بوتين: منفتحون على الحوار بشأن أوكرانيا.. ونقيّم إيجابياً رؤية الصين للتسوية

الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يعلن أنّ روسيا منفتحة على الحوار بشأن أوكرانيا، مشيراً إلى أنّ المفاوضات يجب أن تأخذ في الاعتبار "مصالح جميع الدول المشاركة في الصراع".

  • بوتين
    الرئيس الصيني شي جين بينغ مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين (أرشيفية)

أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنّ روسيا منفتحة على الحوار بشأن أوكرانيا، لكن المفاوضات يجب أن تأخذ في الاعتبار "مصالح جميع الدول المشاركة في الصراع".

وقال بوتين في مقابلة مع وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، والمنشورة على الموقع الرسمي للكرملين: "نريد تسوية شاملة ومستدامة وعادلة لهذا الصراع (في أوكرانيا) بالوسائل السلمية".

وأضاف: "نحن منفتحون على الحوار بشأن أوكرانيا، لكن هذه المفاوضات يجب أن تأخذ في الاعتبار مصالح جميع البلدان المشاركة في هذا الصراع، بما في ذلك مصالحنا".

وأشار إلى أنّ المفاوضات بشأن أوكرانيا يجب أن تتضمن محادثات جادة حول الضمانات الأمنية لروسيا من جهة، والجانب المعارض من جهة أخرى.

ولفت بوتين إلى أنّ المشكلة الرئيسية على وجه التحديد لحل هذا الصراع تتمثل في موثوقية أي ضمانات أمنية، لأنّ روسيا بصدد التعامل مع دول تفضّل دوائرها الحاكمة نظاماً عالمياً لا يستند إلى القانون الدولي.

وقال الرئيس الروسي إنّ الخطوات التي اقترحتها بكين لحل الأزمة الأوكرانية يمكن أن تشكّل الأساس للعملية السياسية والدبلوماسية.

وتابع بالقول: "نقيّم إيجابياً مواقف الصين تجاه تسوية الأزمة الأوكرانية. وتدرك بكين جيداً أسبابها الجذرية وأهميتها الجيوسياسية".

وأشار بوتين إلى أنّ الأفكار التي وردت في الخطة الصينية للتسوية في أوكرانيا، والتي تقدّمت بها بكين في عام 2023، "تدل على السعي الصادق لأصدقائنا الصينيين إلى المساهمة في استقرار الوضع".

روسيا والصين

كذلك، أكد الرئيس الروسي أنّ روسيا و الصين لديهما مواقف متطابقة بشأن القضايا الرئيسية على جدول الأعمال الدولي.

وأضاف بوتين أنّ بلاده تؤيد "سيادة القانون الدولي من أجل تحقيق الأمن المتساوي وغير القابل للتجزئة والشامل والمستدام على المستويين العالمي والإقليمي، مع الدور التنسيقي المركزي للأمم المتحدة"، كما ترفض "محاولات الغرب فرض نظام قائم على الأكاذيب والنفاق، وعلى قواعد أسطورية اخترعها مجهول".

وأشار إلى أنّ مستقبل العلاقات بين روسيا والصين تحددها رغبتهما المشتركة في بناء نظام عالمي عادل، والرغبة في التنمية والازدهار.

وأوضح قائلاّ إنّ "الحديث يدور عن الجهود المشتركة لتعزيز السيادة وحماية سلامة الأراضي والأمن، أو بمعنى أوسع - تعزيز تنمية وازدهار روسيا والصين من خلال زيادة التعاون المتساوي والمفيد للجانبين في الاقتصاد والمجال الإنساني، وتعزيز تنسيق السياسة الخارجية لصالح بناء نظام عالمي عادل متعدد الأقطاب"، لافتاً إلى أنّ "كل هذا يحدّد مسبّقاً المستقبل الناجح لشراكتنا الشاملة والاستراتيجية في العصر الجديد" .

كما أكد الرئيس الروسي أنّ موسكو وبكين اتخذتا منذ فترة طويلة خياراً صائباً لصالح إقامة علاقات اقتصادية متساوية ومتبادلة المنفعة، وتعملان على تطوير التعاون في قطاع الطاقة.

وأعاد بوتين إلى الأذهان مضاعفة التبادل التجاري في السنوات الخمس الأخيرة، ليزداد من 111 مليار دولار إلى 227.8 ملياراً، وتحويل 90% من التعاملات التجارية الثنائية إلى العملتين الوطنيتين.

وشدّد على أنّ "العلاقات التجارية والاقتصادية بين بلدينا تتطور بوتائر سريعة وتظهر صموداً مستمراً أمام التحديات الخارجية والأزمات".

وكشف الرئيس الروسي أيضاً أنّ روسيا لديها مهمة وهي أن تكون من أكبر أربعة اقتصادات في العالم، مشيراً إلى أنّ منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس أثبتتا نفسيهما كركائز أساسية للعالم متعدد الأقطاب الناشئ.

كذلك، أكد أنّ روسيا وشركاءها غير راضين عن الوضع في العالم، حيث يرفض الغرب اختيار الشعوب الأخرى لمن تتعاون معه.

يُذكر أنّ الرئيسين الروسي والصيني سيناقشان الوضع في أوكرانيا والشرق الأوسط ومنطقة آسيا خلال محادثات تجمعهما في الصين يومي 16 و17 أيار/مايو الجاري.

ومن المقرّر أي يجري الزعيمان محادثات روسية - صينية في صيغٍ ضيّقة وموسّعة، كما سيبحث الرئيسان أيضاً التعاون الدولي داخل الأمم المتحدة و"بريكس" و"منظمة "شنغهاي للتعاون".

اقرأ أيضاً: "فايننشال تايمز": زيارة بوتين إلى الصين تُظهر أن التهديدات الأميركية مجرد أمنيات

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك