إفادة سرية للبنتاغون: كييف لا تملك قدرة الاستيلاء على شبه جزيرة القرم

تقرير للجنة القوات العسكرية في مجلس النواب الأميركي سيحبط القادة في كييف الذين يفكرون في السيطرة على شبه جزيرة القرم، إذ يؤكد ضباط اللجنة عدم امتلاك القوات الأوكرانية القدرة تحقيق هذا الهدف في المستقبل القريب.

  • قوات المسلحة الروسية في جزيرة القرم
    قوات المسلحة الروسية في جزيرة القرم

نقلت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية عن ثلاث أشخاص مطلعين على الإفادة الإعلامية التي قدمها البنتاغون للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي، أنّ وزارة الدفاع الأميركية لا تعتقد أنّ لدى أوكرانيا القدرة على "إخراج القوات الروسية من شبه الجزيرة" التي استعادتها موسكو منذ ما يقرب من عقد من الزمان. 

وأشارت الصحيفة إلى أنّه من غير المرجح أن تتمكن القوات الأوكرانية من السيطرة عليها في المستقبل القريب، بحسب الإفادة السرية التي وضعها أربعة من كبار المسؤولين في وزارة الدفاع.

وأكدت الإفادة أنّ هذا التقييم "سيحبط القادة في كييف الذين يعتبرون السيطرة على شبه الجزيرة أحد أهدافهم المميزة".

واعتبرت الصحيفة أنّ الدافع لمقدمي هذه الافادة "غير واضح"، لكن المؤشر الواضح، كما نقله ثلاثة أشخاص لديهم معرفة مباشرة بمحتويات الإفادة، هو أنّ البنتاغون لا يعتقد أنّ كييف قادرة على إجبار القوات الروسية على الخروج من شبه الجزيرة.

كذلك، أوضح شخص رابع أنّ الإفادة كانت أكثر غموضاً، لكن النقطة بقيت أنّ انتصار أوكرانيا في هجوم على شيه الجزيرة لن يكون مضموناً. والجدير ذكره أنّ المصادر طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.

وكان من بين مقدمي الإفادة لورا كوبر، نائبة مساعد وزير الدفاع لروسيا وأوكرانيا وأوراسيا، واللفتنانت جنرال دوغلاس سيمز، مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة.

يرفض الأوكرانييون فكرة انتصار أوكرانيا دون الاستيلاء على شبه جزيرة القرم

من جهتها، قالت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ إنّه "لن نُعلق على الإحاطات السرية المغلقة ولن نتحدث عن الافتراضات أو التكهن بالعمليات المستقبلية المحتملة"، مضيفةً أنّه "أداء الأوكران رائع من حيث قدرتهم على القتال، والقدرة المستمرة على التكيف في ساحة المعركة يتحدث عن نفسه".

ويعكس تقييم مقدمي الافادة ما ألمح إليه الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، في الأسابيع الأخيرة، حيث قال خلال اجتماع لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية في ألمانيا في 20 كانون الثاني/يناير، إنّه ما زال يصر على أنّه سيكون "من الصعب جداً جداً هذا العام إخراج القوات الروسية عسكرياً من كل شبر من أوكرانيا"، مشيراً إلى أنّ "هذا لا يعني أنّه لا يمكن أن يحدث،لكنه سيكون صعباً للغاية".

وتثير قضية شبه جزيرة القرم الجدل منذ شهور، حيث يصر المسؤولون الأميركيون والأوروبيون على أنّ شبه الجزيرة جزء قانوني من أوكرانيا، في حين أنّهم غالباً ما يمتنعون عن تجهيز كييف بالكامل للتوغل في المنطقة.

وقال شخص مُطلع على السياسة الداخلية في كييف، إنّ إدارة زيلينسكي كانت "غاضبة" من تصريحات ميلي، حيث تستعد أوكرانيا لهجمات كبيرة هذا الربيع. ويشير الأوكرانيون أيضاً إلى أنّ المعلومات الاستخباراتية الأميركية حول قدراتهم العسكرية قد أخطأت الهدف باستمرار طوال الحرب التي استمرت ما يقرب من عام.

من جانبه، رفض مستشار زيلينسكي أندريه يرماك، في حديثه في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الشهر الماضي،  فكرة انتصار أوكرانيا دون الاستيلاء على شبه جزيرة القرم.

وقال يرماك "هذا غير مقبول على الإطلاق"، مضيفاً أنّ "النصر يعني استعادة حدود أوكرانيا بما في ذلك دونباس وشبه جزيرة القرم".

 رئيس القوات المسلحة في مجلس النواب: على بوتين أنّ يُقرر ما يمكنه تركه ويدعي النصر

من جانبه، قال رئيس القوات المسلحة في مجلس النواب مايك روجرز (جمهوري)، في مقابلة يوم الأربعاء، إنّ الحرب "يجب أن تنتهي هذا الصيف"، مما يضع إلحاحاً على الولايات المتحدة لتزويد أوكرانيا بسرعة لهجوم قادم.

وأضاف روجرز أنّ "هناك مدرسة فكرية تعتبر أنّ شبه جزيرة القرم يجب أن تكون جزءاً منها، فيما روسيا لن تنسحب أبداً وتتخلى عن شبه جزيرة القرم".

وتساءل رئيس القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي عما "هو ممكن؟"، مشيراً إلى أنّه "لا يعتقد أنّ هذا متفق عليه بعد".

وتابع: "أعتقد أنّ هذا سيساعدنا أكثر من أي شيء آخر على دفع بوتين وزيلينسكي إلى الطاولة لإنهاء كل القضية هذا الصيف".

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك