حمدان: واشنطن تمهل الاحتلال لارتكاب الجرائم.. وحكم غزة لن يكون إلا فلسطينياً خالصاً
مؤتمر صحافي للقيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، يتحدّث فيه عن آخر التطوّرات في شمال قطاع غزّة وما يتعرّض له من حصار وإبادة، مؤكداً خيارات الشعب الفلسطيني تزامناً مع زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن.
قال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، إنّ شمالي قطاع غزّة يشهد "جرائمَ مُمنهجة تقع ضمن أعمال الإبادة الجماعيّة، وتشمل الإعدام الميداني والقتل المتعمّد للمدنيين، والاعتقال والإخلاء القسري باستخدام القوَّة وتحت وطأة المجازر والقصف الوحشي، والتجويع، والحصار، والهجوم على المستشفيات، وقصف المنازل وتدميرها، ورفض إدخال المساعدات والوقود".
وتابع حمدان، أنّه "لليوم الثامن عشر على التوالي يواصل كيان الاحتلال تشديد الحصار المُطبق على محافظة شمال قطاع غزَّة، وخاصة في جباليا وبيت لاهيا، بهدف تهجير شعبنا وإبادته، وخلق واقع جغرافي وديموغرافي جديد، وذلك ضمن ما بات يعرف بخطة الجنرالات".
وخلال مؤتمر صحافي عقده القيادي في حماس، الثلاثاء، شدّد على التذكير بأنّ الاحتلال "يرفض على مدار ثمانية عشر يوماً كلّ المطالبات والمناشدات الأمميّة الداعية إلى إدخال الوقود للمستشفيات والغذاء والدواء، كما يرفض طلبات إنقاذ العالقين تحت الأنقاض، فجثث الشهداء والجرحى في الطرقات، وسيارات الإسعاف تُمنع بالنار من الوصول إليهم".
وأدّى ذلك إلى "موت مئات المرضى والمصابين وخلق ظروف غير إنسانيّة وغير مسبوقة تهدّد حياة الآلاف، ومنع أيّ فرصة للحياة لنحو 150 ألف مواطن بقوا في منازلهم، ممَّا يجعلهم عرضة للموت البطيء".
وأضاف حمدان أنّ "الممرّات الممتدة من شمال إلى جنوب قطاع غزّة والتي يدّعي الاحتلال أنها آمنة، تحوّلت إلى مصيّدة لاستهداف أهلنا، بينهم نساء وأطفال، للإعدام الميداني أو الاعتقال أو التعذيب الوحشي".
وأعلن القيادي في حماس، ارتقاء أكثر من 700 شهيد خلال هذه المدّة، وذلك "دون احتساب من هم تحت الأنقاض أو لا تصل لهم سيارات الإسعاف، والعدد مرشّح للارتفاع، في ظلّ تصعيد جيش الاحتلال كل أنواع جرائم الإبادة الجماعيّة والمجازر".
اقرأ أيضاً: قصف يطال كافة مناطق قطاع غزة.. وأكثر من 700 شهيد في مجزرة الاحتلال المتواصلة شماله
وكان آخر هذه المجازر المروّعة، "استهداف الاحتلال مركز إيواء تابعاً للأونروا بمخيم جباليا، واستهداف نازحين في شوارع بيت لاهيا واستشهاد أكثر من 12 مواطناً، والقصف الوحشي بالمدفعيّة والمسيّرات للنازحين، حيث ارتقى نحو 50 شهيداً في قطاع غزَّة منذ فجر اليوم".
ورأى حمدان، أنّ "الإبادة الجماعيّة التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزّة أمام مرأى ومسمع العالم لهي وصمة عار على جبين كلّ الصامتين والمتقاعسين والمتخاذلين في التحرّك لوقفها".
كما "أنَّ استمرار السكوت على دعم الإدارة الأميركيّة وبعض الدول الغربيّة للاحتلال بالمال والسلاح يجعلهم شركاء في جريمة الإبادة الجماعيّة ضدَّ شعبنا".
