الوضع الميداني في اليوم السابع لـ"طوفان الأقصى": إطلاق يومي لم يقلّ عن 300 صاروخ
اليوم السابع لـعملية "طوفان الأقصى" شهد تطورات مهمة على مستوى الوضع الميداني في قطاع غزة، مع استمرار قصف المقاومة للمدن المحتلة البعيدة والقريبة والمستوطنات ووقوع إصابات مباشرة، مع إدخالها صواريخ ثقيلة إلى المعركة.
شهد اليوم السابع لـعملية "طوفان الأقصى" تطورات مهمة على مستوى الوضع الميداني في قطاع غزة، مع استمرار قصف المقاومة للمدن المحتلة البعيدة والقريبة والمستوطنات، ووقوع إصابات مباشرة، مع إدخالها صواريخ ثقيلة إلى المعركة، ووصول عدد قتلى الاحتلال إلى أكثر من 1500 بينهم نحو 300 جندي قتيل، وأكثر من 2500 جريح.
الصواريخ
على مستوى إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، شهد اليوم الجمعة، استعمال صواريخ ثقيلة في قصف مناطق بعيدة عن قطاع غزة، أبرزها إعلان المقاومة استعمال صاروخ "عياش 250" في قصف مقر القيادة الشمالية في صفد، وهو من الصواريخ البعيدة المدى، التي تملكها كتائب عزالدين القسام، وقد أعلنت وسائل إعلام الاحتلال أنه الصاروخ الأطول مدىً الذي تطلقه المقاومة من غزة.
وتبعد صفد نحو 200 كم عن قطاع غزة، وتعدّ هذه الخطوة تصعيداً نوعياً في عمل المقاومة.
#كتائب_القسام تستهدف مقر قيادة المنطقة الشمالية الصهيونية في صفد المحتلة بصاروخ "عياش 250" #طوفان_الأقصى #الثورة_الكبرى #فلسطين pic.twitter.com/coBctwYMDc
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 13, 2023
كما أطلقت المقاومة رشقات صاروخية ثقيلة باتجاه "تل أبيب"، أصابت أهدافاً في رحوفوت جنوبي المدينة، والتي تبعد أكثر من 50 كيلومتراً عن حدود قطاع غزة.
وقد أصابت صواريخ المقاومة المنطقة إصابات مباشرة، وأوقعت دماراً وإصابات في صفوف المستوطنين، بحسب إسعاف الاحتلال.
كما قصفت المقاومة مستوطنات غلاف غزة و"زيكيم" ومدينتي عسقلان وأسدود المحتلتين بصواريخ مختلفة، تتراوح مدياتها بين 10 و20 كم، بالإضافة إلى قصف مدينة بئر السبع المحتلة بصواريخ تصل مدياتها إلى أكثر من 40 كيلومتراً، وكان لافتاً أنّ الضربة الافتتاحية على عسقلان وحدها كانت بنحو 150 صاروخاً.
واستمرت المقاومة في قصف الاحتلال برشقات ثقيلة حتى الساعات المتأخرة من مساء اليوم الجمعة، كان آخرها استهداف "تل أبيب" ومنطقة "غوش دان" و"ريشون لتسيون" و"هرتسيليا" برشقات صاروخية عند الساعة العاشرة مساءً.
المقاومة تحافظ على معدّل قصف بـ300 صاروخ يومياً
وجاء قصف المقاومة اليوم، ليحافظ على معدّل إطلاق يومي لم يقلّ 300 صاروخ منذ اندلاع المعارك، بعدما سكتت الرشقات الصاروخية منذ 8.30 الساعة مساء أمس بحسب بيانات "كتائب القسام" و"سرايا القدس"، ضمن تكتيكات تعتمدها المقاومة لإراحة الجبهة الداخلية الإسرائيلية واستدراجها إلى الشوارع، بحسب ما نبه إليه مراقبون إسرائيليون.
وكتب الصحافي ألموج بوكير محذراً المستوطنين من أنه "خلال هذه الساعات بالتحديد، ساعات الصمت الطويلة، يكون الوقت المناسب لتكون في أقصى درجات اليقظة، فحماس تتطلع إلى عنصر المفاجأة، ووابل الصواريخ سيأتي في أي لحظة، ويجب البقاء على مقربة من الأماكن المحمية".
ولا يزال عداد القتلى والإصابات الإسرائيلية يتصاعد، حيث لم يجرِ حتى الآن إخلاء معلن لعسقلان ولا لغيرها من المدن، ولكن من الواضح أن هناك نزوحاً واسعاً للمستوطنين من المدينة، فيما تظهر الصور استمرار الإصابات المباشرة.
#كتائب_القسام تعرض مشاهد لإطلاق الصواريخ تجاه المستوطنات الإسرائيلية.#طوفان_الأقصى #الثورة_الكبرى #فلسطين pic.twitter.com/WHmHViccvt
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 13, 2023
استمرار الإصابات المباشرة.. والقبة الحديدية عاجزة
وفقاً لإفادات المراسلين الدوليين المتمركزين في المدينة، فإنّ الرشقات الصاروخية الفلسطينية تصيب أهدافها، ولكنهم لا يستطيعون إعلان ذلك بوضوح بسبب الرقابة الإسرائيلية.
وتواصل القبة الحديدية محاولات التصدي، حيث تظهر صواريخها مع إطلاق المقاومة لرشقاتها، ولكنّ تكتيكات الإطلاق الناجحة للمقاومة عطّلت قدرته على التصدي، بنسب فعالة للقصف الصاروخي، وهو ما يظهر بطبيعة الحال من خلال إصابة المستوطنات والمدن الإسرائيلية.
وسائل إعلام إسرائيلية: "نحو ثلث سكان #عسقلان قد غادروا.. ما زالوا يتلقون وابلاً من الصواريخ والحكومة لا تساعد".
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 13, 2023
#غزة #فلسطين #الثورة_الكبرى #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/dkMAA3u6I2
ومن اللافت أنّ الإسرائيلي لم يعلن، كما كان يفعل في الحروب السابقة، نسبة تصدٍّ عالية للصواريخ، مع كون أرقامه القديمة مشكوكاً في دقتها، ولكنّ الإصابات التي تقع في مدن "تل أبيب" وأسدود وعسقلان المحتلة تظهر ذلك.
وفي الرشقة الافتتاحية للمقاومة، ذكرت "القناة 14" أنّ 5 مبانٍ في سديروت، أصيبت بعد سقوط 7 صواريخ عليها.
مشاهد من الرشقات الصاروخية التي دكت بها سرايا القدس "تل أبيب" والمدن المحتلة ضمن معركة #طوفان_الأقصى.#الميادين #سرايا_القدس #فلسطين #غزة pic.twitter.com/gRLizCYHFe
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 13, 2023
استمرار الاقتحامات والاشتباكات داخل مستوطنات الغلاف
وبالرغم من انقضاء اليوم السابع من عملية "طوفان الأقصى"، وإعلان الإسرائيلي مباشرة بدء عملية تطهير المستوطنات، يتواصل الإبلاغ عن إنزالات واشتباكات في مناطق عدة في غلاف غزة، منها مستوطنة "زيكيم"، وسط تكتّم إسرائيلي كبير، كما أعلن عن استنفار مرتبط بحالة تسلل على بعد 25 كم شمالي القطاع، وتكتم الاحتلال لاحقاً عن التفاصيل.
ويسعى جيش الاحتلال، لسدّ الثغرات التي لا تزال موجودة في محيط قطاع غزة، من دون أن يعلن نجاحه في ذلك حتى الآن.
ولا يشكّل إعلان جيش الاحتلال انخفاض وتيرة عمليات الاقتحام للمستوطنات نجاحاً، بقدر ما يرتبط بقرار المقاومة تخفيض نسبة الاستنزاف البشري لكوادرها النخبويين الذين يقودون هذه الاقتحامات ذات الطابع الاستشهادي، مع ازدياد احتمالات إقدام العدو الإسرائيلي على عملية البرية في القطاع.
اصابات مباشرة بصواريخ المقاومك في تل ابيب#طوفان_الأقصى pic.twitter.com/OQYTal72kT
— Mousa🐧 (@Matb_88_) October 13, 2023
العملية البرية المحتملة
بدأ الحديث الإسرائيلي والدولي يصير أكثر وضوحاً عن تحشيد إسرائيلي كثيف إلى الشمال من القطاع، وهو ما يصرّ سياسيو الاحتلال وقادته الإسرائيليون على التأكيد بضرورة القيام به لاستعادة هيبة جيشها المهزوم.
ويريد قادة الاحتلال العسكريون والأمنيون إظهار أن الجيش تمكن من استرجاع قوته، بعد الهجوم الكاسح للمقاومة الفلسطينية السبت الفائت، والذي أدّى إلى تدمير فرقة غزة في جيش الاحتلال بكاملها بعد مهاجمة جميع مواقعها في الغلاف، وأوقع ما يقرب من 400 جندي إسرائيلي قتلى وأسرى، فضلاً عن مئات الجرحى.
وقد لفتت مصادر للميادين أنّ هذه الأخبار "يجب التعامل معها بحذر، لأنها قد تكون من قبيل الخدعة العسكرية، حيث أنّ الحشود بعيدة عن الغلاف أكثر من 10 كيلومترات، ويمكن أن يحاول العدو خداع المقاومة بشأن اتجاه محور التقدم.
ولكنّ القصف الإسرائيلي، الذي تفاقم بشكل كبير طوال اليومين الخامس والسادس الماضيين، تركز في المنطقة الشمالية، ويبدو أنه يأتي ضمن التمهيد لحرب برية محتملة، يقول الإسرائيليون إنها تهدف إلى استعادة أسراها لدى حماس، مع العلم بأنّ الإسرائيليين أنفسهم خسروا عدداً من أسراهم في قصف شمالي غزة، وصل عددهم إلى أكثر من 20 قتيلاً من أسرى عملية طوفان الأقصى، بحسب إعلام المقاومة الفلسطينية.