بعد أن اقتحمه مستوطنون وأعضاء "كنيست".. "ساديه تيمان" عنوان جديد للانقسام في "إسرائيل"

سجن "ساديه تيمان" السري المستحدث يتحول إلى عنوان جديد للانقسام في كيان الاحتلال، بعد اقتحامه من قبل مستوطنين وأعضاء في "الكنيست" احتجاجاً على توقيف عدد من جنود الاحتياط فيه بتهمة تعذيب أسرى فلسطينيين، تحت وطأة تقارير حقوقية وإدانات دولية.

0:00
  • أسرى فلسطينيون في معتقل
    أسرى فلسطينيون في معتقل "ساديه تيمان" السري (أرشيف)

اعتبر رئيس أركان "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، هرتسي هليفي، أنّ قيام متظاهرين إسرائيليين باقتحام قاعدة "ساديه تيمان" هو "حادث خطير للغاية ومخالف للقانون"، مؤكداً أنه "غير مقبول بأي شكل من الأشكال".

كذلك، دعا مكتب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إلى التهدئة الفورية في "ساديه تيمان"، مديناً اقتحام قاعدة عسكرية.

وأكدت منصة إعلامية إسرائيلية وجود خلاف بين "الجيش" والشرطة الإسرائيليين، على خلفية تأخر الشرطة في الوصول إلى قاعدة "ساديه تيمان"، وعدم تعاملها بشكل صحيح مع اقتحام القاعدة، مشيرةً إلى أنّ "الجيش" يفضّل عدم الدخول في مواجهة مباشرة مع المتظاهرين وترك الأمر للشرطة، بالنظر إلى كون الأمر يقع ضمن مهامها.

وكان متظاهرون إسرائيليون قد اقتحموا القاعدة العسكرية التي تحولت إلى معتقل بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، احتجاجاً على توقيف الشرطة العسكرية جنوداً بشبهة تعذيب أسرى فلسطينيين، من قطاع غزة.

ويأتي ذلك بعد تأكيد صحيفة "يديعوت آحرونوت" أنّ الشرطة العسكرية الإسرائيلية داهمت معتقل "ساديه تيمان"، واستجوبت عدداً من جنود الاحتياط، بعد تقارير حقوقية فلسطينية ودولية عن انتهاكات خطيرة تم ارتكابها بحق المعتقلين في السجن، ومن بينها ارتكاب اعتداءات جنسية خطيرة بحق أحد المعتقلين، مشيرةً إلى أن الشرطة العسكرية أوقفت 10 من هؤلاء الجنود.

ورغم معرفة المسؤولين في كيان الاحتلال أن الإجراء شكلي واضطراري، وقد أتى تحت وطأة الإدانات الدولية، إلا أنه سرعان ما تحول إلى مادة جديدة للانقسام السياسي، فضلاً عن الخلاف الذي تسبب به بين "الجيش" والشرطة.

فقد شارك في اقتحام القاعدة العسكرية التي تحولت إلى معتقل، عدد من أعضاء "الكنيست"، كما استغل وزير المالية في حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش، الحادثة، ليصرح أن "جنود الجيش يستحقون الاحترام وليس التوقيف".

وقال سموتريتش "مشهد عناصر الشرطة العسكرية يصلون لاعتقال جنودنا في ساديه تايمان ليس أقل من أمر مخجل. أوصي وزير الأمن ورئيس الأركان وسلطات الجيش بدعم الجنود وإعطائهم الغطاء الكامل والتعلم من مصلحة السجون".

أما وزير الطاقة في حكومة الاحتلال عن حزب "الليكود"، إيلي كوهين، فقد أبدى بدوره، في منشور عبر حسابه الشخصي على منصة "إكس"، دعمه للجنود المتهمين بتعذيب الأسرى، قائلاً "علينا جميعاً أن نحتضنهم ونحييهم، وليس استجوابهم وإذلالهم".

رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الإسرائيلية من "الليكود"، يولي أدلشتاين، دافع عن الجنود أيضاً في تغريدة له عبر منصة "إكس" قال فيها "لن أستسلم لمشهد اليوم في قاعدة ساديه تيمان، جنودنا ليسوا مجرمين، وهذه المطاردة الدنيئة لهم غير مقبولة بالنسبة لي".

في المقابل، انتقد رئيس المعارضة يائير لابيد اقتحام السجن، قائلاً: "اقتحام ساديه تيمان خطير، إسرائيل في خطر وجودي إذا لم يتم طرد هؤلاء الناس من السلطة ومن حياتنا".

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مواجهات اندلعت بين الجنود وبين محققي الشرطة الإسرائيلية بعد وصولهم الى السجن الذي وصفته بـ"سيء السمعة".

وأشارت إلى أنّ المحكمة العليا الإسرائيلية تنظر في التماس قدمته مؤسسات حقوقية إسرائيلية لإغلاق السجن.

ومنذ بداية العدوان على غزة، حولت قوات الاحتلال الإسرائيلي قاعدة "ساديه تيمان" إلى سجن لاعتقال المواطنين من قطاع غزة، في ظروف غير إنسانية، حيث يبقون مكبلي الأيدي والأرجل ومعصوبي الأعين طوال الوقت، ويتعرضون لتعذيب وحشي، فضلاً عن الإهمال الطبي.

وفي مقالٍ نشرته اليوم، أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أنّ العنف يُستخدم على نطاق واسع ضد المعتقلين الفلسطينيين في سجون "إسرائيل" كافةً.

اقرأ أيضاً: الأعلى في تاريخ الأسرى الفلسطينيين.. ارتفاع عدد شهداء التعذيب في سجون الاحتلال

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك