الفصائل الفلسطينية تستنكر مجزرة الرشيد: تطهير عرقي ضد شعب غزة.. الولايات المتحدة مسؤولة

بيانات متعددة للفصائل الفلسطينية في إثر المجزرة التي نفّذتها القوات الإسرائيلية في شارع الرشيد شمالي غزة صباح اليوم.

  • جثامين عشرات الشهداء الذين ارتقوا في مجزرة الرشيد صباح اليوم (وكالات)
    جثامين عشرات الشهداء الذين ارتقوا في مجزرة الرشيد صباح اليوم (وكالات)

في إثر المجزرة التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في شارع الرشيد شمالي قطاع غزة، والتي راح ضحيتها ما يقارب 100 شهيد، أصدرت الفصائل الفلسطينية المختلفة مجموعة من المواقف والبيانات المستنكرة والمتوعّدة.

حركة حماس: دعوة لشعوب الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم للخروج

أصدرت حركة المقاومة الإسلامية حماس بياناً دعت فيه جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي للانعقاد العاجل لـ"اتخاذ قرارات تلزم الكيان المجرم بوقف القتل الجماعي والتطهير العرقي في غزة".

ودعت الحركة في بيانها الدول العربية بشكلٍ خاص إلى "الخروج عن مربّع الصمت تجاه ما يتعرّض له شعبنا من جريمة إبادة صهيونية والتنفيذ الفوري لقرار القمة العربية الإسلامية في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي".

وإذ حمّلت الحركة "الاحتلال الصهيوني وحكومته الفاشية وجيشه النازي والرئيس بايدن والإدارة الأميركية كامل المسؤولية "عن المجزرة التي نفّذتها قوات الاحتلال في ميدان النابلسي شمالي غزة صباح اليوم"، أكدت "أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة مطالبون بتحمُّل مسؤولياتهم وواجباتهم القانونية في وقف هذا القتل الجماعي لأبناء وشعبنا".

وخُتم البيان بدعوة شعوب الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم "إلى الخروج بفعاليات وتظاهرات شعبية واسعة تنديداً بالمذبحة الصهيونية ضد شعبنا الفلسطيني".

الرئاسة الفلسطينية: المجزرة جزء من الإبادة المستمرة

ودانت الرئاسة الفلسطينية، في بيان لها، "المجزرة البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، بحق المواطنين الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات عند دوّار النابلسي قرب شارع الرشيد في مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة المئات من أبناء شعبنا".

وقالت الرئاسة في بيانها: "إن سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين الأبرياء، الذين يخاطرون من أجل لقمة العيش، يعتبر جزءاً لا يتجزّأ من حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الاحتلال ضد شعبنا. وتتحمّل سلطات الاحتلال الإسرائيلية المسؤولية كاملة والمحاسبة عليها أمام المحاكم الدولية".

وأكدت الرئاسة الفلسطينية أن "هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق أبناء شعبنا منذ بداية العدوان الأخير على شعبنا، والذي خلّف الآلاف من الشهداء والجرحى، أغلبيتهم من الأطفال والنساء"، مشدّدة على أن الصمت الدولي هو الذي شجّع الاحتلال على التمادي في سفك الدم الفلسطيني والقيام بجرائم إبادة غير مسبوقة في التاريخ الحديث.

وشدّدت الرئاسة على "أهمية التدخّل الفوري من العالم أجمع لوقف هذا العدوان، وخصوصاً من الإدارة الأميركية التي توفّر الدعم والحماية لهذا الاحتلال، مشيرةً إلى أن مواصلة هذه المجازر تؤكد بكل وضوح أن الهدف الحقيقي لها هو ذبح الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه، وهو ما لن نسمح به إطلاقاً".

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: الإدارة الأميركية تتحمّل المسؤولية

من جهتها،حمّلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في تصريح صحافي، الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي والنظام الرسمي العربي المسؤولية "عن المجزرة المروّعة التي ارتكبها العدو الصهيوني صباح اليوم الخميس على دوّار النابلسي بحق أبناء شعبنا الجياع الذين كانوا ينتظرون المساعدات، والتي أسفرت عن استشهاد المئات وإصابة الآلاف".

وأكدت الجبهة أن "العدو الصهيوني المجرم يواصل ارتكاب جرائم حرب ومجازر إبادة هي الأكثر دموية ووحشية في التاريخ المعاصر، ويمارس إرهاب دولة منظّماً على مرأى ومسمع من العالم الظالم والصامت، وبضوء أخضر ودعم من الإدارة الأميركية والغرب والمجتمع الدولي، وفي ظل صمت عربي رسمي".

وشدّدت الجبهة على أن "هذه المجزرة الوحشية الجديدة التي ارتكبت بحق آلاف الجياع الذين انتظروا طويلاً، وفي البرد القارس، المساعدات الإغاثية هي دليل جديد على وحشية الكيان الصهيوني، واستمراره بارتكاب حرب إبادة جماعية بحق أبناء شعبنا في القطاع، سواء بسلاح الجوع أو بالقصف".

وشدّدت أن "على المجتمع الدولي وكل المتساوقين والمتخاذلين مع الاحتلال اتخاذ قرار واضح لإلزام الاحتلال بوقف العدوان والقصف وحرب التجويع على شعبنا، وكسر الحصار، وفتح جميع المعابر، وإدخال المساعدات، وخصوصاً لشعبنا في محافظتي غزة والشمال، وضمان حماية المواطنين، لا أن تصبح مناطق إنزال المساعدات الإغاثية محارق لأبناء شعبنا".

وختمت الجبهة بيانها مؤكدةً أن المجتمع الدولي متورّط في هذه المجازر البشعة، والبلدان العربية خذلت الشعب الفلسطيني، وعليهم أن يدركوا أن هذه المجازر وحرب التجويع لم ولن تركع الشعب الفلسطيني أو تضعف إرادة القتال فيه، "وستتحوّل دماء شعبنا وعذابات الجرحى وآلام الجياع إلى لعنة تُطارد الاحتلال وكل المتسبّبين بهذه المعاناة".

الفصائل الفلسطينة المجتمعة في موسكو: ندعو الدول الحرة إلى التحرّك العاجل لوقف العدوان

وفي بيان صادر عن الفصائل الفلسطينية المجتمعة اليوم في موسكو حول "حرب القتل والتجويع ضد أهلنا في غزة والشمال"، اعتبرت الفصائل أن الجريمة البشعة التي ارتكبها "جيش" الاحتلال "بحق المدنيين العزل الذين يبحثون عمّا يسدون به جوعهم وجوع أطفالهم"، تثبت إرهاب الاحتلال، وتؤكد للعالم إصراره على ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، وتتحدى قرارات المحكمة الدولية ومنظمات المجتمع الدولي التي تقف عاجزة عن القيام بأي فعل جاد وحقيقي لوقف جرائم الإبادة الجماعية وإنهاء هذه الحرب التي دمّرت وأحرقت غزة وقتلت أهلها.

وشددت الفصائل الفلسطينية على أن "هذه المجزرة البشعة تمثّل اعتداءً صارخاً وعدواناً على الإنسانية جمعاء، وهي تتجاوز حدود المكان والزمان في بشاعتها، وتضع الضمير الإنساني كله أمام مسؤوليات كبرى لحماية الحق والعدالة الإنسانية في مواجهة الاستباحة والتغوّل الصهيوني المحمي من قبل الإدارة الأميركية التي تمنح الجرائم والمجازر الصهيونية الغطاء والدعم الكاملين".

 وأضاف البيان: "إننا في القوى الوطنية والإسلامية، ندعو شعوب العالم وحكومات الدول الحرة إلى التحرّك العاجل لوقف العدوان وإنهاء القتل والإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني على يد حكومة الإرهاب النازية التي يقودها نتنياهو واليمين المتطرف".

وطالبت الفصائل المجتمعة في بيانها مجلس الأمن الدولي ومحكمة الجنايات الدولية باتخاذ قرار فوري بإلزام الاحتلال بوقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية وإدخال المساعدات وإغاثة الشعب الفلسطيني فوراً من دون أي عائق.

وفي الختام، دعا البيان الصادر عن الفصائل الفلسطينية، المجتمعة في موسكو، "دول العالم أجمع، وخصوصاً الدول العربية والإسلامية، إلى وقف الإمدادات بجميع أشكالها التي تصل إلى الاحتلال الصهيوني عبر ممراتها المائية والبرية والجوية، رداً على عدوانه ومجازره البشعة، ومنعه المواطنين الفلسطينيين من الحصول على الغذاء والدواء وحرمانهم من الحق في الحياة".

 ودعا الشعوب والأحزاب إلى الاستمرار بالتظاهر والمسيرات الداعمة للشعب الفلسطيني والضغط على حكوماتها للعمل من أجل وقف حرب الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني.

وفي السياق نفسه، أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، الدكتور أشرف القدرة، بأن "قوات الاحتلال ترتكب عمليات قتل ممنهجة ضد 700 ألف نسمة شمال غزة بالاستهداف والتجويع معاً"، وأشار إلى أنّ مجزرة دوار النابلسي "راح ضحيتها ما يزيد على 70 شهيداً و280 إصابة"، مع تأكيد حرج وخطورة عشرات الإصابات التي وصلت مجمّع الشفاء الطبي، ما قد يرفع حصيلة شهداء المجزرة إلى 100 شهيد على الأقل.

وذكّر الدكتور القدرة بضعف الطواقم الطبية وقلة جاهزيتها للتعامل مع حجم ونوعية الإصابات التي تصل إلى مجمّع الشفاء الطبي نتيجة ضعف الإمكانيات الطبية والبشرية، وطالب المجتمع الدولي بوقف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي بدعم أميركي وأوروبي. 

وطالب المجتمع الدولي بتوفير ممر إنساني آمن يسمح بوصول المساعدات الطبية والإنسانية والوقود إلى شمال قطاع غزة.

وكان مراسل الميادين في غزة قد أفاد صباح اليوم الخميس بارتقاء ما لا يقل عن 100 شهيد ومئات المصابين في المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في شارع الرشيد.

وأكد مصدر ميداني في المقاومة الفلسطينية في غزة للميادين أنّ هناك عشرات الشهداء والجرحى في استهداف "جيش" الاحتلال الإسرائيلي للمواطنين الذين ينتظرون المساعدات في شارع الرشيد غرب مدينة غزة.

وذكر المصدر الميداني أنّ دبابات الاحتلال الإسرائيلي داست على أجساد المواطنين، فيما أطلقت أخرى قذائف حارقة تجاههم.

اقرأ ايضاً: حرب التجويع تفتك بأطفال غزّة.. استشهاد 7 أطفال في مستشفى كمال عدوان نتيجة سوء التغذية

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك