الاستخبارات الأميركية تتوقع فشل هجوم أوكرانيا: روسيا تجاوزت التوقعات

صحيفة أميركية أكّدت أنه "إذا ثبت فشل الهجوم المضاد، سيعني أنّ كييف لن تحقق هدفها الرئيسي المتمثل في قطع الجسر البرّي الروسي إلى شبه جزيرة القرم هذا العام".

  • دبابة أوكرانية من طراز تي-80 في منطقة العمليات
    دبابة أوكرانية من طراز تي-80

أفادت صحيفة "واشنطن بوست"، في تقرير، اليوم الجمعة، بعنوان "أوكرانيا ستفشل في تحقيق الهدف الرئيسي للهجوم، تقول الاستخبارات الأميركية"، بأنّ تقييمات استخباراتية سرية أميركية تتوقع فشل الهجوم الأوكراني المضاد في تحقيق هدفه الرئيسي بالوصول إلى مدينة ميليتوبول جنوبي شرقي البلاد.

وأضافت الصحيفة أنه "بالنتيجة، إذا ثبت ذلك، سيعني أنّ كييف لن تحقق هدفها الرئيسي المتمثل في قطع الجسر البرّي الروسي إلى شبه جزيرة القرم هذا العام".

وأشارت الصحيفة الى أن هذا التقييم المحبط يستند إلى الكفاءة الروسية في الدفاع عن الأراضي التي سيطرت عليها  من خلال حقول الألغام والخنادق. 

ومن المتوقع ان يؤدي هذا التقييم  الى توجيه أصابع الاتهام لكييف في العواصم الغربية، لمسؤوليتها عن فشل الهجوم المضاد، برغم إنفاق عشرات المليارات من الدولارات من الأسلحة والمعدات العسكرية الغربية في سبيل تحقيق أهداف الهجوم.

إذ أكّد مسؤولون أميركيون أن القوات الأوكرانية، التي تتجه نحو ميليتوبول من بلدة روبوتين على بعد أكثر من 50 ميلاً، ستبقى على بعد عدة أميال خارج المدينة، وهو ما أكّده المسؤولون الحكوميون الأميركيون والغربيون والأوكرانيون الذين تمّت مقابلتهم أثناء إعداد التقرير، فيما امتنع مكتب مدير الاستخبارات الوطنية عن التعليق.

وتعدّ ميليتوبول (على الخريطة) بالغة الأهمية للهجوم المضاد الأوكراني، لأنها البوابة إلى شبه جزيرة القرم، وتقع المدينة عند تقاطع طريقين سريعين مهمين وخط سكة حديد يسمح لروسيا بنقل العسكريين والمعدات من شبه الجزيرة إلى الأراضي الأخرى في جنوبي أوكرانيا.

وحتى الآن، يبقى التقدم الأوكراني، حتى بحسب الجهات الغربية المنحازة إلى طرف كييف، طفيفاً وهامشياً، وبعيداً بشكل كبير عن توقعات الغرب وتهديدات كييف.

  • خريطة نشرتها واشنطن بوست تظهر حجم التقدم الأوكراني (اللون الأصفر) خلال أكثر من شهرين على الهجوم المضاد
    خريطة نشرتها واشنطن بوست تظهر حجم التقدم الأوكراني (اللون الأصفر) خلال أكثر من شهرين على الهجوم المضاد

اقرأ أيضاً: "الناتو": انضمام كييف إلى الحلف ممكن في مقابل التنازل عن أراضٍ لروسيا

وكانت أوكرانيا شرعت في بدء هجوم مضاد في أوائل حزيران/يونيو، على أمل تكرار نجاحها في دفع الروس، الخريف الماضي، عبر منطقة خاركوف.

ولكن، في الأسابيع الأولى من القتال، تكبدت أوكرانيا خسائر فادحة ضد الدفاعات الروسية المعدة جيداً، على الرغم من امتلاكها مجموعة من المعدات الغربية المكتسبة حديثاً، بما في ذلك مركبات برادلي القتالية الأميركية ودبابات "ليوبارد 2" الألمانية الصنع ومركبات متخصصة لإزالة الألغام.

