النيجر: متظاهرون يعلنون دعمهم للمجلس العسكري في ذكرى الاستقلال عن فرنسا

متظاهرون نيجريون يرفضون أي تدخّل خارجي في بلادهم، ويرفعون شعارات مناهضة لباريس في ذكرى استقلال النيجر عن فرنسا.

  • في ذكرى استقلال النيجر عن فرنسا.. متظاهرون يعلنون دعمهم للمجلس العسكري
    في ذكرى استقلال النيجر عن فرنسا.. متظاهرون يعلنون دعمهم للمجلس العسكري

تظاهر النيجريون، اليوم الخميس، بمناسبة ذكرى استقلال النيجر عن فرنسا، رافعين شعارات مناهضة لباريس.

وأعرب المتظاهرون عن دعمهم للمجلس العسكري الحاكم الجديد، ورفضهم لأيّ تدخّلٍ عسكري خارجي أو وجود عسكري أجنبي في بلادهم.

ونشرت وسائل إعلام محلية في النيجر مقاطع فيديو تُظهر تجمعاتٍ سلمية لآلاف الأشخاص في العاصمة نيامي، وندد المحتجون بالعقوبات التي فرضتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس".

ودعت الحشود لطرد فرنسا وقواتها من بلادهم، رافعين شعارات "إلى الخارج يا فرنسا".

وخلال التجمعات، أعرب المتظاهرون عن امتنانهم لقادة مالي وبوركينا فاسو، بعد إعلانهم أنّ "أيّ تدخّل عسكري ضد النيجر سيكون بمنزلة إعلان حرب ضد البلدين".

ويوم أمس الأربعاء، دعا رئيس المجلس العسكري في النيجر، الجنرال عبد الرحمن تشياني، في خطابٍ مُتلفز بمناسبة عيد الاستقلال جميع المواطنين إلى إظهار دعمهم من دون أيّ عنف.

وأعلن تشياني رفض المجلس عقوبات مجموعة "إيكواس"، وشكر بوركينا فاسو وغينيا ومالي لتضامنهم مع بلاده، مشيراً إلى أنّ العقوبات هدفها "إذلال قوّات الدفاع والأمن في النيجر".

وانطلقت التظاهرات، صباح اليوم الثالث من آب/ أغسطس الجاري، الذي يوافق ذكرى الاستقلال التام للنيجر عن فرنسا في عام 1960.

واتهم العسكريون الذين يتولون السلطة في النيجر فرنسا بالسعي إلى "التدخل عسكرياً" في النيجر، بعدما أطاحوا الرئيس محمد بازوم.

وتحتل النيجر المركز الرابع عالمياً في إنتاج اليورانيوم، فالنيجر تضيء فرنسا باليورانيوم، إذ تُغطي 35% من الاحتياجات الفرنسية من هذه المادة، وتساعد محطاتها النووية على توليد 70% من الكهرباء.

وتضمّ النيجر أيضاً قواعد عسكرية فرنسية، ونحو 1500 جندي فرنسي. وكانت باريس أنهت عملية "برخان"، وسحبت قواتها من مالي بضغطٍ من المجلس العسكري في باماكو.

اقرأ أيضاً: "لو فيغارو": بعد الانقلاب في النيجر.. فرنسا قلقة بشأن إمدادات اليورانيوم

وفي وقتٍ سابق، تحدّث تقرير في وكالة "فرانس برس" الفرنسية عن "نكسة جديدة مُني بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعدما كان يطمح إلى "تجديد" العلاقات مع مالي وبوركينا فاسو والنيجر، في تتالٍ لنكسات في المنطقة الاستراتيجية بالنسبة إلى فرنسا، ما أثار المزيد من التساؤلات حول مصير الوجود العسكري الفرنسي فيها.

وفي وقت سابق،تحدّث موقع "لو بوان" الفرنسي، عن الضرر الذي ألحقه الانقلاب العسكري في النيجر بسياسة فرنسا في الساحل الأفريقي.

وذكر الموقع أنّ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أكد عام 2018 أنّ فرنسا ستظل منخرطة في مواجهة المسلحين في منطقة الساحل "حتى يكتمل النصر"، مضيفاً أنّه "بعد خمس سنوات، وضع الانقلاب الذي تعرّض له رئيس النيجر المسمار الأخير في نعش سياسة ماكرون في جنوب الصحراء الكبرى".

وتُعدُّ النيجر، وهي دولة غير ساحلية في غرب أفريقيا، من أكثر البلدان التي تعاني انعدام الاستقرار في العالم، إذ شهدت أربعة انقلابات منذ الاستقلال عن فرنسا في عام 1960، إضافة إلى العديد من محاولات الانقلاب. وكان آخر الانقلابات في شباط/فبراير 2010 ضد الرئيس مامادو تانجا. 

وتثير الأوضاع في هذا البلد الأفريقي مخاوف بشأن مستقبل البلاد والمنطقة، في وقت تواجه النيجر تحديات أمنية متزايدة، بسبب تهديد الجماعات المسلحة المتنامية في منطقة الساحل، كما تثير قلق الغرب، خصوصاً فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، لا سيما أنّ الرئيس المعزول، يُعدُّ رجل باريس الأول في دول الساحل الأفريقي.

اقرأ أيضاً: انقلاب النيجر.. لماذا يُقلق فرنسا والولايات المتحدة الأميركية؟

اخترنا لك