"ذا إنترسبت": أوكرانيا ستصبح أكبر متلقٍّ للأسلحة الأميركية خلال قرن

يشير مقال في موقع "ذا انترسبت" أنّ أوكرانيا تتجه لتصبح أكبر متلقٍّ للمساعدات العسكرية الأميركية في القرن الماضي، في موازاة شكوك وتساؤلات حول فعالية هذه السياسة التي تتبعها واشنطن.

  • الدعم العسكري لأوكرانيا.. مستوى تاريخي للمساعدات العسكرية الأميركية
    الدعم العسكري لأوكرانيا.. مستوى تاريخي 

منذ بدء الحرب في أوكرانيا في شباط/فبراير، ضخّت الحكومة الأميركية أموالًا وأسلحة لدعم الجيش الأوكراني أكثر مما أرسلته في عام 2020 إلى أفغانستان و"إسرائيل" ومصر مجتمعة، بحسب موقع صحافي أميركي.

وتحدث مقال في موقع "ذا إنترسبت"، نشر اليوم السبت، عن "تقدير بعض المحللين بأنّ الرقم الحقيقي لالتزام الولايات المتحدة تجاه أوكرانيا أعلى بكثير مما يتمّ الإعلان عنه بشكل جزئي، وقد يصل إلى 40 مليار دولار أو 110 ملايين دولار يومياً خلال العام الماضي"، واصفين "حجم وسرعة المساعدة الموجهة إلى أوكرانيا" بأنها "غير مسبوقة"، وأنّ "المشرعين والمراقبين يكافحون من أجل مواكبة ذلك".

ونقل المقال عن آري تولاني، مدير "برنامج الولايات المتحدة لموقع المدنيين في الصراع"، لموقع "ذا انترسبت" الأميركي: "لقد كان من الصعب تتبع من أين تأتي الموارد والدعم".

وبحسب الموقع، يقدّر المحللون أنّ "أوكرانيا هي بالفعل أكبر متلقّ للمساعدة الأمنية والعسكرية الأميركية في أوروبا منذ عام 2014"، وأنها "تسير على الطريق الصحيح لتصبح أكبر متلقي للمساعدة الأمنية الأميركية في  القرن  بأكمله، من الحرب العالمية الثانية إلى جنوب فيتنام إلى الحروب الأخيرة في أفغانستان والعراق".

نتائج متباينة للدعم العسكري الأميركي تاريخياً

وبحسب أليس سبيري كاتبة المقال، فإنّ الدعم العسكري الأميركي تاريخياً طمتباين النتائج"، إذ إنّه "قبل استعادة طالبان السيطرة على أفغانستان العام الماضي - بعد عقدين من الإطاحة بها من السلطة - أنفقت الحكومة الأميركية نحو 73 مليار دولار على شكل مساعدات عسكرية لأفغانستان، بالإضافة إلى مليارات أخرى أنفقت على إعادة إعمار البلاد و 837 مليار دولار أنفقتها على الحرب هناك".

وتابعت: "كانت إسرائيل أكبر متلقٍّ تراكميّ للمساعدات الخارجية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية، بمجموع يصل إلى 146 مليار دولار من المساعدات العسكرية وتمويل الدفاع الصاروخي".

أما بالنسبة لأوكرانيا، فإنه "لا توجد سابقة تذكر للوتيرة السريعة وحجم الإنفاق الأميركي هناك".

وقال ويليام هارتونج، مدير برنامج الأسلحة والأمن في مركز السياسة الدولية، لصحيفة "إنترسبت": "إنها أكثر من المبالغ الهائلة التي دفعتها لأفغانستان بكثير، وأكثر بعدة أضعاف من المساعدة العسكرية لـ"إسرائيل"، ومن الملفت أن التسليح الأميركي يتمّ لبلد توجد فيه دولتان قوميتان في حالة حرب".

وتضمنت الحزم السابقة في الغالب سحب وزارة الدفاع من المخزون الموجود مسبقاً لتجهيز القوات الأوكرانية، ما وصلت قيمته إلى 8.6 مليار دولار من المعدات خلال العام الماضي، وكان سحب 675 مليون دولار الذي أعلنه وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكين هذا الأسبوع هو المرة العشرين التي تلجأ فيها الإدارة إلى هذه السلطة لدعم الدفاع الأوكراني، بحسب الموقع.