ودعا أسامة حمدان، المجتمع الدولي ومؤسساته الأممية وعلى رأسها مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدوليّة ومحكمة العدل الدوليّة أن "تضطلع بدورها ومسؤوليّتها في وقف الإبادة الجماعيّة ضد الشعب الفلسطيني، لأنّ مصداقيّتها باتت على محكّ المواثيق والقيم التي قامت عليها".
وحمّل حمدان، الإدارة الأميركيّة وبعض الدّول الغربيّة مسؤوليّة دعم جرائم الإبادة الجماعيّة المتكرّرة التي يرتكبها كيان الاحتلال في كامل قطاع غزَّة مستنداً إلى "ما أكّدته فرانشيسكا ألبانيز، المقرّرة الأمميّة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينيّة".
وتابع، "إنّ الإدارة الأميركيّة تقدّم لكيان الاحتلال مهلة زمنيّة لارتكاب الجريمة بأسوأ صورها من دون عواقب، مما يعمّق من مسؤوليّتها وشراكتها الكاملة في هذا العدوان وحرب الإبادة الجماعيّة ضد شعبنا".
وفي هذا السياق، ومع جولة جديدة لوزير الخارجية الأميركي "بلينكن" للمنطقة، أعرب حمدان عن موقف حركة حماس، وهو أنّه "من حقّ شعبنا اتّخاذ خياراته كافة بإرادته الحرَّة المستقلّة، وهو منْ يقرّر تفاصيل وأجندات اليوم التالي للحرب، والذي لن يكون إلّا فلسطينياً خالصاً، وليس وفق المقاس الإسرائيلي والرغبة الأميركيّة".
كما أكّد حمدان، أن "شعبنا سيواصل صموده وثباته على أرضه ومقاومته هذا العدو الصهيونازي حتى تحقيق مطالب شعبنا بوقف العدوان والانسحاب الكامل من قطاع غزّة وكسر الحصار وإعادة الإعمار وتحقيق صفقة تبادل جادة."
ودعا حمدان، الدول العربيّة والإسلاميّة إلى تحمّل مسؤوليّاتها و"استخدام مقدّرات أمتنا التي تؤلم هذا العدو وتكبح إرهابه ومخططاته العدوانيّة التي لن تتوقّف عند حدود فلسطين".
وذلك لأنّ "العجز العربي والإسلامي عن التحرّك العملي والجاد لوقف المذبحة المستمرة ضدَّ أبناء شعبنا منذ عام كامل، على الرّغم من حجم بيانات الإدانة والاستنكار الصادرة، شجّع العدو الصهيوني على مواصلة حربه وعدوانه دون توقّف".
مطالباً إيّاهم، بـ "الدعوة لانعقاد مجلس الأمن الدولي بشكل عاجل، والضغط لصدور قرار دولي بوقف العدوان وحماية شعبنا، من المجازر الصهيونيّة".
كما طالب الأمين العام للأمم المتّحدة بتوجيه دعوة عاجلة لوقف الإبادة الجماعيّة في المنطقة الشمالية من قطاع غزّة.
وجدّد حمدان، دعوته إلى "جماهير أمتنا العربيّة والإسلاميّة والأحرار في كل العالم، من أجل تصعيد وتفعيل كلّ أشكال حراكهم الجماهيري، في كلّ العواصم والساحات".
داعياً إلى المشاركة الفاعلة في الضغط على الإدارة الأميركيّة وكل الدّول الداعمة والمؤيّدة للاحتلال، "عبر حصار سفاراتهم حول العالم لفضح دعمهم الاحتلال وتجريم سياستهم".
وختم القيادي في حماس، أسامة حمدان مؤتمره قائلاً: "إنّ العالم الذي يقف خاشعاً عند ذكر جريمة الهولوكوست التي لم يرها، عليه أن يجيب اليوم عن موقفه من الهولوكوست الجديد الذي يراه في بثّ حيّ ومباشر".