"ربّي أستودعك أبي".. رسالة طفلة سورية قبل موتها تحت الأنقاض
سوري من جنديرس سلبه الزلزال زوجته ومعظم أبنائه، يقفُ في ذهول أثناء دفنهم في مقبرةٍ جماعية تضمّ الكثير من جثث ضحايا الزلزال.
خلال سنواتِ الحرب على سوريا، حافظ ناصر الوكاع على سلامة أسرته، ولكنّه لم يستطع أن يحميها من الزلزال الذي سلبه زوجته ومعظم أبنائه، وهدم منزله في جنديرس في شمالي غربي سوريا.
رجال الإنقاذ تمكّنوا من إخراج اثنين من أبنائه من تحت أنقاض المنزل خلال الليل. وأظهرت لقطاتٌ مصوّرة الطفلين مُصابين بكدماتٍ ويغطيهما الغبار. كما نجا طفلٌ آخر، لكنّ زوجته وخمسة من أبنائه على الأقل لاقوا حتفهم.
وجلس الوكاع وسط الأنقاض ينعي زوجته وبقية أبنائه محتضناً ملابس أحد المتوفين. وبدأ يتمتم بأسماء أبنائه ذكوراً وإناثاً من دون أن يذكر عددهم بالتحديد في حالةٍ من اليأس والارتباك.
ستبقى إرادة الحياة في سوريا..
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) February 10, 2023
أقوى من الزلزال والحرب.#سوريا #زلزال_سوريا #الميادين_Gopic.twitter.com/jPhJEG6w1f
وقال الوكاع: "ارتجّ البيت. نحن متعودين على الحرب، لكن زلزال يعني هذا أمر الله"، مضيفاً: "طلعت وقلت يا رب بس اترك لي واحد. بدي واحد بس من هالولاد".
وبعد وقوع الزلزال، طلب الوكاع المساعدة لإنقاذ أبنائه، وعلم أنّ ولديه فيصل ومحسن قد لقيا حتفهما.
وعُثر على جثتي الابنة الكبرى هبة وأختها الصغيرة إسراء. كانت هبة ميتة وفي حجرها شقيقتها الصغيرة ميتة أيضاً. وعُثر على جثة شقيقة أخرى هي سميحة بالقرب منهما.
وحمل الوكاع معه قُصاصة من الورق كتبتها ابنته الكبرى هبة بخطّ يديها في دفتر عثر عليه مدفونا تحت الأنقاض. وبخط أنيق، كتبت هبة "اللهم إني أستودعك أغلى ما أملك، فاحفظه لي، أنت في حفظ الله وفي قلبي أنا، أبو فيصل (كنية أبيها)".
وفي وقتٍ لاحق، وقف في ذهولٍ أثناء دفن أحد أبنائه في مقبرةٍ جماعية تضمّ الكثير من جثث ضحايا الزلزال.
"تهجرنا ما طلعنا ولا غرض..."💔@nadrfares#الميادين#زلزال_سوريا#زلزال_سوريا_تركيا#زلزال_شرق_المتوسط pic.twitter.com/ZWBeADgsgJ
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) February 10, 2023
وأودى الزلزال في سوريا بحياة نحو 3300 شخصاً، لكن فرق الإنقاذ أكدت أن كثيرين ما زالوا تحت الأنقاض.
وشهدت مدينة جنديرس، على الحدود بين سوريا وتركيا، تدمير العديد من المنازل وانهيار بعضها جزئياً في جيبٍ خارج عن سيطرة الدولة السورية.
وفي جانب آخر من البلدة، انتشل رجال الإنقاذ الطفل أحمد عبد الجبار (5 أعوام) وهو الناجي الوحيد من بين أفراد أسرته المكوّنة من ستة أفراد.
وأمضى أحد أقاربه ويدعى أحمد أبو شهاب ساعاتٍ في رفع الأحجار للوصول إليه قبل نقله إلى سيارة إسعاف.
وقال الصبي وهو يرقد على سريره في مستشفى بالقرب من مدينة أعزاز "كنت أنا وأبي جالسين في غرفة المعيشة عندما سمعت صوت الزلزال".