ولكن المقال أوضح أنّ "حزمة 3 مليارات دولار التي أعلن عنها الرئيس الأميركي جو بايدن الشهر الماضي تتضمن عقوداً جديدة مع مصنعي الدفاع لإنتاج المعدات التي سيتمّ تسليمها إلى أوكرانيا على مدى شهور وسنوات، تحت عنوان بناء القوة الدائمة لقواتهم لضمان استمرار الحرية والاستقلال للشعب الأوكراني".

الولايات المتحدة تستعد حقاً لحرب طويلة

وبعبارة أخرى، كما قال وكيل وزارة الدفاع للسياسة العامة كولن كال، فإنّ "هذه المساعدة لا تهدف إلى دعم أوكرانيا في معركة اليوم ولكن لسنوات قادمة".

وأضاف أنه يرى أنّ "الولايات المتحدة لا تعرب عن ثقة كبيرة في مهاراتها الدبلوماسية لإنهاء الصراع ، وبدلاً من ذلك تحاول الصمود أكثر من بوتين".

واعتبر باحثون أنّ "التدفق المستمر للتمويل، في ظلّ غياب أي نقاش عام حول ما تفعله الولايات المتحدة في السعي لإنهاء الصراع، يقود إلى الاعتراف بعدم وجود نهاية تلوح في الأفق للحرب، وأنّ الولايات المتحدة ملتزمة بدعم جهود الدفاع الأوكرانية على المدى الطويل بدلاً من السعي إلى إنهاء تفاوضي لها".

وقال ستيفن سملر، من معهد إصلاح السياسة الأمنية، وهو مؤسسة فكرية تختص بالسياسة الخارجية الأميركية، إنّ واشنطن "تستعد بالفعل لحرب لا نهاية لها في أوكرانيا"، وتابع: "إنهم يقولون نحن نفعل هذا فقط لأن بوتين هو من يصر على القيام بذلك.. لكن في الوقت نفسه، لا يبدو الأمر كما لو أنّ الولايات المتحدة تضع جهوداً كبيرة متسخدمة مهاراتها الدبلوماسية لإنهاء الصراع".

الأرقام تثير تساؤلات في واشنطن

وبدأ التعاقب السريع لإعلانات الدعم العسكري لأوكرانيا، إذ طلب بايدن مؤخراً من الكونغرس الموافقة على 13.7 مليار دولار إضافية لكييف هذا الشهر، في إثارة تساؤلات بين المشرّعين.

وحتى الآن ركز معظمهم على "الدعوة إلى آليات إشراف كافية للتأكد من أن الأسلحة محسوبة ولا ينتهي بها الأمر في الأيدي الخطأ، بدلاً من التساؤل عما إذا كان يجب على الإدارة أن ترسل المساعدة في المقام الأول"، علّقت كاتبة المقال.

وأوضح المقال أنّ "هناك نوع من الفقاعة في واشنطن"، وأنّ "الكثير من النقاش في الولايات المتحدة يفتقر إلى رؤية طويلة المدى، فهناك القليل من الوضوح حول كيفية تأثير المساعدة على تطور الصراع"،

وذكر أنّ الأسئلة التي يجب أن تُسأل ترتبط بما "إذا كان هذا النوع من المساعدة فعالاً حقاً، وبالعواقب على الأرض وما إذا كانت ستطيل الحرب"، مؤكداً أنّ "هذه الأسئلة ليست حاضرة في المناقشة السائدة.

وفي وقت سابق، أثار مكتب المفتش العام في وزارة الدفاع الأميركية مخاوف بشأن "الشفافية وإمكانية التتبع" للأموال والأسلحة المخصصة لأوكرانيا، بعد أن سارع الكونغرس إلى تخصيص حزم جديدة من المساعدة الإضافية.

وأوضح أنّ "الحجم الهائل وسرعة إرسال المساعدات إلى أوكرانيا تثير قلق المراقبين من أن آليات المراقبة الحالية المثقلة بالفعل بالمشاكل، لن تكون قادرة على المواكبة"، وذلك بعدأن تحدثت موسكو عن أنّ أسلحة المساعدات الأميركية لأوكرانيا تباع في السوق السوداء.

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك