القوات الروسية تواصل تقدمها على وقع ضربات للبنى التحتية الأوكرانية
القوات المسلحة الروسية تواصل ضرباتها الجوية الصاروخية للبنى التحتية في كييف ومدن عدة لليوم الثاني على التوالي، ما يشير إلى أنّ الضربة الأولى لم تكن تحذيرية.
الحدث المزلزل في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر، المتمثل بتوجيه ضربة جوية صاروخية واسعة، والتي طالت محطات توليد الطاقة الكهربائية، أدخلت أوكرانيا في ظلام متقطع، إضافة إلى استهداف مراكز صناعة القرار، والقيادة، وأهم مقرات القوات المسلحة الأوكرانية، والأهداف العسكرية والأمنية، إلا أنها تجنّبت ضرب الجسور وسكك الحديد حالياً.
الضربة الروسية لم تنتهِ منذ الصباح وخلال النهار، فالموجة الثالثة من صليّات الصواريخ والضربات الجوية استمرت خلال ساعات الليل. عدد كبير من محطات توليد الطاقة الكهربائية توقفت عن العمل وباتت خارج الخدمة، خصوصاً في العاصمة كييف، وباتت أوكرانيا مهددة بانهيار كامل في مجال التغذية بالطاقة الكهربائية، في حال استمرار الضربات الروسية المحكمة.
وأصيب قطاع المواصلات العامة أيضاً بشبه شلل كامل كذلك، وهو يعتمد على الطاقة الكهربائية، خصوصاً شبكات المترو في كييف وخاركوف والمدن الكبرى.
الأيام القليلة المقبلة ستكشف لنا إن كانت هذه الضربات ستستمر أم أنّها تحذيرية فقط. والشعب الأوكراني اليوم أمام تحدٍّ، وبدأ يبحث عن من يحمّله المسؤولية، و لا يوجد أمامه "أفضل" من الرئيس فولوديمير زيلينسكي، ليلبس هذا الدور هو وفريق عمله.
حجبت أحداث العاشر من تشرين الأول/ أوكتوبر مشهد تطورات وضعية الجبهات، إلا أنّ المتغيرات بدأت تتجه نسبياً لمصلحة القوات الروسية، مع تسجيل بعض الخروقات المحدودة التي حققتها القوات الأوكرانية. فبعد عبورها نهر جيريبيتس في اتجاه مدينة سفاتوفا في جمهورية لوغانسك جنوب شرقي خاركيف، نجحت قوة أوكرانية من السيطرة على المدينة الصغيرة، لكنها لم تتمكن من التوغل أكثر في هذا الاتجاه، إذ واجهتها القوات الروسية بالمدفعية وسلاح الجو الذي أوقف تقدمها بعد تكبيدها خسائر كبيرة، إلا أنّ تلك القوات نجحت في التموضع، حيث من المتوقع أن تتابع محاولة التقدم في الأيام القادمة.
على محاور الاتجاهات الأخرى، لم تتمكن القوات الأوكرانية من تحقيق أي تقدم على الرغم من محاولتها تنفيذ هجوم شمال ضواحي مقاطعة خيرسون، فقد جرى اكتشاف طوابير الهجوم الأوكراني، وتعامل معه سلاح الجو الروسي والمسيرات، ما أدّى إلى إفشاله. كذلك، لم يحصل أي شيء هام على محاور زاباروجيا، في الوقت الذي كانت ترد المعلومات من مختلف الاتجاهات بأنّ طلائع قوات التعبئة الروسية بدأت بالتوافد، وإشغال المواقع المناسبة بعد الإنضمام للتشكيلات المرابطة. وبذلك، تسعى الأركان الروسية إلى مشاركة خبرات القوات المرابطة منذ بداية العملية العسكرية مع أفراد قوات التعبئة من مختلف الاختصاصات.
في الأثناء، تستمر القوات الروسية بالتقدم في اتجاه أرتيوموفسك وباخموت جنوب غربي الدونباس، حيث بدأت القوات الأوكرانية بعملية انسحاب من نقاط تموضعها، في مؤشر إلى ترقّب هجوم روسي واسع في هذا الاتجاه.
القوات الروسية تستفيد من نقص عديد التشكيلات الأوكرانية المرابطة في باخموت وأرتيوموفسك، حيث اضطرت كييف إلى سحب مجموعات من قواتها لدعم هجوماتها في اتجاهي خيرسون وزباروجيا. هذا دليل أنّ التفوق العددي الأوكراني بدأ يتلاشى. كذلك، فإنّ اتجاه غرب دونيتسك عموماً يشهد عملية تقدم روسية متواصلة. في المحصلة، باتت المبادرة الميدانية تميل إلى صالح القوات الروسية التي سجلت خلال الأسبوع الأخير عمليات هجومية أكثر من القوات الأوكرانية.
الصواريخ تنهمر على البنى التحتية الأوكرانية لليوم الثاني
مواصلة استهداف البنى التحتية الأوكرانية لليوم الثاني، أجاب صباح اليوم عن سؤال الأمس، ما إن كانت القيادة الروسية مصمّمة على المضي في إستهداف هذه البنى، أم أنّ الردّ الروسي اقتصر على ضربة واحدة.
في صباح اليوم، انهمرت الموجة الأولى من صواريخ "كاليبرو" وطالت أهدافاً وبنى تحتية حساسة في فينيتسا وزاباروجيا ونيكولايف وكييف وريفني ولفوف وخميلينسكي وأوديسا. وأهم المنشآت التي استهدفت معمل "لادينيجسكايا" الكهروحراري في فينيتسا، فيمت لا يزال القصف مستمراً.
وأبلغت الأركان العامة المسلحة الروسية مكتب الرئيس فلاديمير بوتين أنّ القوات الجوفضائية أطلقت 40 صاروخاً و20 مسيّرة في اتجاه الأهداف المحددة في أوكرانيا. وبدأت العمليات بإطلاق 10 صواريخ من بحر قزوين و10 صواريخ أخرى من ساراتوف.