بريطانيا تسعى إلى تهدئة التوتر في العلاقات مع باريس

على خلفية أزمة إلغاء صفقة الغواصات الفرنسية الموقعة مع الجيش الأسترالي، رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يسعى إلى التهدئة ويقول إن حب بريطانيا لفرنسا "لا يٌقهر".

  • جونسون يحتفل بالذكرى الـ 81 لمعركة بريطانيا في كنيسة بوسط لندن 19 أيلول / سبتمبر (أ ف ب).
    جونسون يحتفل بالذكرى الـ 81 لمعركة بريطانيا في كنيسة بوسط لندن 19 أيلول / سبتمبر (أ ف ب).

أكّد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، سعيه إلى تهدئة التوتر في العلاقات مع باريس على خلفية أزمة إلغاء صفقة الغواصات الفرنسية الموقعة مع الجيش الأسترالي.

وفي تصريح صحفي الأحد، قال جونسون: "نحن فخورون جداً بعلاقتنا بفرنسا. حبّنا لفرنسا لا يُقهر".

وأضاف أن بريطانيا وفرنسا تعملان في عمليات عسكرية مشتركة في مالي ودول البلطيق، كما تتشاركان في برنامج محاكاة للتجارب النووية.

بينما أكّد رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أن فرنسا كانت على علم بمخاوف كانبيرا حيال الغواصات الفرنسية قبل إلغاء الاتفاقية، مشيراً إلى أن غواصات من فئة "أتاك" لم تكن تتوافق مع مصالح بلده الاستراتيجية.

وفي وقت سابق، رفض موريسون انتقادات فرنسية بشأن إلغاء أستراليا صفقة غواصات، قائلاً إنه أثار في محادثات مع الرئيس الفرنسي في حزيران/ يونيو المسألة.

كما أقر موريسون يوم الجمعة بالضرر الذي لحق بالعلاقات بين أستراليا وفرنسا، لكنه أصر على أنه أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أن أستراليا راجعت تفكيرها بشأن الصفقة وقد يتعيّن عليها اتخاذ قرار آخر، بحسب رويترز. 

لكن وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، اعتبر السبت أن ما جرى في قضية الغواصات سيؤثر على مستقبل حلف الأطلسي، واتهم بريطانيا بـ"الانتهازية الدائمة" على خلفية قضية الغواصات مع أستراليا.

يأتي ذلك في وقت جددت فيه وزارة الخارجية الفرنسية انتقادها قرار أستراليا  بعد أن تراجعت عن صفقة لشراء غوّاصات فرنسية بمليارات الدولارات لمصلحة صفقة بديلة مع الولايات المتحدة وبريطانيا.

وأعلنت أستراليا الخميس الماضي، إنها ستلغي صفقة أبرمتها عام 2016 مع مجموعة نافال الفرنسية لبناء أسطول من الغواصات التقليدية، وستبني بدلاً من ذلك ثماني غواصات تعمل بالطاقة النووية على الأقل باستخدام التكنولوجيا الأميركية والبريطانية بعد إبرام شراكة أمنية ثلاثية. 

وأصدر الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، ورئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، في وقت سابق، بياناً مشتركاً أعلنوا فيه عن إقامة شراكة جديدة في مجالي الدفاع والأمن أطلق عليها اسم "AUKUS"، وسيتمثل المشروع الأول في إطارها ببناء غواصات نووية للأسطول الحربي البحري لأستراليا.

وقعت الولايات المتحدة الأميركية اتفاقية أمنية مع كل من بريطانيا وأستراليا، عرفت باسم "أوكوس"، ورغم أنها موجهة ضد الصين بالأساس، إلا أنها أثارت خلافاً دبلوماسياً حاداً مع فرنسا، وتوتراً قد يهز العلاقة الأميركية مع أوروبا كلها وداخل حلف الناتو.

اخترنا لك