الصين تتهم الولايات المتحدة باستغلال التوترات الكورية ضدها
الصين تعرب عن قلقها بشأن نية الولايات المتحدة استخدام قضايا شبه الجزيرة الكورية أداةً لاحتواء الصين، وتنتقد عدم وجود آلية وهيكل أمنيَّين لضمان السلام في المنطقة.
اتَّهم المبعوث الصيني الخاص إلى شبه الجزيرة الكورية، ليو شياو مينغ، الولايات المتحدة باستخدام التوترات الإقليمية من أجل تعزيز التحالف المناهض لبكين، بعد أسابيع من تصعيد بيونغ يانغ في التصريحات والاختبارات الصاروخية.
وأعرب شياو مينغ لوكالة "فرانس برس"، أمس الجمعة، في باريس، عقب جولة في عواصم أوروبية، عن "قلق" بلاده بشأن "نية الولايات المتحدة استخدام قضايا شبه الجزيرة الكورية أداةً لاحتواء الصين".
وأضاف أنّ "جزءاً من استراتيجية واشنطن في المحيطين الهندي والهادئ، هو الاتحاد مع حلفائها، من أجل تعزيز تحالفهم مع كوريا الجنوبية واليابان"، في إشارةٍ إلى رغبة الولايات المتحدة وحلفائها في التصدي لتنامي النفوذ الصيني.
وأوضح شياو مينغ أنّ الجميع يركّزون على عمليات الإطلاق والتجارب النووية الكورية الشمالية، لكنّهم يتجاهلون أنّ السبب وراء تصرّف الكوريين الشماليين على هذا النحو هو "عدم وجود آلية وهيكل أمنيَّين لضمان السلام في شبه الجزيرة" الكورية.
وبالإضافة إلى التوتر إزاء تايوان، تصاعد التوتر في الأسابيع الأخيرة في شبه الجزيرة الكورية، حيث أطلقت كوريا الشمالية سلسلة من التجارب الصاروخية، بينما أجرت كوريا الجنوبية وحليفتها الولايات المتحدة تدريبات عسكرية مشتركة واسعة.
وأعلنت بيونغ يانغ، حليفة بكين، أمس الجمعة، أنّها أطلقت بنجاح صاروخاً باليستياً بعيد المدى يعمل عبر الوقود الصلب، وهي تقنية تُظهر ثباتاً أكبر، وتكون أسرع لناحية تحضيرها لعملية الإطلاق، الأمر الذي يجعل رصدها وتدميرها أمراً صعباً.
وأمر زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، الثلاثاء الماضي، بتعزيز قدرات الردع العسكري في بلاده، بطريقة "عملية وهجومية أكثر"، بعد حضوره اجتماعاً للجنة العسكرية المركزية.
اقرأ أيضاً: بيونغ يانغ لا ترد على اتصالات سيؤول اليومية.. ولا مجيب على الخط العسكري
نحو استقلال استراتيجي يخدم مصالح أوروبا
وتدعو بكين إلى تخفيف عقوبات مجلس الأمن الدولي على بيونغ يانغ في مقابل "اتخاذ تدابير ملموسة لنزع السلاح" النووي. وأعرب شياو مينغ عن أسفه لأنّ المبادرات التي قدّمتها كوريا الشمالية في ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي التقى كيم جونغ أون عام 2018، "لم يكن لها تأثير في واشنطن".
وأضاف المبعوث الصيني أنّ "الضغط والعقوبات والمواجهة تجعل دائماً الحوار مستحيلاً".
وبعد جولة له في العواصم الأوروبية، زار فيها برلين وبروكسل وباريس، قال شياو مينغ إنّ "على القادة الأوروبيين إقناع الأميركيين بمعالجة القضايا الأمنية في كوريا الشمالية".
وتأتي دعوة المبعوث الصيني بعد أيام من تأكيد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، "الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي"، ولا سيما في سياق التنافس المتزايد بين الولايات المتحدة والصين.
وقال شياو مينغ: "نحن نقدّر الاستراتيجية المستقلة لبعض الدول الأوروبية، وأعتقد أنّها تخدم مصالح أوروبا".
الصين وروسيا تعملان معاً
وأشار شياو مينغ إلى عودة السفير الصيني إلى بيونغ يانغ، بعد أعوام على إغلاق الحدود بسبب وباء "كوفيد-19"، لافتاً إلى أنّ الدول الأوروبية تأمل "إعادة فتح السفارات، والشروع في اتصال بكوريا الشمالية".
وأكّد شياو مينغ أنّ روسيا لا تزال شريكاً موثوقاً به لنزع السلاح النووي في كوريا، وقال: "إنّ الصين وروسيا تشتركان في أشياء كثيرة فيما يتعلق بشبه الجزيرة الكورية، ونعمل جميعاً من أجل السلام والاستقرار".
ورداً على سؤال إزاء "تقارير غربية" تفيد بأنّ كوريا الشمالية تزوّد روسيا بالذخيرة من أجل حربها في أوكرانيا، اكتفى المبعوث الصيني بالإشارة إلى النفي الرسمي.
وقال إنّ الصين "عضو مسؤول في مجلس الأمن الدولي"، في رده على معلومات أوردتها صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، تفيد بأن رجال أعمال في هونغ كونغ وماكاو يُهرِّبون النفط إلى كوريا الشمالية، متجاهلين عقوبات الأمم المتحدة.
وقال، في هذا الصدد: "نحن بالتأكيد نفي بالتزاماتنا بالكامل فيما يتعلق بفرض قيود على توريد النفط إلى كوريا الشمالية".