بعد قرارها المتعلق بإيران.. نتنياهو يهاجم الوكالة الدولية للطاقة الذرية
رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، شنّ هجوماً عنيفاً على الوكالة الدولية للطاقة النووية، وذلك على خلفية إغلاق الوكالة أحد ملفات التحقيق الأساسية التي تجري ضد إيران بشأن موقع لتخصيب اليورانيوم.
لا تزال قضية إغلاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية التحقيق في المنشأة النووية - مريفان - في إيران قبل أيام، تلقي بظلالها على كيان الاحتلال الإسرائيلي، إذ رأى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أنّ ما جرى "وصمة عار" على أداء الوكالة، حد تعبيره.
وخلال افتتاح اجتماع الحكومة الأسبوعي، اليوم الأحد، هاجم نتنياهو الوكالة الدولية، متهماً إياها بـ"الخضوع لإيران"، لأنها أغلقت الملف الذي أثاره في خطاب ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر 2019، ودعا فيه إلى تفتيش ما زعم أنّه "مستودع ذري سري" في العاصمة الإيرانية،من دون أن توجّه أي تهمة إلى طهران.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء الماضي، إغلاق التحقيق في المنشأة النووية "المشتبه بها" في إيران.
وفي تقرير جديد وزّعته على أعضاء أمناء المنظمة، ذكرت الوكالة أنّ "إيران قدّمت تفسيرات محتملة لجزيئات اليورانيوم التي تمّ العثور عليها في موقع مريفان غير المعلن عنه في جنوب طهران"، مشيرة إلى أنّه ليس لديها أسئلة مفتوحة بشأن هذه المسألة.
وتعليقاً على هذا الإعلان، كتب الصحافي الإسرائيلي، باراك رافيد، في تغريدة في "تويتر"، إنّ "هذا القرار من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية يشكّل ضربةً قاسية لـ"إسرائيل"، لأنّ المعلومات التي قدّمتها أدّت إلى فتح التحقيق، كما يغلق القرار أحد أهم التحقيقات المفتوحة ضد إيران في السنوات الأخيرة".
والمنشأة المعروفة باسم "مريفان" - جنوب أصفهان - كانت، وفقاً لمزاعم "إسرائيل"، مرتبطة بـ"برنامج أسلحة نووي إيراني".
بدورها، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ إيران "سجّلت انتصاراً مهماً في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في الوقت الذي تضغط فيه إسرائيل على العالم لممارسة ضغط إضافي على إيران".
وقال معلّق الشؤون العربية في قناة "كان" الإسرائيلية، عميحاي شتاين، إنّ "الإسرائيليين كانوا يعتقدون بأنّ هذه هي اللحظة المناسبة للضغط على إيران، لكنّ وكالة الطاقة الذرية قامت بخطوة معاكسة".
"إسرائيل" تتخوف من تهميشها في المفاوضات مع "إيران"
ويأتي ذلك بعدما أكّد مصدر سياسي إسرائيلي، لـ"القناة 12" الإسرائيلية منذ يومين، أنّ محادثاتٍ تجري بين الولايات المتحدة وإيران تتعلق بالعودة إلى الاتفاق النووي الموقّع بين إيران والقوى الغربية عام 2015، والذي خرجت منه الولايات المتحدة في عهد رئيسها السابق، دونالد ترامب.
وقال "مصدر سياسي كبير" للإعلام الإسرائيلي إنّ "التفسير العملي لدى القيادة السياسية في "إسرائيل"، أنّ رئيس وزراء حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لم يُدعَ من جانب الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى واشنطن، كي لا يأتي ويتحدث بخصوص إيران".
وشدّد المصدر على "عدم صحة الحديث" بشأن كون مسألة التعديلات القضائية هي التي "منعت الأميركيين من دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض"، لافتاً إلى أنّ واشنطن "لا تريد سماعه يتحدث عن إيران".
وأضاف المصدر السياسي، الذي تمّ وصفه بـ"الكبير"، أنّ الرئيس الأميركي يريد إبعاد نتنياهو قدر الإمكان عن محادثات تجري فعلاً بين الأميركيين وإيران، وتتعلق بالعودة إلى الاتفاق الذي انسحب منه ترامب.
كما ربطت وسائل إعلام إسرائيلية بين إلغاء وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، زيارةً مقررة لـ"إسرائيل"، ببدء المحادثات الجديدة، وقالت إنّ الأميركيين يحاولون "إزالة قضية النووي الإيراني من جدول الأعمال مع الإسرائيليين حتى الانتخابات".
إعلام إسرائيلي: اتفاق "مرحلي" محتمل بين إيران والغرب
وكان مصدر سياسي قال لصحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية إنّ "الاتفاق المتبلور بين الولايات المتحدة وطهران للرقابة على تخصيب اليورانيوم، إلى جانب التقارير عن استمرار تخصيب اليورانيوم في إيران، وإغلاق الوكالة الدولية للطاقة النووية لملف مريفان، يزيد الاستنفار في إسرائيل".
وقبل أيام، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن وجود مخاوف لدى الاحتلال الإسرائيلي من اتفاق نووي مرحلي بين إيران والغرب، وأشارت إلى أنّ "إسرائيل تخشى أن تجري الولايات المتحدة اتصالات سرية مع إيران للتوقيع على اتفاق نووي جديد ومؤقت من دون موافقتها".
ومنذ بداية الحديث عن إحياء الاتفاق النووي، تشدّد طهران على 4 قضايا أساسية، هي: الضمانات بعد انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي، ورفع العقوبات عن إيران، والتحقق من حدوث هذه الأمور، وإغلاق ملف الادعاءات السياسية للوكالة الدولية للطاقة الذرية.