"الأبطال" على الميادين.. الرواية الكاملة للتحرر من سجن جلبوع

في الذكرى السنوية الأولى لتحرر الأسرى الستة من نفق سجن "جلبوع"، تعرض الميادين حلقات وثائقية تحمل اسم "الأبطال"، وتحكي رواية تحررهم الحقيقية كاملةَ وبالتفصيل.

  • "الأبطال" على الميادين.. الرواية الكاملة للتحرر من سجن جلبوع

مطلع العام الجاري، اختارت شبكة الميادين الإعلامية أبطال "نفق الحرية" من سجن جلبوع "شخصية العام" 2021، لتميّز هؤلاء الأبطال بالجدارة والإلهام والإبداع في سبيل الحرية وإرادة الحياة.

واستكمالاً لقصة هؤلاء الأبطال الفريدة من نوعها والنادرة في عصرنا الحديث، وفي الذكرى السنوية الأولى لحصولها، أنجزت الميادين حلقات وثائقية تحمل اسم "الأبطال"، تعرض الرواية الحقيقية لتحرر الأسرى الستة عن طريق حفر نفق في سجن جلبوع الذي يعرّفه الاحتلال بأنّه السجن "المحصن الذي لا يخرق"، وتتحدث أيضاً عن الأسرى الخمسة الذين ساعدوهم في عملية التحرر تلك، وذلك بناءً على روايتهم الحقيقية التي كشفوا خلالها للميادين حصراً تفاصيل تلك العملية، وما لم يُروَ عنها، وكذلك ماذا جرى بعدها.

خلال الحلقات، سيتعرّف المشاهدون إلى الأبطال الأسرى الـ11، الذين أطلقت عليهم الميادين اسم "11 قمراً"، وستعرّفهم الحلقات كذلك إلى سجن جلبوع وتحصيناته، متناولةً المنظومة الأمنية الإسرائيلية التي ظهرت هشة جراء العملية، وستتحدث أيضاً عن تفاصيل عملية التحرر وكيف خرج الأسرى، وإلى أين ذهبوا، وكيف تمت إعادة توقيفهم. كما ستتطرق إلى الحديث عن أهمية جنين؛ المدينة التي جاء منها الأسرى الستة.

السلسة الوثائقية مؤلفة من 6 حلقات، تم تصوير الجزء الخارجي منها في معتقل الخيام جنوب لبنان، ويقدّمها رئيس مجلس إدارة شبكة "الميادين" الإعلامية غسان بن جدّو. وستُعرض على مدى أسبوع، يبدأ يوم الخميس 29 أيلول/سبتمبر، أطلقت عليه الميادين اسم "أسبوع الأبطال". وإلى جانب عرضها القصة، ستستضيف الحلقات بعضاً من أهالي الأسرى، كما ستطلّ من خلالها شخصيات فلسطينية وعربية وعالمية.

بن جدو: أردنا أن نجعل هذا العمل قصةً عالميةً

هدف هذا العمل وأهميته، بحسب غسان بن جدو، "هو منح هؤلاء الأبطال حقهم علينا برواية هذه القصة التي تحمل كل معاني الإصرار والتصميم والإرادة والعمق الفدائي والكفاحي المقاوم"، وأيضاً "عرض الرواية كاملةً، وتجسيد الواقع كما هو، من دون أي اجتهاد فيها، من أجل نقل معلومات حقيقية ودقيقة". 

وأضاف بن جدو: "أردنا أن نجعل هذا العمل قصةً عالميةً، بدلاً من رواية العملية كقصة عادية، فتحدثنا إلى بعض الأهالي، وكذلك مع شخصيات مهمة ذات وزن في العالم العربي وعالم الجنوب". 

وأشار في السياق إلى أنّ "العمل سيكون متقناً ومشوّقاً، ليس من الجانب الروائي والنثري فحسب، بل من الجانب الإخراجي والفني أيضاً، إذ حرصنا على أن تكون الرؤية البصرية جميلة وجاذبة، يرافقها جانب من الغرافيكس". 

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by الميادين | Al Mayadeen (@almayadeen.tv)

وعن اختيار معتقل الخيام لتصوير الحلقات، لفت بن جدو إلى أنّ "اختيار المعتقل للتصوير جرى عن عمد، لأنّه كان أيضاً سجناً"، لكن المفارقة التي سيتم الحديث عنها في الحلقات هي أنّ "عملية نفق الحرية جرت في 6 أيلول/سبتمبر من العام 2021، وفي اليوم نفسه من العام 1992، كانت هناك أيضاً عملية هروب لأبطال في لبنان من معتقل الخيام". 

كيف تواصل الأسرى الأبطال مع الميادين لعرض الرواية الكاملة؟

وفي الحديث عن كيفية حصول الميادين على الرواية الكاملة للتحرر من سجن جلبوع، أوضح بن جدو أنّ "ما حصل هو أنّ الأبطال اتصلوا بالميادين، وبادروا إلى مشاركة قصتهم الحقيقية عبر شاشتنا". 

وأضاف: "العملية حصلت في كتمان شديد جداً على مدى 8 أشهر، تم التواصل خلالها بيني وبين الأسير محمود العارضة، قائد العملية والحركة الأسيرة للجهاد الإسلامي، من خلال وسيط من داخل فلسطين المحتلة".  

ولفت بن جدّو إلى أنّ "الرواية الحقيقية والكاملة رواها محمود العارضة، فهو كان المخطط والمهندس والمشرف على العملية، وهو الذي يعرف تفاصيلها منذ لحظاتها الأولى".

وتابع: "بدورنا، رغبنا وتمنينا على بقية الأسرى أن يرووا قصتهم كما هي أيضاً، وخصوصاً بعدما خرجوا وتحرروا من السجن"، مشيراً إلى أنّ "الحلقات ستروي ماذا قال هؤلاء الأسرى: محمد العارضة ويعقوب قادري وأيهم كممجي وزكريا الزبيدي ومناضل نفيعات".

لماذا الميادين؟

ورداً على سؤال عن سبب اختيار الأسرى لقناة الميادين تحديداً لعرض روايتهم، أعرب بن جدو عن اعتقاده بأنّ ذلك سببه "حسن ظنّ الأسرى بالميادين، ولأنهم ربّما يعتبرون أنّ الميادين مهتمة بالقضية الفلسطينية وبالمقاومة وبالحركة الأسيرة والأسرى"، متوجّهاً إليهم بالشكر من أجل ذلك. 

وكشف بن جدّو في السياق أنّ "هنالك من عرض على أسرى نفق الحرية الملايين للحصول على رواية تحررهم الحقيقية، ولم يكن يتوقع أن يحصل على الرواية كاملة، لكنّ الأسرى تعففوا عن ذلك، واختاروا الميادين من دون أي مقابل"، مؤكّداً أنّ "الأسرى الذين ضحوا بأنفسهم بهذه الطريقة لا ينتظرون جزاءً مالياً، فهم أرفع بكثير من ذلك". 

وشدّد على أنّ "رسالة هذا العمل إلى كل العالم العربي والأحرار في العالم أنّ هناك قضية فلسطينية مظلومة يجب أن نتحدث عنها دائماً، وأنّ هناك حركة أسيرة منسية ومهمشة ومظلومة، ومن واجب العالم أيضاً أن يتحدث عنها"، موضحاً أنّ "الحركة الأسيرة هي حركة مناضلة ومقاومة وتستحق الاهتمام الدائم". 

وانطلاقاً من كلامه هذا، تمنّى بن جدّو على الجهات المعنية في محور المقاومة أن تتبنّى هذه الرواية الدسمة والغنية والفريدة التي ستكشفها الميادين، وتحولها إلى أعمال درامية وسينمائية وأدبية مختلفة، ليس الرواية بحد ذاتها فحسب، بل رواية كل بطل فيها أيضاً.

فريق العمل: نعد الجمهور بعمل مبهر

بدوره، وعد الزميل في فريق الإعداد، عبد الرحمن نصار، الجمهور بعملٍ مبهر، من ناحية كنه العمل نفسه، إذ إنّ قصة الأسرى مبهرة بتفاصيلها التي تكشف عن عملية حفر امتدت لنحو 9 أشهر.

وأوضح نصّار أنّ "فكرة البرنامج الأساسية قائمة على رواية الأسرى الحقيقية لها. هذه الرواية تم الاتفاق مع الأسرى على كيفية روايتها وإخراجها، بمعنى أنّ كل أسير سيتحدث عن جزئية معينة تخصّ هذا العمل".

وكشف أنّ العمل "سيستضيف 33 شخصية، جزء منهم من أهالي الأسرى، والجزء الآخر هم شخصيات فلسطينية وعربية وعالمية، من أجل منح العمل صدى عربياً ودولياً". 

وأكّد أنّ "الأسرى اختاروا قناة الميادين وأعطوها تفويضاً حصرياً لنقل الأحداث التي جرت بالتفصيل، والبرنامج سيستعرض ما أمكن من هذه التفاصيل".

وشدّد نصّار على أنّ "هذا العمل توثيقي بالدرجة الأولى، وقائم على رواية الأسرى الحقيقية"، مشيراً إلى أنّه "يمكن أن يمهّد لأعمال أخرى، من أعمال درامية أو وثائقية أو أدبية".

من جهتها، اعتبرت المخرجة الفنية للعمل هالة بو صعب أنّ "أهمية هذا العمل تكمن في رواية قصة الأبطال، التي تشبه المعجزة في تاريخنا الحديث".

وأضافت متحدّثةً عن إخراج العمل: "عملت مع مخرجة العمل بولا حمالايا على تجسيد المعلومات التي وصلت إلينا بالصوت والصورة، وعرضها بطريقةٍ فنية في موقع التصوير في معتقل الخيام الذي يحمل رمزيةً خاصة".

وتابعت: "سعينا لتنفيذ القصة بصورة واقعية، ونقل أدق التفاصيل عن عملية الحفر وتحرر الأسرى من السجن عن طريق الغرافيكس، ونقل الواقع كما هو".

وشدّدت على أنّ "هذا العمل هو وثيقة للتاريخ"، متمنيةً من أي جهة معنية "توثيق بطولات هؤلاء الأسرى، وأن يكون هذا العمل مرجعاً للمشاهدين ولأي حر في العالم يؤمن بقضية فلسطين المحقة".

تبدأ الميادين يوم الخميس 29 أيلول/سبتمبر الحالي (الساعة 21:00 بتوقيت القدس المحتلة) بعرض السلسلة الوثائقية، وتستمر لأسبوع كامل.

اخترنا لك