الأمم المتحدة: رواندا سلّمت أسلحة إلى حركة "أم 23" ونفّذت عمليات في الكونغو
تقرير صادر عن خبراء مفوّضين من الأمم المتحدة يعلن أنّ جيش رواندا نفّذ عمليات عسكرية في شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية.
أفاد تقرير صادر عن خبراء مفوّضين من الأمم المتحدة، اليوم الخميس، أنّ جيش رواندا نفّذ عمليات عسكرية في شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقدّم "أسلحة وذخيرة وبزّات عسكرية" إلى حركة "أم 23" المتمرّدة.
وأكد الخبراء، في هذه الوثيقة، التي أُرسلت إلى مجلس الأمن، أنّهم جمعوا "أدلّة جوهرية" تثبت "التدخّل المباشر لقوات الدفاع الرواندية في أراضي جمهورية الكونغو الديمقراطية"، على الأقل في الفترة الممتدة بين عام 2021 وتشرين الأوّل/أكتوبر 2022.
ويُظهر هذا التقرير الجديد، والذي سيُنشر في الأيام المقبلة، أنّ متمرّدي "أم 23"، الذين ينتمون إلى إثنية التوتسي، احتلّوا مساحات شاسعة من إقليم شمالي كيفو في الكونغو، والواقع عند الحدود مع رواندا، الأمر الذي أدّى إلى تصاعد حدّة التوترات بين كينشاسا وكيغالي.
وتتهم كينشاسا وعدد من الدول الأوروبية رواندا بدعم "أم23". وتنفي كيغالي ذلك متهمة جمهورية الكونغو الديمقراطية باستغلال الصراع لأغراض انتخابية وبـ"تلفيق" مذبحة ارتكبتها حركة "أم23" وفق تحقيق أجرته الأمم المتحدة، وأودت بحياة 131 مدنياً.
ووفق مجموعة الخبراء، نفّذ جيش رواندا عمليات عسكرية بهدف "تعزيز حركة أم 23 وضدّ القوات الديمقراطية لتحرير رواندا"، وهي مجموعة مسلّحة تضم متمردين روانديين من إثنية الهوتو، وتأسست في جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد إبادة عام 1994.
ووفق هذا التقرير، وكما ورد سابقاً في تقرير سرّي في تموز/يوليو، "قدّم الجيش الرواندي تعزيزات إلى حركة أم 23 للقيام بعمليات محدّدة، ولاسيما عندما كانت تسعى للاستيلاء على البلدات والمناطق الاستراتيجية".
و"أم 23" هي حركة تمرّد سابقة لإثنية التوتسي هُزمت في عام 2013، وعادت إلى حمل السلاح في نهاية عام 2021، وسيطرت على مناطق في أنحاء إقليم شمالي كيفو، وتقدّمت في اتّجاه غوما، المدينة الرئيسة في الإقليم.
وفي وقت سابق، ندّد رئيس الكونغو، فيليكس تشيسكيدي، بـ"الميول التوسعية لرواندا"، متّهماً إياها مجدّداً بدعم متمردي حركة "أم 23" الذين سيطروا على مساحات شاسعة شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية خلال الأشهر الأخيرة.
يُذكَر أنّ المعارك اسؤنفت بأسلحة ثقيلة، مطلع الشهر الجاري، بين جيش الكونغو ومتمرّدي حركة "أم 23" في شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، بعد هدنة دامت 5 أيام فقط، أقرتها قمة عُقدت في لواندا في 23 تشرين الثاني/نوفمبر.
وكانت حركة "أم 23" أعلنت أنّها "غير معنية" باتّفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ إعلانه في لواندا، مطالبةً بـ"حوار مباشر" مع حكومة الكونغو، لأنّها لم تكن حاضرة في المناقشات التي شارك فيها رئيس الكونغو، فيليكس تشيسكيدي، ووزير خارجية رواندا، فنسنت بيروتا.