جنرال أوكراني: دبابات القتال الغربية فشلت في مواجهة حقول الألغام الروسية
جنرال أوكراني الكبير يقرّ بأنّ دبابات القتال الغربية وعربات المشاة القتالية المقدمة إلى أوكرانيا أثبتت عدم فعاليتها في مواجهة حقول الألغام الروسية متعددة الطبقات جنوبي البلاد.
أقرّ الجنرال الأوكراني، أولكسندر تارنافسكي، بأنّ دبابات القتال الغربية وعربات المشاة القتالية المقدمة إلى أوكرانيا "لم تكن قادرة على اختراق صفوف الألغام الروسية على الخطوط الأمامية، ممّا أدى إلى إبطاء الهجوم المضاد".
وأضاف الجنرال الأوكراني، لشبكة "بي بي سي"، أنّ "الدبابات الغربية أثبتت عدم فعاليتها في مواجهة حقول الألغام الروسية متعددة الطبقات في جنوب أوكرانيا".
وأوضح تارنافسكي أنّ "بعض المركبات تعرّضت لأضرار بالغة، ممّا أجبر الوحدات الأوكرانية على تركها والتقدّم ببطء سيراً على الأقدام، مخاطرةً بالتعرّض لنيران المدفعية".
وتابع أنّ القوات الروسية أظهرت "صفات مهنية" من خلال منع القوات الأوكرانية من "التقدّم بسرعة"، مضيفاً: "أنا لا أستهين بالعدو".
"لا يُمكن إصلاحها"
وعقّبت شبكة "بي بي سي" على تصريحات الجنرال الأوكراني قائلةً إنّ "العديد من المركبات غربية الصنع - بما في ذلك العديد من دبابات ليوبارد ومركبات برادلي القتالية الأميركية - تعرّضت بالفعل لأضرار بالغة".
وأضافت نقلاً عن أحد المهندسين، الذي كان يحاول إصلاح المركبات، قوله إنّ "بعضها لا يمكن إصلاحه، وسيتعيّن إمّا تفكيكها لقطع الغيار أو إعادتها إلى الشركاء".
وقال المهندس، الذي عُرف باسم سيرهي فقط، لـ"بي بي سي": "كلّما تمكّنا من إصلاحها بشكل أسرع، زادت سرعة إعادتها إلى الخطوط الأمامية".
ووفقاً لبيانات مفتوحة المصدر، فإنّ "ما يقرب من ثلث المركبات المدرعة "برادلي" المرسلة إلى أوكرانيا قد توقفت بالفعل".
في هذا الخصوص، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ المقابلات مع القادة والجنود الأوكرانيين الذين يقاتلون على طول الجبهة تشير إلى أنّ التقدّم البطيء يعود إلى مشكلة رئيسية واحدة، هي الألغام الأرضية.
وأوردت الصحيفة أنه "لكسب الأرض، يتعيّن على القوات الأوكرانية أن تشقّ طريقها عبر مجموعة متنوعة وكثيفة من الألغام الأرضية الروسية التي لم تتخيلها أبداً".
وأضافت أنّه "يعوق الجيش الأوكراني نقص الدعم الجوي والشبكة العميقة من الهياكل الدفاعية التي بناها الروس"، مشيرةً إلى أنّ "المجموعة الواسعة من الألغام وأسلاك التعثر والشراك الخداعية والعبوات الناسفة هي التي تعثرت بها القوات الأوكرانية على بعد أميال قليلة فقط من المكان الذي بدأت منه".
وبحسب الصحيفة، "لطالما كانت الألغام عنصراً أساسياً في الحرب الروسية، لكن حقول الألغام جنوبي أوكرانيا شاسعة ومعقدة، تتجاوز ما كان معروفاً من قبل، كما يقول الجنود الذين دخلوها".
الهجوم المضاد لم يحقق أهدافه
وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، قد كشف قبل أيام أنّ "خسائر أوكرانيا، منذ بداية الهجوم المضاد، بلغت أكثر من 26 ألف عسكري، و3 آلاف وحدة من مختلف الأسلحة"، بما في ذلك 1244 آلية مدرعة، بينها 17 دبابة "ليوبارد"، و5 دبابات فرنسية "إيه أم أكس"، و12 مركبة أميركية من طراز "برادلي".
وفي وقتٍ سابق أقرّ وزير الدفاع الأوكراني، أليكسي ريزنيكوف، بأنّ الهجوم المضاد الذي خططت له كييف "لم يحقق أهدافه في الوقت المحدد".
وفي مقابلة مع شبكة "سي أن أن"، عزا ريزنيكوف أسباب بطء وتيرة "الهجوم المضاد" إلى نقص الذخيرة وأنظمة الدفاع الجوي.
وكان موقع صحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، نشر تقريراً بعنوان "الهجوم الأوكراني المضاد يفشل، ولا توجد حلول سهلة"، قال فيه إنّ كييف تشكو أنّها لا تملك قوة جوية، لكن هذا ليس المصدر الحقيقي لمعاناتها الأخيرة مع الهجوم الروسي، بل يوجد عدد من الأسباب الأكثر أهمية.
ويضيف تقرير الصحيفة البريطانية أنّ "أوكرانيا (مقارنةً بروسيا) أقلّ عدداً في كلّ القدرات العسكرية، ويعني النقص الحاد في العربات المدرعة أنّ كييف تقترب من هذا الهجوم المضاد بحذر شديد، فلقد تمّ تدمير عدد من الدبابات ومركبات المشاة القتالية، التي زوّدها بها الناتو بالفعل. وبالتالي، فإنهم يحتجزون معظم هذه الأصول المتبقية لتجنب مزيد من الخسائر".
في السياق نفسه، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، بأنّ المسؤولين العسكريين الغربيين كانوا على علم، قبل بدء الهجوم الأوكراني المضاد، بأن كييف "لا تملك قدراتٍ تدريبية أو أسلحة أو قذائف كافية لمواجهة القوّات الروسية".
وقبل يومين، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فشل الهجوم الأوكراني المضاد، مشيراً إلى أنّ الجيش الأوكراني دمّر عدداً قياسياً من المعدات الغربية.
وأشار الرئيس الروسي، في خطاباته الأخيرة، إلى أنّ القوات الأوكرانية لم تنجح حتى الآن في تحقيق أي تقدّم حقيقي على أي محور، وبالمقابل تكبدت خسائر فادحة في قواتها.
وفي 9 تموز/يوليو الجاري، أقرّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زييلينسكي، بأنّ وتيرة الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية "ليست كما كان متوقعاً"، وتابع: "نريد جميعاً أن يحدث هذا بشكلٍ أسرع. كل يوم يعني خسائر بين الأوكرانيين".
يُذكر أنّ الهجوم المضاد، الذي تحدثت عنه السلطات الأوكرانية منذ فترة طويلة، بدأ في 4 حزيران/يونيو، على محاور واسعة جنوب دونيتسك وزاباروجيا وأرتيوموفسك، وحتى الآن، تركّز الهجوم الرئيسي للقوات المسلحة الأوكرانية على قطاع زاباروجيا جنوباً في اتجاه القرم.