توقعات غربية غير متفائلة

وقال مسؤولون أميركيون وغربيون إنّ "المناورات الحربية المشتركة التي أجرتها الجيوش الأميركية والبريطانية والأوكرانية توقعت مثل هذه الخسائر، لكنها تصورت أن تقبل كييف الخسائر باعتبارها تكلفة اختراق الخط الدفاعي الرئيسي لروسيا.

وقد كرست كييف مؤخراً المزيد من الاحتياطيات للجبهة، بما في ذلك وحدات سترايكر وتشالنجر، لكنها لم تخترق بعد الخط الدفاعي الرئيسي لروسيا.

من جهته، قال روب لي، المحلل العسكري في معهد أبحاث السياسة الخارجية، إنّ "الطريق إلى ميليتوبول يمثل تحدياً كبيراً" في وقت تمتلك فيه روسيا ثلاثة خطوط دفاعية رئيسية هناك، ثم مدناً محصنة بعد ذلك.

وأضاف: "إنه ليس مجرد سؤال حول ما إذا كان بإمكان أوكرانيا خرق واحد أو اثنين منها، ولكن هل يمكنهم اختراق الثلاث، وهل لديهم ما يكفي من القوات المتاحة بعد كل هذا الاستنزاف، لتحقيق شيء أكثر أهمية، مثل أخذ مدينة توكماك أو شيء ما بعد ذلك".

ويرفض المسؤولون الأميركيون الانتقادات التي مفادها أن الطائرات المقاتلة من طراز إف-16، أو أنظمة الصواريخ بعيدة المدى مثل "أتاكمز" كانت ستؤدي إلى نتيجة مختلفة، وقال مسؤول كبير في الإدارة إنه "لا تزال المشكلة أن تخترق الخط الدفاعي الرئيسي لروسيا، ولا يوجد دليل على أن هذه الأنظمة ستكون بمثابة الدواء الشافي".

وقال مسؤولون أميركيون إنّ البنتاغون أوصى عدة مرات بأن تركز أوكرانيا كتلة كبيرة من القوات على نقطة اختراق واحدة، على الرغم من أن أوكرانيا اختارت استراتيجية مختلفة.

ولكن الجنرال مارك ميلي، قائد الأركان المشتركة الأميركي، اعترف بالوتيرة البطيئة للهجوم المضاد الأوكراني، في مقابل إصراره على أنّ "كييف لن تتوقف عن القتال حتى تتمّ استعادة كلّ أراضيها، وأضاف: "لا يهمنا كم من الوقت سيستغرق الأمر".

دفاعات روسيا تجاوزت التوقعات

وأشار المسؤولون الأوكرانيون في جلساتهم الخاصة، بحسب "واشنطن بوست"، إلى أنّ "التوقيت يعتمد على مدى سرعة اختراق القوات لحقول الألغام"، وهي عملية صعبة أدت إلى إجهاد موارد إزالة الألغام للجيش عبر مساحة واسعة من الأراضي، حيث يتفق المحللون على أن روسيا "تجاوزت التوقعات عندما يتعلق الأمر بكفاءتها في الدفاع عن الأراضي".

كما أوضح مسؤولون أميركيون أنّ "واشنطن لا تزال منفتحة على كييف، لعلها تفاجئ المتشككين وتتغلب على الصعاب"، معتقدين أنه "من المحتمل أن تتمكن أوكرانيا من تجاوز الأعراف التاريخية ومواصلة الهجوم المضاد خلال فصل الشتاء، عندما يصبح كل شيء أكثر صعوبة".

لكن هذا سيعتمد على عدة عوامل مهمة، مثل مقدار الراحة التي تحتاجها القوات بعد موسم قتال صعب. وقال المسؤول الدفاعي إن ذلك سيعتمد أيضاً على كمية المعدات المتخصصة والملابس الخاصة بالطقس البارد المتوفرة لديهم. لكن قد يتفوق أداء موسكو أيضاً خلال العمليات العسكرية الشتوية.

وختم المسؤول محذراً من أنّ "الروس معروفون بقدرتهم على القتال في الطقس البارد".

اقرأ أيضاً: شويغو: مخزون أوكرانيا العسكري يكاد ينفد وإنتاج روسيا من السلاح تضاعف

 

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك