ رفعها بحق شركة "أن أس أو" الإسرائيلية، التي طورت هذا البرنامج الذي استُخدم على نطاقٍ واسع من جانب أنظمة وسلطات وصفتها بـ"الاستبدادية".
يُشار إلى أنّه، في تموز/يوليو 2021، كشف تحقيق قائمة تضم أكثر من 50 ألف اسم تم التجسس على أصحابها عبر نظام "بيغاسوس"، وبينهم رؤساء دول ومؤسسات دولية.