بوتين لماكرون: الرد المكتوب لم يأخذ تحفظات روسيا في الاعتبار
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إنَّ روسيا ستدرس بعنايةٍ ردَّ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على المطالب بالضمانات الأمنية، ومن ثم ستقرر الخطوات المستقبلية.
ناقش الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، مسألة تزويد روسيا بضماناتٍ أمنيةٍ طويلةِ الأجل، ومضمونةٍ قانونياً.
وجاء في بيان الكرملين أنَّ "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى محادثةً هاتفيةً طويلةً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكان الموضوع الرئيسي للمحادثة هو مسألة تزويد روسيا بضمانات أمنية طويلة الأجل ومضمونة قانونياً، وذلك على خلفية المحادثات الروسية-الأميركية الأخيرة في جنيف، واجتماع مجلس روسيا-الناتو في بروكسيل".
وأشار الرئيس بوتين إلى أنّ الجانب الروسي "سيدرس بعناية الردود المكتوبة التي وردت في 26 كانون الثاني/يناير من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، لصياغة اتفاقيات بشأن الضمانات الأمنية، وبعد ذلك سيقرر اتخاذ إجراءات أخرى".
وأضاف البيان: "في الوقت نفسه، تمّ لفت الانتباه إلى حقيقة أنّ ردود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لم تأخذ في الاعتبار المخاوف الأساسية لروسيا، مثل منع توسع الناتو، ورفض نشر منظومات الأسلحة الهجومية بالقرب من الحدود الروسية، فضلاً عن إعادة الإمكانات العسكرية والبنية التحتية للحلف في أوروبا إلى مواقع عام 1997، وهو العام الذي تم فيه التوقيع على القانون التأسيسي لروسيا-الناتو".
كذلك، تم النظر في الوضع حول خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، حيث تمت الإشارة إلى التقارب بين مواقف روسيا وفرنسا، اللتين "تدعمان بنشاطٍ استمرار الجهود الدولية للحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة وتنفيذها، وكذلك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231".
من جهته، أوضح قصر الإليزيه أنَّ ماكرون تحدّث مع بوتين عبر الهاتف لأكثر من ساعة، على أن يُكّلم الرئيس الفرنسي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عند الـ7 مساءً بتوقيت غرينتش.
وأعلن ماكرون، خلال اتصاله ببوتين، أنَّه "يريد إيجاد الوسائل لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية، لا سيّما من خلال إحياء اتفاقيات مينسك للسلام للعام 2015، ضمن الإطار الرباعي لصيغة النورماندي بين روسيا وأوكرانيا، بوساطة فرنسا وألمانيا".
لودريان: بعد تقديم الردود... الكرة أصبحت في ملعب بوتين
وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، اليوم الجمعة، بعد الاتصال بين الرئيسين بوتين وماكرون، إنَّ بوتين "هو من يُحدّد ما إذا كان يريد المواجهة أو التشاور بشأن الأزمة الأوكرانية".
وأضاف لودريان، عبر إذاعة "RTL"، أنَّ "الكرة أصبحت في ملعب بوتين"، بعد يومين من تقديم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ردودهما على الطلبات الروسية بضماناتٍ استراتيجيةٍ، تشمل طلب عدم ضمّ أوكرانيا إلى حلف "الناتو".
وتساءل وزير الخارجية الفرنسي: "هل يُريد الرئيس بوتين أن يؤكّد أنَّ روسيا قوّة عدم توازن، أم أنّه جاهز للعمل على خفض التصعيد؟".
وتابع: "على فلاديمير بوتين أن يُحدّد ما إذا كان يريد المواجهة أو التشاور"، مضيفاً: "نحن مستعدّون للتشاور. لكن يجب أن يكون الطرفان مستعدين ليحصل ذلك".
لافروف: روسيا تريد المسار الدبلوماسي وليس الحرب
بدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، إنَّ روسيا "تريد المسار الدبلوماسي وليس الحرب"، بعد الدعوة الأميركية للعودة إلى طاولة المفاوضات والامتناع عن شنّ هجوم على أوكرانيا.
وأضاف لافروف، في مقابلةٍ أذيعت على عدة محطاتٍ إذاعيةٍ وتلفزيونيةٍ روسية، أنّه "إذا تُرك الأمر لروسيا، لن تكون هناك حرب. نحن لا نريد الحرب. لكننا لن نسمح أيضاً بأن يُستَخفَّ بصلافةٍ بمصالحنا، أو أن يتمَّ تجاهلها".
وأكَّد لافروف أنَّ "المفاوضات مع الغرب بشأن الضمانات الأمنية لم تنته بعد"، محذّراً من أنَّ الولايات المتحدة "تحاول استخدام أوكرانيا لتوتير الأجواء في محيط روسيا".