الكونغو: اشتداد القتال بين الجيش وحركة "أم 23" قبيل محادثات السلام

الاشتباكات بين الجيش الكونغولي ومتمردي حركة "أم 23" تتواصل في عدة جبهات، شرقي جمهورية الكونغو الديموقراطية، قبيل جولة جديدة من محادثات السلام، متوقَّعة الأسبوع المقبل في نيروبي.

  •  الكونغو: اشتداد القتال بين الجيش وحركة إم23 قبيل محادثات سلام
    مجموعة من القوات الكينية التي وصلت إلى الكونغو هذا الأسبوع لدعم الجيش في قتال حركة "أم 23"

تواصلت الاشتباكات بين الجيش الكونغولي ومتمردي حركة "أم 23"، اليوم الجمعة، في عدة جبهات، شرقي جمهورية الكونغو الديموقراطية، قبل جولة جديدة من محادثات السلام، متوقعة الأسبوع المقبل في نيروبي، وفق ما أفادت به مصادر متطابقة.

وأكد مصدر أمني أن جبهة كيبومبا، الواقعة على بعد نحو 20 كيلومتراً شمالي العاصمة الإقليمية غوما، شهدت جموداً الجمعة بعد معارك عنيفة بين الطرفين يوم الخميس.

لكن حدثت مواجهات في الأجزاء الشرقية والغربية من المنطقة التي احتلتها حركة "أم 23" في إقليم روتشورو، حيث تسيطر الحركة على نحو ربع مساحة جنوبي شرقي المنطقة الواقعة عند الحدود مع رواندا وأوغندا.

وأوضح مصدر إداري أنه "اندلعت اليوم (الجمعة) اشتباكات في منطقة تونغو" غرباً في اتجاه إقليم ماسيسي. 

وشرقاً، أكد أحد سكان بلدة نيابانيرا، الواقعة على بعد 40 كيلومتراً من الحدود الأوغندية، "وجود إطلاق نار كثيف"، بينما قال مصدر عسكري في المنطقة نفسها إنه "لم يحدث وقف لإطلاق النار، فالعدو يريد احتلال مساحة أكبر قبل الحادي والعشرين من الشهر الجاري". 

القوات الكينية وصلت.. والجيش يستخدم الطائرات الحربية

وكانت معلومات صحافية أكدت أمس الخميس أن الجيش الكونغولي استخدم طائرتين مقاتلتين، من طراز "سوخوي 25"، في محاربة متمردي حركة "أم 23"، الذين سيطروا في الأيام الأخيرة على قرى جديدة في شرقي جمهورية الكونغو الديموقراطية، على الرغم من الدعوات إلى إلقاء السلاح، وفق ما ذكرت مصادر متطابقة.

وقال أحد سكان كيبومبا، البلدة الواقعة على بعد نحو 20 كيلومتراً شمالي العاصمة الإقليمية غوما، عبر الهاتف، إن "طائرتين مقاتلتين ودبابات قصفت مواقع حركة "أم 23" ظهراً". 

وكانت طلائع الجنود الكينيين وصلت إلى مدينة غوما شرقي جمهورية الكونغو الديموقراطية، السبت، في إطار مهمة لدول شرق أفريقيا لـ"إحلال السلام" في هذه المنطقة المضطربة، بينما تتواصل المبادرات الدبلوماسية، بحسب قولها.

محادثات سلام مبهمة

وأعلنت مجموعة دول شرقي أفريقيا (EAC)، الناشطة  لإحلال السلام في شرقي جمهورية الكونغو الديموقراطية، التي تشهد أعمال عنف تقودها أكثر من 100 مجموعة مسلحة، أن من المقرر أن تبدأ محادثات سلام جديدة في 21 تشرين الثاني/نوفمبر في نيروبي.

ومع ذلك، لم يتمّ تحديد المشاركين. 

وبالإضافة إلى المحادثات في نيروبي، يقود الرئيس الأنغولي جواو لورينسو مبادرة دبلوماسية لعقد اجتماع جديد بين الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي والرئيس الرواندي بول كاغامي، الخميس المقبل في لواندا. 

و"حركة 23 مارس"، التي تُعرف أيضا باسمها المختصر "أم 23"، هي ميليشيا كونغولية مؤلفة من أفراد ينتمون إلى عرقية التوتسي، استأنفت في نهاية العام الماضي القتال، متهمة كينشاسا بعدم احترام الاتفاقات الخاصة بإعادة دمج مقاتليها. 

وفي حزيران/يونيو، استولت الحركة على مدينة بوناغانا الحدودية مع اوغندا. وبعد أسابيع من التهدئة، تقدمت منذ 20 تشرين الأول/أكتوبر موسعةً نطاق سيطرتها.

وترفض الحكومة الكونغولية أي حوار مع حركة "أم 23" وتعدّها "إرهابية"، كما تتهم كينشاسا كيغالي بدعم الحركة. وأشار خبراء في الأمم المتحدة ومسؤولون أميركيون إلى الأمر في الأشهر الأخيرة. 

في المقابل، تتهم كيغالي الكونغو الديموقراطية بدعم القوات الديموقراطية لتحرير رواندا المشكّلة من متمردين هوتو روانديين، شارك بعضهم في الإبادة الجماعية للتوتسي في رواندا عام 1994.

اخترنا لك