تركيا: نواصل جهودنا لتطبيع العلاقات مع دمشق على أساس مبدأ حسن النية ودون شروط مسبقة
أنقرة ترحب بجهود روسيا لإقامة علاقات تعاون بين تركيا وسوريا، وتؤكد أنّها ستواصل جهودها لتمهيد الطريق لتطبيع العلاقات مع دمشق.
أكدت وزارة الخارجية التركية أن أنقرة ترحب بجهود روسيا لإقامة علاقات تعاون بين تركيا وسوريا، مؤكدة أنّها ستواصل جهودها لتمهيد الطريق لتطبيع العلاقات مع دمشق على أساس مبدأ حسن النية ومن دون شروط مسبقة.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان مكتوب لوكالة "سبوتنيك" الروسية: "نود أن نرى في سوريا جارة تعيش في سلام مع شعبها ومجتمعها، وتحقق مصالحة وطنية حقيقية من خلال الخطوات التي اتخذتها في إطار المطالب والتوقعات المشروعة لشعبها، والتي تنعكس أيضاً في قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، والتي تؤسس لتحقيق الاستقرار بدلاً من عدم الاستقرار، ليس في تركيا فحسب، ولكن أيضاً في المنطقة التي تشهد تطورات".
الأسد يحدد مطالب سوريا المشروعة للتطبيع مع تركيا
وقبل نحو أسبوع، وفي خطاب الرئيس السوري بشار الأسد أمام مجلس الشعب، وعند تطرقه إلى العلاقة بين سوريا وتركيا، قال: "اللقاءات التي جرت خلال السنوات الماضية بشأن العلاقة مع تركيا لم تحقق أي نتائج"، لكن "الوضع الراهن المتأزم عالمياً يجعل من الضرورة العمل بشكلٍ أسرع لإصلاح ما يمكن إصلاحه بعيداً من آلام الجروح".
وتحدث الرئيس السوري عن المبادرات المتعددة بشأن "العلاقة مع تركيا، والتي تقدم بها أكثر من طرف، هي روسيا وإيران والعراق"، مؤكداً تعامل سوريا مع هذه المبادرات انطلاقاً من مبادئها ومصالحها "التي لا تتعارض عادة مع الدول المتجاورة في حال كانت النيات غير مؤذية".
وأوضح الأسد أنّ "السيادة والقانون الدولي تتوافق مع مبادئ كل الأطراف الجادة في استعادة العلاقة"، وأنّ "مكافحة الإرهاب والانسحاب من الأراضي السورية مصلحة مشتركة للطرفين".
واعتبر الرئيس السوري أن تراجع تركيا عن سياساتها الراهنة ضرورة لتحسن العلاقات معها، مؤكداً أنّ "هذه ليست شروطاً، بل هي حقوق"، وأنّ "كل يوم مضى من دون تقدم كان الضرر يتراكم، ليس على الجانب السوري فحسب، بل على الجانب التركي أيضاً".
وأشار الأسد إلى أنّ "أولى المبادرات مع تركيا كانت منذ 5 سنوات أو أكثر بقليل، وتخللتها عدة لقاءات بمستويات مختلفة"، مذكراً بأن سوريا لم تحتل "أراضي بلد جار كي تنسحب منها، ولم تدعم الإرهاب كي تتوقف عن الدعم"، ولذلك "فالحل هو المصارحة وتحديد موقع الخلل".
اللقاءات التي جرت خلال السنوات الماضية حول العلاقة مع تركيا لم تحقق أي نتائج، ونحن لم نحتل أراضي بلد جار لننسحب ولم ندعم الإرهاب كي نتوقف عن الدعم والحل هو المصارحة وتحديد موقع الخلل
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) August 25, 2024
الرئيس السوري بشار الأسد أمام مجلس الشعب، بمناسبة افتتاح الدور التشريعي الرابع للمجلس… pic.twitter.com/BOvO0zaoNs
وحدد الرئيس السوري متطلبات استعادة العلاقة بـ"إزالة الأسباب التي أدت إلى تدميرها، والحفاظ على الحقوق السورية، وتحديد مرجعية تستند إليها المفاوضات لضمان نجاحها، وضرورة انسحاب تركيا من الأراضي التي تحتلها، ووقف دعمها للإرهاب".
"استعادة العلاقة تتطلب أولاً إزالة الأسباب التي أدت إلى تدميرها ونحن لن نتنازل عن أي حق من حقوقنا، وتحسن العلاقات مع تركيا يتطلب التراجع عن السياسات الراهنة وهذه ليست شروطاً بل حقوقاً"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) August 25, 2024
الرئيس السوري بشار الأسد أمام مجلس الشعب، بمناسبة افتتاح الدور التشريعي الرابع للمجلس… pic.twitter.com/bFDJNnZ9Xi
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أكدت في وقت سابق استعداد موسكو لاستضافة لقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره التركي رجب طيب إردوغان.
وفي سياق متصل، لفتت "بلومبرغ"، في وقت سابق من شهر تموز/يوليو هذا العام، إلى أن أي تطبيع للعلاقات بين تركيا وسوريا من شأنه أن "يشكّل انتكاسة للولايات المتحدة في المنطقة"، كما أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود أوسع نطاقاً تبذلها موسكو وبكين من أجل "تحدّي واشنطن في الشرق الأوسط"، في ظلّ احتفاظ الولايات المتحدة بنحو 900 جندي شمالي شرقي سوريا، من أجل دعم حلفائها الكُرد، "وهو الوجود الذي سعت موسكو ودمشق منذ فترة طويلة إلى إنهائه".