بعد انهيار "موزارت" الأميركية.. شركات رديفة أمنية وعسكرية تعزز عملها في أوكرانيا
موقع "إنتلجنس أونلاين" يتحدّث عن وجود مستمر ومتزايد للشركات الأمنية والعسكرية الخاصة المتعاقدة في أوكرانيا، وإقبال مرتفع ومُستَغرب على الوظائف، خصوصاً مع الخسائر المتتالية التي تعانيها القوات الأوكرانية وحلفاءها.
كشف موقع "إنتلجنس أونلاين" عن استمرارية عمل عدة شركات أمنية وعسكرية خاصة في أوكرانيا، واتساع دائرة توظيفها جنوداً سابقين، ومتعاقدين أمنيين.
وذكّر الموقع بانهيار مجموعة "موزارت" العسكرية الأميركية، لكنّه أكّد على أنّ شركاتٍ خاصة أخرى، عوضت غيابها، وما زالت تقوم بالتوظيف، وأنّه يوجد طلب كبير على هذه الوظائف، علماً أن شركات من المملكة المتحدة و"إسرائيل" وإستونيا وألمانيا وألبانيا نشطت مؤخراً في أوكرانيا.
ويأتي تواجد الشركات العسكرية المستمر على الرغم من الظروف السيئة التي يواجهها الموظفون، والانهيار الداخلي البارز لمجموعة "موزارت"، التي أغلقت الشهر الماضي، بعد نزاع مرير اندلع بين اثنين من مشاة البحرية الأميركية السابقَين الذَين أسساها .
وكان موقع "ذا إنترسبت" قد ذكر، في كانون ثاني/ يناير الماضي، أنّ مؤسسي مجموعة "موزارت" الأميركية في أوكرانيا يشنون حرباً شخصية "رفيعة المستوى"، فيما بينهم وسط اتهامات بالاحتيال وسوء السلوك الجنسي.
اقرأ أيضاً: الجنود الأميركيون الذين يقاتلون في أوكرانيا يتقاتلون في أروقة المحاكم
وأوضح "إنتلجنس أونلاين" أنّ أنشطة شركة التعاقد العسكري الخاصة "iron navy"، المستمرة بالعمل في أوكرانيا، تُعد مجرد مثال على كيفية استمرار المتعاقدين العسكريين في العمل، وتجنيد أفراد من جميع أنحاء العالم.
صناعة سريّة.. وطلب مرتفع على الوظائف
ونبّه الموقع إلى أنّ العدد الدقيق للأشخاص الذين يعملون لدى الشركات العسكرية الخاصة في أوكرانيا، غير معلوم لأحد، لأنّه لا الحكومة في كييف، ولا حلفاؤها الغربيون، ولا الشركات نفسها، حريصة على تقديم معلومات مفصلة حول هذا الموضوع تحديداً.
وتمَّ الإبلاغ على نطاقٍ واسعٍ أنّ أعداداً كبيرة من المتطوعين الأجانب، وموظفي الشركات العسكرية الخاصة، قد غادروا أوكرانيا، ويرجع ذلك أساساً إلى أنّ الكثيرين كانوا "مغامرين" ولم يفهموا مدى خطورة الموقف.
ويُعتقد أنه لم يتبق أكثر من 5000 عنصر في البلاد، معظمهم منتشرون مع الفيلق الدولي، وعدد أقل مع الشركات العسكرية الخاصة.
ووفق الموقع، يبدو واضحاً من المنشورات على موقع "فيسبوك"، أنّ هناك الكثير من الأشخاص الذين ما زالوا "يبحثون عن عملٍ في أوكرانيا، وكثيرٌ منهم من إفريقيا وأميركا اللاتينية"، ومن الواضح أن هذا يأتي نتيجةً لتناقص فرص العمل، وللأجور المنخفضة في بلدانهم الأصلية، خاصةً وأنّ الشركات العسكرية الغربية الخاصة تدفع للموظفين عادةً ما لا يقل عن 3000 دولار شهرياً.
ما هي الشركات العسكرية الخاصة التي تقوم بأعمال تجارية في أوكرانيا؟
تمكّن "إنتلجنس أونلاين" من تحديد عدد قليل من الشركات التي تواصل العمل في أوكرانيا، على الأقل حتى وقت قريب، مع التأكيد على أنّ معرفة الشركات العسكرية الغربية الخاصة وشركات الأمن الخاصة، التي تعمل في أوكرانيا على وجه التحديد، ليس بالأمر السهل.
وذكر الموقع أنّ شركة "Trojan Tactical Solutions"، والتي تتخذ من ألبانيا مقراً لها، أعلنت في تشرين ثاني/نوفمبر الماضي، على حسابها في موقع "فيسبوك"، أنها توظف مدير أمن أوكراني لعميلها في كييف، دون أنت تحدد العميل الذي كان يعمل لديها، لكنها كشفت عن الاسم في الوصف الوظيفي، وهو مجموعة "Control Risks Group"، والتي يقع مقرها الرئيسي في لندن، ولديها مكاتب في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة والعراق والصين والهند ودبي، وكذلك أوكرانيا.
كذلك، افتتحت "GDC"، وهي شركة "إسرائيلية" مملوكة لموتي كاهانا، مكاتب لها في آب/أغسطس الماضي، على الحدود الرومانية الأوكرانية لجلب وقود الديزل وسلع أخرى، لإدخالها إلى أوكرانيا، كما عرضت الشركة وظائف للاجئين أفغان لقيادة شاحناتها والانتقال إلى رومانيا.
وقال كاهانا إنّ عمله "إنساني بحت" ولا ينقل أسلحة، لكنّ شركة "GDC" تعمل مع وزارة الدفاع الأوكرانية، ومع شركة "كونستيليس" الأميركية التي استحوذت في عام 2014 على أصول الشركة المعروفة سابقاً باسم "بلاك ووتر".
ولفت تحقيق الموقع إلى أنّ شركة أخرى كانت نشطة في أوكرانيا، هي "Global.AG Security & Communication"، والتي تقول على موقعها الإلكتروني إنّها شريك رسمي للبنتاغون ولحلف شمال الأطلسي، علماً أنها أغلقت مكتبها في كييف، لكنّها تحتفظ بقسم على موقعها على الإنترنت حول برامجها في أوكرانيا، كما تجمع الأموال لإرسال المعدات والتكنولوجيا إلى هناك.