باكو تعلن دخول مساعدات إنسانية إلى ناغورنو كاراباخ عبر أذربيجان وأرمينيا
بعد الاشتباكات والخسائر البشرية التي تكبدتها أذربيجان وأرمينيا في خلافهما على ممر لاتشين الذي يربط إقليم ناغورنو كاراباخ بأرمينيا، مسؤول أذربيجاني يعلن بدء دخول المساعدات الإنسانية إلى الإقليم.
أكد مسؤول أذربيجاني، اليوم الإثنين، دخول شاحنات محمّلة بمساعدات إنسانية، إلى إقليم ناغورنو كاراباخ، بعدما تمّ الاتفاق مع الحكومة في باكو على استخدام الطرق التي تربط الجيب بأرمينيا وأذربيجان.
وقال مستشار السياسة الخارجية لرئيس أذربيجان، حكمت حاجييف، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إنه "تمّ ضمان المرور المتزامن لسيارات الصليب الأحمر، عبر ممر لاتشين، الذي يربط الجيب الانفصالي بأرمينيا، وعبر طريق أغدام الذي يربطه ببقية أذربيجان".
Today, around 07.00 a.m., simultaneous passage of ICRC trucks from Agdam-Khankandi and Lachin-Khankandi roads of Azerbaijan have been ensured.
— Hikmet Hajiyev (@HikmetHajiyev) September 18, 2023
Agdam-Askaran-Khankandi road is open and functional and must be as such! It is the principled, just, legitimate, and irreversible… pic.twitter.com/zjwxlH7mWJ
"واشنطن لا تريد حلّ خلاف باكو ويريفان بل إقصاء روسيا من المنطقة"
ورأى رئيس مركز قزوين للتحليل المكاني، إيلغار فيليزاده، اليوم الاثنين، بأن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة في جنوب القوقاز ليس حل التناقضات الأرمينية الأذربيجانية، بل إقصاء روسيا من المنطقة.
ونقلت وكالة "أذرتاج" الأذربيجانية عن فيليزاده قوله: "الحقيقة هي أنه إذا تتبعتم تاريخ مشاركة الولايات المتحدة في السياسة الإقليمية، فمن السهل رؤية أن التركيز الرئيسي كان على الحد من نفوذ روسيا، وخلال فترة الاتحاد السوفييتي، كان الهدف إضعاف نفوذه".
ولفت الخبير الأذربيجاني إلى أنه في عام 1988، حاولت بعض الأوساط السياسية في الولايات المتحدة اللعب علانية بـ "ورقة قره باغ" من أجل إضعاف الاتحاد السوفيتي وإثارة الاشتباكات العرقية.
واختتم الخبير بالقول إن "أذربيجان لا تقبل مثل هذه السياسة وتلفت مرة أخرى انتباه الولايات المتحدة الأميركية إلى حقيقة أن تسوية العلاقات مع اللاعبين العالميين باستخدام "ورقة قره باغ" و قضية أرمن قره باغ، تأتي بنتائج عكسية تماماً، ولا تعود بأي فوائد على أحد، ولا سيما الولايات المتحدة، وقد تفاقم الوضع في المنطقة".
وكانت أرمينيا وأذربيجان، قد أكدتا في مطلع أيلول/سبتمبر الجاري أنهما تكبدتا خسائر بشرية جراء اشتباك على حدودهما المشتركة في شمالي غربي جيب ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه بين البلدين.
وفي منتصف آب/أغسطس الفائت، اتهمت أذربيجان جارتها أرمينيا بتعزيز قواتها على طول الحدود بين البلدين في القوقاز، بهدف القيام باستفزاز عسكري، قائلةً إنه "في الأيام الأخيرة، سجّل نقل كثيف للأسلحة والمعدات والعديد من جانب أرمينيا بهدف تنفيذ عمل عسكري جديد على طول الحدود"، الأمر الذي نفته يريفان.
وكان التوتر بين الجانبين قد تصاعد مؤخراًَ، مع اتهام يريفان لباكو بتعطيل حركة المرور عبر ممر لاتشين، وهو طريق جبلي قصير يربط أرمينيا بالمناطق المأهولة بالأرمن في جيب ناغورنو كاراباخ الانفصالي.
وخاضت أرمينيا وأذربيجان حربين للسيطرة على الإقليم، آخرها في عام 2020. وعادت التوترات إلى التصاعد في مطلع تموز/يوليو الفائت، بعد أن أغلقت أذربيجان حركة المرور عبر ممر لاتشين.